| محمد جابر |
اللبناني “بكل عرس الو قرص”، وفي موسم الحرارة المرتفعة، أصبح كل واحد منا خبير أرصاد جوية و”مونولج” متخصص في السخرية من هذا الواقع.
اللبناني هذه الأيام يشعر وكأنه يعيش في فرن، “صار كل حدا فينا حاسس حاله منقوشة”، وبين كل “دوش” و”دوش” تحتاج إلى “دوش” آخر، خصوصاً إذا قررت أن تسير في الشارع، عندها ستشعر وكأنك تسير في وادي جهنم.
وكل لبناني يتذكر اليوم سفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز حينما غنّت “نسم عليها الهوا”، الجميع يسألون أم زياد “وين مفرق الوادي”، لكن لا ثقة بأنها ستجيبهم بعدما سألوها في الأمس عن جسر اللوزية، وحتى الساعة “لا تندهي ما في حدا”.
اللبناني “الفطسان والمشوب والعرقان”، ينتظر بفارغ الصبر أن تسمع النسمة كلمة سلطان الطرب و”تروح عند الحبايب”.
أخبار الطقس، و”طلعات ونزلات” درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، باتت بالنسبة للبناني أهم من إنتخاب رئيس، ومن ما إذا كان رياض سلامة باقٍ في منصبه أم سيغادر.
موجة الحرّ قد تستمر أداة تسلية للبناني، حتى نهاية آب اللهاب، وهي فرصة تؤكّد أن عدد “المهضومين” في لبنان بازدياد، وأن “روح النكتة” تخلق بالفطرة معهم، وبكل تأكيد سيتعامل اللبناني مع عواصف كانون بنفس الطريقة، لأنه وبكل بساطة شعب يريد الهروب من الواقع المعاش، وتأكيد مقولة أننا نعشق الحياة “كيف ما كانت”.
ولصراع اللبناني مع “المكيّف”، طوال النهار يعيش ذاك الصراع بين “ضويه وطفيه” حتى لا يرتفع ضغطه من فاتورة الإشتراك والكهرباء نهاية الشهر، والكل يترحم على مخترع المكيف المدعو ويليس هافيلاند كارير، الذي عاش بين عامي 1876 و1950، فلولا هذا الاختراع “الله بيعرف وين كنا صرنا”.
وتركيب “النُكتة” لا ينتهي مع اللبناني، فأحدهم توقع بعد موجة الحر أن تأتينا “موجة فليفلة”، وسيدة اعتبرت أن ما نعيشه “بروڤا” لجهنم، وهضامة اللبناني عن الطقس لا تنتهي، فهي حتى لم توفر فيروز، فمن يعرف قد يكون شادي الذي ضاع “مشوب”، والبعض انتظر أن يكون النقل التلفزيوني عبر الشاشات مباشرة من تحت “الدوش”، وقد تصرخ المذيعة “المشهد ملتهب هنا” وكل موجة حر وأنتم بخير.