| مرسال الترس |
تضاربت التحليلات حول أعلنه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حول مقايضة موقع رئاسة الجمهورية في السنوات الست المقبلة باللامركزية الادارية والصندوق الائتماني!
كما تضارب التقييم حول ايجابية او سلبية الموقف المستجد لقاطن البياضة، الذي يفتح خطوطاً ساخنة على مدى 24 ساعة مع الرابية.
مَن تابع تصريحات باسيل منذ تسعة أشهر حين دخل الفراغ إلى كرسي الرئاسة في بعبدا بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس العماد ميشال عون، ولاح في الأفق أن “الثنائي الشيعي” يتجه بقوة إلى دعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ظهرت بوادر التوتر على الرجل وبدأ يقارع طواحين الهواء، رافعاً من سقف ابتعاده عن التحالف التاريخي الذي أرّخه لقاء كنيسة مار مخايل في 6 شباط من العام 2006 بين قطبي “الحزب” و”التيار”، الأمين العام السيد حسن نصرالله والعماد عون العائد حديثاً من نفيه الفرنسي.
بعض “الخبثاء” رأوا في المواقف المتشنجة لباسيل حينها وما تلاها، أنه فشل في إقناع السيد نصر الله بتأييد ترشيحه، وهو الخارج من معركة “ذاهبون إلى جهنم” في عهد عمه، ولا شيء يشجّع إلى تبني ترشيحه،وهو أيضاً الذي لم يترك صاحباً له في السنوات الست من عمر العهد.لمس باسيل أن الحزب مقتنع حتى العظم بدعم ترشيح فرنجية، ليس لأن “عينيه زرق”، ولكنه كان قد سلّف الحزب مواقف غاية في التقدير، ليس أولها التنحّي من أمام العماد عون في العام 2016 بناء على رغبة سيد المقاومة، والذي لم يطل به الأمر ليعلن عبر إطلالة تلفزيونية واصفاً فرنجية أنه بمثابة إحدى عينيه، وحينها فهم من يريد أن يفهم ان السيد وعد رئيس تيار “المردة” وعداً صادقاً ونقياً بدعمه في الدورة التالية بعد انتهاء ولاية عون، إضافة الى مواقفه الداعمة باستمرار للمقاومة.
إلاّ أن باسيل الذي “سقطت بيده كافة المعطيات”، قرّر رفع السقف بوجه الحزب وأمينه العام، وصولاً إلى التنمر على “الوعد الصادق”،الأمر الذي أبعده بقوة عن اللقاء المباشر مع سيد المقاومة. والأنكى، أنه نحى باتجاه “المعارضة” الناشئة، والتي لم تصدّقه حتى في أكثر تجلياته عندما تقاطع معها على الوزير السابق جهاد أزعور.
الجميع يُدرك ان أمر المقايضة التي تحدّث عنها باسيل ليس بيد المقاومة وحدها، وإنما هي يجب أن تمر بالتأكيد عبر الحكومات ومجلس النواب،لأنها تحتاج الى قوانين وتشريعات. ولذلك، فالواضح أن باسيل ربما تناهى إلى فهمه ومسامعه أن هناك إمكانية بدعم ترشيحه بعد 6سنوات، فوجد في اللامركزية والصندوق الائتماني، أو السيادي، السلّم الذي يساعده على النزول عن شجرة معارضة فرنجية، وهو الذي وافق قبل اسابيع على إدراج اسمه ضمن لائحة المرشحين بعدما كان يعلن رفضه للأمر بشكل مطلق!