| زينة أرزوني |
مَن حرّك معركة مخيم عين الحلوة؟
سؤال من حق كل لبناني طالته شظايا الاشتباكات العنيفة التي دارت بدءاً من السبت، وزادت حماوتها الأحد، بعد مقتل قائد “قوات الأمن الوطني الفلسطيني” في المخيم، العميد أبو أشرف العرموشي، مع أربعة من مرافقيه، وهم يتحضرون للانتقال إلى شارع البستان لتسليم مطلق النار على محمود خليل الملقب “أبو قتادة”، بعد اتصالات التهدئة ليلاً، والتي أفضت الى اتفاق يقضي بتسليم مطلق النار.
سؤال من حق كل لبناني لا تعنيه خفايا الأمور الداخلية للمخيم، ولا المجموعات التي تفرض سيطرتها عليه. ما يعني اللبنانيين أن على الدولة فرض هيبتها على الأرض بعدما أصابها رصاص القنص في مقتل، فتطايرت بيانات الاستنكار والاستهجان الرافضة لما يحصل في “توقيت مشبوه”، كما وصفه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فيما كان فرصة لآخرين للمناداة بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لحماية السلم الأهلي، وإبعاد شبح الفوضى عن لبنان.
اشتباكات تأتي تزامناً مع اتفاق لم يجف حبره في القاهرة لوقف الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية وإنهاء الانقسام، فمن فتح النار في مخيم يعيش أبناؤه حالة من الفقر والحرمان، ويرعبهم بين الفينة والأخرى رصاص اشتباكات لا يعلمون كيف بدأت وكيف انتهت.
من هي اليد الخفية التي حركت هذه المعركة؟ وهل من إشارة وصلت تشي بأن “الخلايا النائمة” لتنظيم “داعش” قد استفاقت على توقيت مشبوه في الظرف الاقليمي والدولي الراهن، وبدأت تتحضر لأعمال إرهابية انطلاقاً من الشرق الأوسط إلى أفغانستان فأفريقيا، وأن التفجير الذي تبناه “داعش” قبل أيام قرب مقام السيدة زينب في دمشق لن يكون الأخير وسينتقل إلى دول أخرى مجاورة، فاتخذ القرار الاستباقي داخل المخيم للضرب بيد من حديد ضد التنظيمات المتشددة، خصوصاً أن من أطلق النار عليه هو أحد أبرز المطلوبين للسلطات اللبنانية، وكانت وجهت إليه سابقاً تهمة الانتماء لتنظيم إرهابي.
ثمة احتمالات عديدة لخلفيات التفجير الأمني في مخيم عين الحلوة:
الاحتمال الأول، أن تكون خلايا “داعش” النائمة قد تلقّت الأوامر بالتحرك في كل الساحات لإعادة استنهاض نفسها. ويمكن تفسير ما حصل في العراق (السليمانية) وسوريا (مقام السيدة زينب، وشرق سوريا) وباكستان وغيرها، على أنه منسّق.
الاحتمال الثاني، أن يكون في سياق تفجير الوضع الداخلي في لبنان، ليأتي في نهاية المطاف رئيس “على الحامي”، كما كانت تروج له جهات داخلية وخارجية طوال فترة التسعة أشهر من عمر الشغور الرئاسي.
الاحتمال الثالث، هو أن يكون هناك قرار بالعبث الأمني لإشغال المقاومة في لبنان وكشف ظهرها، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة.
الاحتمال الرابع، أن تكون هناك خطة لخلق فتنة فلسطينية ـ فلسطينية تبدأ من لبنان وتنتقل إلى الداخل الفلسطيني، بحيث تؤدي إلى إرباك المقاومة المتصاعدة في فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتمال الخامس، أن يكون ما حصل في مخيم عين الحلوة هو قرار فلسطيني بـ”تنظيف” المخيم من بعض المجموعات المتشدّدة، خصوصاً أن ما حصل جاء بعد زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج إلى بيروت قبل أسبوع، على رأس وفد أمني يضمّ أيضاً مدير العلاقات الدولية في الجهاز ناصر العدوي الذي بقي في بيروت عدة أيام بعد مغادرة فرج لبنان.