في الوقت الذي يأخذ فيه ملف الاستحقاق الرئاسي نوعا من الاستراحة حتى ايلول بقي الوضع الامني في البلاد وبيانات السفارات موضع متابعة رسمية من قبل المسؤولين السياسيين والامنيين.
وعلى نية الوضع الامني عموما والاحداث الامنية الاخيرة في مخيم عين الحلوة خصوصا التأم مجلس الامن المركزي برئاسة وزير الداخلية وتأكيد بعدم تفلت الوضع الامني الممسوك اصلا من قبل الاجهزة الامنية وتطمينات للمقيمين والمغتربين بضبط الامن والاستقرار في البلاد وعدم التعرض لأي كان وعدم التخوف من احداث امنية يمكن ان تزعزع الاستقرار
فيما استعاد قلب صيدا نبضه ودبت الحياة في شرايين الإدارات العامة وقطاعات المدينة الصحية والتربوية والتجارية والمصرفية التي أطبقت على أنفاسها سحابة اقتتال سوداء خيمت على أجواء مخيم عين الحلوة لايام خلت
وبالحديث عن الامن على الحدود علمت ال NBN ان سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن سيقومون بجولة غدا الثلاثاء عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية بالتنسيق مع اليونيفيل للاطلاع على الوضع الامني واللوجستي على الارض.
ماليأ يستكمل مجلس الوزراء البحث في مشروع قانون موازنة العام 2023 يوم الأربعاء في 16 من الشهر الجاري أما مسألة دمج موازنتي العام 2023 و2024 فالقرار يعود إلى مجلس الوزراء في درسهما معا أو كل على حدة.
فيما علم ان حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري ينفذ خطة محكمة لمنع تفلت سعر العملة من دون المس بأموال الاحتياط وهو نجح حتى الان في امتصاص كل الصدمات التي واجهها لبنان مما ارسى عوامل الطمأنة في إنتظار الاتفاق على تشريع الصرف.
خارجيا استشهاد جنود سوريين واصابة اخرين في عدوان اسرائيلي جديد في محيط العاصمة دمشق.
في الاراضي الفلسطينية المحتلة اقتحام مدينة جنين بعد ساعات على اغتيال ثلاثة مقاومين من قبل قوات الاحتلال وسراي القدس تمطر اليات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص.
اما مسلسل تدنيس القران الكريم فيستمر في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن وهذه المرة من قبل فنانة دنماركية من اصول ايرانية وسط غياب لاي اجراء فعلي للدول العربية والاسلامية على هذه الاساءة المتكررة للمصحف الشريف.
ماذا بعد التدابير التي اتخذتها ست دول عربية خليجية تجاه لبنان؟ وهل يمكن توقع تدابير جديدة من دول عربية أخرى؟ حتى الان لا مؤشرات الى ان التدابير المتخذة ستتوسع. هذا على الاقل ما يفهم من الكلام الصادر عن سفير المملكة العربية السعودثة اليوم. فوليد البخاري اكد ان دعوة السعوديين لمغادرة لبنان اتت على خلفية حوادث مخيم عين الحلوة فقط لا غير، وان المملكة لا يمكنها ان تفرط بمواطنيها اينما وجدوا.
على اي حال، رغم التطورات الامنية التي حصلت في عين الحلوة فان القطاع السياحي لم يتأثر. وتشير كل المعلومات الى ان الفنادق لم تشهد اي الغاء للحجوزات لم تحص ، وهو ما اكده رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار اشقر. وهذا يعني ان السياح واللبنانيين المغتربين اعتبروا ان ما يحصل محصور داخل مخيم عين الحلوة، وانه لن يتمدد الى خارجه. فهل تكون وبالتالي الحوادث الامنية في الجنوب سحابة صيف وعبرت؟
سياسيا، مجلس الوزراء عقد جلسة خصصها للبحث في موازنة العام 2023،على ان تليها جلسة اخرى الخميس مخصصة للامر عينه.
ورغم اهمية ملف الموازنة، فان تأمين رواتب موظفي القطاع العام فرض نفسه على مجلس الوزراء. وقد توصل المجتمعون الى حل مبدئي يكمن في احالة وزارة المال رواتب الموظفين على مصرف لبنان بالليرة اللبنانية، قبل ان تحال بالليرة ايضا على المصارف الخاصة ، وهو تدبير لا يحتاج الى توقيع نائب الحاكم.
وبين جلستي مجلس الوزراء الثلثاء والخميس ينعقد غدا في الديمان لقاء وزاري تشاوري. والظاهر ان معظم الوزراء سيحضرون، باستثناء الوزراء الذين يدورون في فلك التيار الوطني الحر. علما ان اللقاء مهم اذ سيبحث في قضية النازحين السوريين. وفي السياق قال وزير المهجرين انه سيطالب في لقاء الديمان بدعم البطريرك الراعي. فهل القصد من اللقاء أخذ الغطاء البطريركي على امور معينة في ظل غياب المكونين المسيحيين الاكبرين: التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟
رموا ببيانهم من اعلى الشجرة، بعد ان انكشفت للعيان الوانه السياسية رغم محاولات تغليفه بمسميات امنية.
فطلبات بعض الدول المعروفة والمكررة من رعاياها مغادرة لبنان جاءت على خلفية احداث عين الحلوة كما قال السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، مع ان التحذيرات جاءت بعد ساعات من وقف الاقتتال في المخيم. وبعد ان اصيبت محاولات الضغط هذه بحرج قاتل خرج السفير البخاري مؤكدا دعم بلاده للسياحة في لبنان، على أن تثبت الايام ذلك – كما قال.
اما ما اثبتته نتائج الفحص الدقيق لبيانات التهويل فهو انها تحتوي على كميات سياسية سامة، وخالية من اي محتوى امني، وهي مواد تستخدمها تلك الدول عادة للضغط على اللبنانيين لفرض خياراتها عليهم، وخاصة ان المهل تتآكل نحو ايلول، الموعد المرتقب لجولة جديدة بعناوين رئاسية..
وفيما الخارج خرج بسيف التهويل الامني حينا والعقوبات احيانا، لم يجد بعض اللبنانيين الا الحوار سبيلا لتقريب وجهات النظر نحو نقطة من الممكن ان تكون ارتكازية في ملف انتخاب رئيس الجمهورية، وهو الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي قال متابعون له انه جدي وبناء وبمثابة فسحة أمل، وان كانت نتائجه تحتاج الى بعض الوقت..
اما الوقت الحكومي الآن فمستنزف بنقاش الموازنة التي يملك الوزراء طرفها ويرمون بآخره عند المصرف المركزي الذي قال رئيس الحكومة انه يثق بحاكمه الجديد وسيم منصوري..
ولمن يحكمون الفراغ نصيحة تحذيرية من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بان ارباكا واضحا حصل على ابواب استحقاق حاكمية مصرف لبنان، فكيف اذا استمر الفراغ ووصل الى قيادة الجيش في كانون الثاني المقبل؟ ودعوة إلى التوقف عن الرهان على الاميركي الذي يريد تعميم الفراغ ..
عشية محاولة فاشلة جديدة يقوم بها نجيب ميقاتي للالتفاف على الميثاق والدستور، من بوابة الصرح البطريركي هذه المرة، جديد العناوين خلاف علني مع وسيم منصوري، الذي ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال اصرار نواب الحاكم على تشريع الاقتراض الحكومي من مصرف لبنان، وإلا دفع رواتب القطاع العام بالليرة لا الدولار نهاية آب الجاري، وهو ما استدعى ردا بالمصادر، دعا منصوري الى التحلي بالرصانة وروح المسؤولية واتهمه بالتسريب.
وفي غضون ذلك، تراجع منسوب القلق الداخلي من التحذيرات الخارجية التي لم يفهمها نبيه بري ووليد جنبلاط خلال لقائهما امس، حيث من الواضح ان الوضع في مخيم عين الحلوة بات مضبوطا.
اما رئاسيا، فإشارات تمايز بين حزب الله وحركة أمل، تناولها بعض وسائل الاعلام، من دون ان تكون مستندة الى ارضية صلبة، على وقع الحوار الدائر بين الحزب والتيار الوطني الحر.
واليوم، حلت الذكرى الثانية والعشرون لاعتقالات السابع من آب الشهيرة عام 2001، والتي ترمز الى نضال شبابي وطالبي استمر طيلة خمسة عشر عاما لتحرير لبنان من الاحتلال والوصاية، على امل بناء دولة تليق بتضحيات المناضلين، ولاسيما الشهداء، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم، وما يتطلب اصرارا لا استسلاما، واملا متجددا بدل اليأس المستدام.
احتوى لبنان صدمة انذار السفارات بعد محاصرة الاسباب والعمل على التخفيف من وطأة الارتياب الامني الذي كان مشروعا.
وبعد ثلاثة ايام على بيانات التحذير العربية تحديدا اتضحت الرؤية واستقرت عند مخيم عين الحلوة وابلغ السفير السعودي وليد البخاري وفدا برئاسة شارل عربيد ان دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة، وأن المملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا ولا يمكن أن تفرط بهذا الموضوع.
وقال البخاري إن بلاده كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان وإن الفترة المقبلة ستثبت ذلك إن توصل اللبنانيون إلى حل أزمتهم. وعلى امن الرعايا انعقد مجلس الامن المركزي بمشاركة قادة الاجهزة…
واعطى وزير الداخلية بسام المولوي تبريرا لتخوف السفارات مؤكدا لهم: اننا نحافظ على امنكم كما امن اللبنانين مطمئنا بان الجيش اللبناني منع ما اسماه: انفلاش المعارك الى خارج مخيم عن الحلوة.
وقرر مجلس الامن المركزي عقد اجتماعات متتالية في الايام المقبلة للبحث في التحديات التي قد يواجهها لبنان في هذه الظروف الإقليمية.
ومع استتباب الامن المركزي المحلي وتطويق اشعاعات المخيم فتحاويا ولبنانيا بدأت معركة اطلاق النار من بنود الموازنة والتي استوت على جلسة مجلس الوزراء دون ان تبلغ خوايتمها فيما تبرز ازمة الصرف من الاحتياطي في مصرف لبنان وسط تشدد الحاكم بالانابة وسيم منصوري من جهة واستحقاق “صرف الضرورة” من جهة اخرى لاسيما في رواتب الموظفين.
وتمنى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على وزير المال تزويد مجلس الوزراء بالارقام المتعلقة بحقوق السحب الخاصة وهذا الطلب يؤشر الى ان الرواتب والادوية سيتم صرفها من قنوات السحب الخاصة بعد تعذر تأمين التشريع المطلوب لتغطية الصرف من الاحتياطي. والوزراء الذي يؤمنون انعقاد جلسات الحكومة يهاجرون غدا الى صرح الديمان لعقد لقاء تم تخفيض تسميته الى ” تشاوري ” حتى لا يفتح مجلس الوزراء فروعا له لدى المقامات والمرجعيات الروحية…
واما المقاطعون لهذا الاجتماع فستكون مشكلتهم هذه المرة مع البطريرك الراعي وليس مع الرئيس ميقاتي وعلاقتهم ستصبح مع الكنيسة “ومنن ل الله يصطفلوا” اول المؤمنين كان وزير الاشغال علي حمية معلنا التطوع في المشاركة وهو الذي حمل كعك العباس في ايلول الماضي الى الديمان عربون خبز وملح من حزب الله الى البطريرك الراعي في بحث المقر الصيفي للكنسية مسألة النزوح السوري وقضايا المثليين التي سبق لميقاتي ان بحثها مع بطاركة موارنة والبطريرك الراعي خلال زيارته مؤخرا الى الديمان.
ولكن كل هذه العناوين سيقاطعها التيار الوطني الحر والذي سيعقد مؤتمرا عن النزوح السوري وتداعياته في القضاء يوم الاربعاء المقبل في مبنى بلدية جونية.
وسيسابق جبران باسيل الحكومة اللبنانية على ازمة النزوح مسجلا بطولات في المجهول في وقت ان وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين كشف عن مساعي باسيل في تعطيل وفد التشاور الى سوريا. في النزوح يضرب رئيس التيار اهداف الحكومة وفي الرئاسة يتربع جبران باسيل على قائمة ” المثلية السياسية ”
والتفرد بالشريك الرئاسي .
وهي معركة مستمرة حتى ايلول المقبل موعد محطة لودريان الذي سيقود مجتمعا سمته التعطيل .. في نصف مواقعه الادارية والسياسية والامنية.
اسبوع جلسات ولقاءات لا يخلو من إشكالات. لقاء الديمان بالتوافق بين البطريرك الراعي والرئيس ميقاتي، يرفض التيار الوطني الحر المشاركة فيه … جلسة مجلس الوزراء بعد غد الاربعاء ، في انتظار الأرقام لتبني على الشيء مقتضاه في ما خص موازنة 2023 التي تأخرت جدًا ، وموازنةَ 2024 التي يفترض أن تسير على الوقت. وبين اللقاء والجلسة هَمٌّ قديم جديد ، لكنه هذه المرة أصعب : كيف ستتأمن الرواتب من دون المس بالإحتياط الإلزامي ؟ هل يكون الراتبْ باللبناني فقط ؟ ماذا عن طلب الدولار؟ الموضوع ليس سهلًا على الإطلاق ، والخيارات ليست متعددة… إما مد اليد على الاحتياط الإلزامي ، اي أموال المودعين ، وهذا دونه مضاعفات، وإما صرف النظر عن ذلك ودفع الرواتب بالليرة اللبنانية ، وهذا ليس سهلًا ، ويبقى الصرف بالدولار لأدوية الأمراض المستعصية وللقمح .
الصورة الاقتصادية والمالية ليست باهرة بل باهتة ، إقترب الجميع من الإقرار بالواقع المر ” العينْ بصيرة واليد قصيرة” فماذا ستجترح الحكومة من معجزات ؟ ومتى ؟
في أمن مخيم عين الحلوة ، ال ” ال بي سي آي ” داخل المخيم مع الزميل أدمون ساسين ، وتقرير مفصَّل عن الوضع الميداني من الداخل بل عن معارك الأسبوع . ومنه نبدأ