وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية، قال فيها: “نريد أن نكون عائلة الله المتضامنة وأن يكون هذا البلد مهد محبتنا، ووطن شراكتنا، بعيدًا عن الأنانية والطائفية وباقي التسميات التي تضع السيف بعنق هذا البلد وشعبه الطيب”.
وأكد قبلان ضرورة الشراكة الكاملة بين الإسلام والمسيحية، على قاعدة “محبة المسيح ورحمة محمد وإباء الإمام الحسين، وكخيار وطني نريد الشراكة والتلاقي والحوار والتعاون والتضامن الكامل الذي يليق بعائلة الله”.
وأضاف: أتوجه لوزارة التربية والداخلية والحكومة والقوى السياسية والأجهزة الأمنية والقضائية على شكل خاص، “إن الترويج للشذوذ الجنسي عبر مؤسسات دولية مهووسة هو أمر بمثابة حرب وعدائية مطلقة لجوهر الطبيعة وصميم أخلاقياتنا، ونحن نعيش بالأخلاق، وأي سماح أو سكوت عن الترويج لهذا الفعل الشنيع والفاحش في لبنان هو خيانة عظمى للنوع البشري، ومنظمة “الدولية للتربية” الشاذة جنسيًا والموجود أعضاء منها في لبنان للترويج لهذه الآفة الخطيرة، عبر اختراق نقابة المعلمين والمدارس أشبه بإبادة أخلاقية ويجب اعتقال أعضائها فورًا.
ورأى قبلان أن “التسوية الرئاسية ضرورة إنقاذية، ويجب أن تلحظ اللبنانيين كطائفة واحدة، وما نريده مصالح مشتركة وليس وطنية معاكسة، وفحص النيات يمر بمطبخ مجلس النواب كأكبر مؤسسة دستورية تمثل عائلتنا اللبنانية، أما الهروب من الحوار والتلاقي هو فعل مباشر لهدم الدولة وهيكلها، والمؤتمر الدولي قضاء على سيادة لبنان، والعالم ليس جمعية خيرية، بل ثبت أن العالم غاب ذئاب، والفراغ يستنزف اقتصاد بلدنا، والسيادة التي لا تطبخ في مؤسساتنا الدستورية وخاصة في مجلس النواب أكلها حرام”.
وأردف: أؤكد أن الوطن أمانة الله في أعناقنا جميعا، وأن أكبر أعداء هذا الوطن هو الفراغ والقطيعة والنعرات الطائفية والمشاريع الدولية والفساد ونزعة التقسيم بكل أشكالها، ولا شيء أخطر على لبنان من السياسات الأميركية وتليها تل أبيب، ثم المشاريع الدولية التي تعمل بكل إمكاناتها لتغيير التركيبة السكانية للبنان، وفي هذا المجال الاتحاد الأوروبي يمارس أعتى أنواع الظلم والعدائية اتجاه لبنان، وما تقوم به بعض السفارات الأوروبية هو بمثابة حرب، والمنظمات الأهلية الممولة من الغرب خطيرة جدا وتعمل على هدم لبنان، وللأسف مفوضية الأمم تحشد كل إمكاناتها لتغيير وجه وبنية لبنان، وليس مقبولا بأي شكل من الأشكال دمج النازحين، ونعتبره بمثابة حرب على لبنان، ونحن لسنا شرطة بحرية لأوروبا، ولتغرق أوروبا بالنزوح”.
وشدد قبلان على أن “الشرط الأساس في أية تسوية رئاسية أن يكون الرئيس شجاعا ووطنيا، وأن يكون سندا وثيقا للشراكة الوطنية، وللدرع الوطني الذي يتشكل من قداسة الجيش والشعب والمقاومة”.
ورفض القبول بقوة “اليونيفيل” كقوة فوق قوة الدولة ومصالح الأمن والسيادة اللبنانية، مضيفًا: “ما يهمنا أمن لبنان فقط، ولن نقبل بأي خرق أمني أو سيادي من أي جهة كانت، وما عجزت عنه إسرائيل بالحرب لن تأخذه بقرارات مجلس الأمن، والمقاومة في هذا المجال أكبر دروع السيادة الوطنية”.