| مرسال الترس |
كثيرة هي الأسئلة التي طُرحت عن أسباب الغياب الشخصي لكل من رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض عن الاحتفال الديني في إهدن برعاية وحضور البطريرك الماروني بشارة الراعي لتدشين أول كنيسة على إسم القديس شربل في البلدة.
هل لعبت الصدفة دورها، أم أن في الأمر رسائل مشفّرة من قبل أبرز القيادات الزغرتاوية ـ الاهدنية؟
الذي كان متداولاً في الشارع الزغرتاوي أن كلاً من فرنجية ومعوض كانا خارج البلاد. ولكن من المتداول أيضاً أن مسألة رعاية وحضور البطريرك الراعي للتدشين معروفة منذ أشهر وربما أكثر، وكانت الاتصالات تجري لكي يتناسب التدشين مع تواجد سيد بكركي في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، وأن يكون الموعد قريباً من العيد السنوي للقديس شربل في الأحد الثالث من شهر تموز. وعلى هذا الأساس تم توزيع الدعوات للإحتفال منذ حوالي الشهر، وبالتالي كان يمكن ملاءمة المواعيد مع بعضها البعض.
أما في الخبايا والزوايا، فقد تناهى إلى الأوساط السياسية والمعنية بالاستحقاق الرئاسي، أن بكركي استبعدت اسمي فرنجية ومعوض من اللائحة التي قيل إنها وافقت عليها ليتم رفعها الى المراجع العربية والدولية المعنية بالشأن اللبناني، ولاسيما منها المجموعة الخماسية التي تضم فرنسا وأميركا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، والتي اجتمعت الإثنين الفائت في الدوحة بعد اجتماعها في باريس للمرة الأولى، في وقت كان يتردد فيه أن أكثر من عضو في المجموعة يسعى الى اعتماد الخيار الثالث.
وتزامناً مع ذلك، لوحظ أن البطريرك الراعي لم يخفّف من اللهجة المرتفعة النبرة التي يتحدث فيها عن السياسيين والنواب إزاء تعاطيهم مع ملف الاستحقاق الرئاسي. فمن على مذبح الكنيسة الجديدة على مشارف بلدة أنجبت ثلة من البطاركة ورئيسي جمهورية قال: “مع وجود مرشّحين إثنين أساسيّين ظهرا في آخر جلسة انتخابيّة، لسنا نفهم إلى الآن لماذا تمّ تعطيل الدورة التالية الدستوريّة؟ ولماذا لم يعد يُدعى المجلس النيابيّ إلى إكمال دوراته؟”.
وهذا الكلام استهدف بشكل مباشر فريق “الممانعة” الذي يضم الثنائي الشيعي الذي تبنى دعم ترشيح فرنجية، والذي يتم التصويب عليه في الاعلام المعارض على أنه هو الذي أصرّ في الجلسات الـ12 التي جرت حتى الآن على إجراء دورة انتخابية أولى من دون إكمال حلقات الإقتراع!
ولم يكتف الراعي بالإشارة إلى التعطيل، بل رفع من وتيرة اللهجة ليقول: “نتساءل لمصلحة من تُحتجز رئاسة الجمهوريّة عندنا رهينة؟ ومن يحرّرها؟ ومن له السلطان على بتر رأس الدولة؟”.
إنهم رجال الدين الذين أحاطوا أنفسهم بهالة من الخطوط الحمر، والتي من خلالها يستطيعون رسم سياساتهم التي لا تتقاطع في كثير من الأحيان مع أرباب السياسة في لبنان!














