مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 16/7/2023
حرارة المناخ طبيعية في هذا الشهر من السنة تواكبها حرارة وجود المغتربين بين أهلهم في كل المناطق اللبنانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب تقابلها برودة على صعيد الاستحقاق الرئاسي. فلا شيء يشي بحصول اختراق ما على هذا الصعيد علما ان اللقاء الخماسي يجتمع غدا في الدوحة.. وستكون محطة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في العاصمة القطرية هي الثانية بعد الرياض قبل ان ينتقل في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري الى بيروت. وفهم ان السفيرة الاميركية دوروثي شيا والسفير السعودي وليد بخاري يمثلان بلديهما في اجتماع الدوحة.
وفي المعلومات ان لودريان سيطلع اعضاء اللقاء الخماسي على نتائج زيارته الاولى لبيروت كما على نتائج زيارته الرياض علما ان مواقف الفرقاء اللبنانيين على حالها..
والثنائي الشيعي الذي يؤيد الحوار لا يزال على موقفه الثابت في السير بتأييد مرشحه رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه حتى النهاية، فيما يترقب الجميع ما ستؤول اليه هذه الاتصالات والاجتماعات على أكثر من صعيد.
ماليا وبعد جنون الدولار بالامس وصولا الى المئة الف بتحريك من الغرف السوداء عاد ليستقر الى ما كان عليه في الاسابيع الماضية وكأن ما حصل اشارة مبطنة لما ستؤول اليه الامور مطلع الاسبوع المقبل في حال اصر نواب الحاكم على الاستقالة. فيما أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيانا اكد فيه ان العمل على منصة SAYRAFA مستمر كالمعتاد على نفس القواعد المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار 2023. وان كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها فيما يخص هذا الموضوع عارية من الصحة. وأكد أن مصرف لبنان مستمر بنفس السياسة بتلبية كل الطلبات التي ترد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية.
نغص الدولار عطلة نهاية الأسبوع، وسجل نقطة سوداء في بياض السياحة. كاد القطوع أن يمر لولا مرصاد من يتربصون بسعره لينقضوا على أسعار الأدوية والمواد الغذائية، وهو انقضاض غير مبرر، لكن القائمين به يتفلتون من أي قانون وحتى من أي حس وطني. ماذا حصل للدولار في أربع وعشرين ساعة؟ جن فقفز من 91 ألف ليرة ليلامس المئة ألف ليرة ثم يعود إلى ما كان عليه؟ كيف؟ لماذا؟
كالعادة لدينا أربعة ملايين خبير مالي ومصرفي، وكل واحد منهم يدعي أنه يملك حقيقة ما يجري، فتكون لدينا أربعة ملايين حقيقة، في غياب مسؤولين يفترض فيهم أن يقولوا للناس ماذا جرى! الحقيقة المثبتة أن صيدليات ومحطات محروقات وسوبرماركت، في لحظات الإرتفاع، رفعت أسعارها، وبعض القطاعات، ومنها السوبرماركت، أبقت على التسعيرة المرتفعة للدولار، في تكرار لما كان يحصل في السابق: الدولار والأسعار خطان تصاعديان في غياب الرقابة. انخفض الدولار، فمن ينزل الأسعار عن الشجرة؟
في السياسة والرئاسة، تجتمع غدا في الدوحة اللجنة الخماسية بمشاركة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وقد علمت الLBCI أن السفير السعودي وليد بخاري غادر صباحا إلى الدوحة للمشاركة في الاجتماع. وبالتزامن مع اجتماع الدوحة غدا، بدأ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصفدي، زيارة إلى قطر ينقل خلالها رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وعشية اجتماع الدوحة، ارتياب عبر عنه، بشكل منفصل كل من رئيس التيار الوطني الحر ورئيس حزب القوات اللبنانية. جبران باسيل يقول: “أي تدخل خارجي مرحب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا بدو يفرض علينا خيارات لمصلحته..”. ويتابع: “اذا نجح (الحوار)، الجلسة بتجسد التفاهم، واذا فشل، فديمقراطية التصويت تحسم الخلاف”.
سمير جعجع يقول: “ليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب في مجلس النواب بانتخاب رئيس”.
بين عدم وضوح ما قد يحصل في الدوحة، وموقفي المكونين المسيحيين، ما هو لون الدخان الذي سينبعث من لقاء الدوحة؟
الأزمة اللبنانية- ومن ضمنها الملف الرئاسي يبدو تلمس اتجاهاتها معلقا على اجتماع الخماسية العربية- الدولية المزمع عقده غدا في الدوحة. على مائدة هذه المحطة الدبلوماسية ثمة كرسي محجوز للموفد الرئاسي الفرنسي إلى بيروت جان ايف لودريان. وربما تشكل حصيلة ما سيتمخض عن الاجتماع البوصلة التي تحدد الخطوة التالية ل(لودريان) الذي يفترض أن ييمم وجهه شطر بيروت مجددا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي بيروت تقدمت قضية النازحين السوريين إلى صدارة المشهد من باب اعتذار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عن عدم ترؤسه اللجنة الوزارية التي ستتواصل مع دمشق.
وفيما ربط بو حبيب الأمر بجدول أعماله الحافل عزا البعض قراره إلى ضغوطات دولية ترمي إلى عرقلة إعادة النازحين إلى بلادهم.
وبينما تردد انه تم اقتراح اسم وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار لترؤس اللجنة أكدت مصادره الا أحد تواصل معه رسميا في هذا الشأن. أما وزير المهجرين عصام شرف الدين فقد أخذ على وزير الخارجية تأخره شهرا ونصف شهر لإعلان قراره وأكد للNBN ان ثمة بدائل بين الوزراء الذين يمكن ان يترأسوا اللجنة الوزارية إلى سوريا.
وفي سوريا برزت اليوم المحادثات التي أجراها الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. اللقاء تخلله تشديد على طبيعة العلاقة العميقة بين البلدين وضرورة التنسيق لمواجهة التحديات. وأكد الرئيس الأسد ان الوضع العربي إيجابي بشكل نسبي داعيا للاستفادة منه من أجل تعزيز العلاقات العربية- العربية.
إقيلميا أيضا عملية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أدت إلى إصابة ثلاثة مستوطنين قرب بيت لحم ونقلت تفاصيلها سريعا إلى بنيامين نتنياهو الراقد في المستشفى. وانطلاقا من هذه العملية صدرت أصوات إضافية في تل أبيب تؤكد ان إسرائيل فقدت الردع والقوة وانه لم يعد فيها لا أمن ولا حوكمة.
لبنان 2023 بلد الحزازير. الحزورة الاولى، من هو الرئيس المقبل وعلى اي اساس؟ لماذا يتلكأ النواب عن القيام بواجبهم بمعزل عن تدخل الخارج، ولماذا تتحول المساعي الخارجية من المساعدة على ايجاد الحلول، الى العمل على فرض الحلول؟ وماذا سيطرح جان ايف لودريان على اللبنانيين طالما الاجوبة معروفة قبل ان يأتي؟
الحزورة الثانية، ما مصير حاكمية مصرف لبنان على مسافة اسبوعين من انتهاء ولاية رياض سلامة التي بدأت عام 1993؟ ماذا سيفعل نواب الحاكم وكيف ستتصرف القوى السياسية التي تقف خلفهم؟ هل يتسلم النائب الاول وفق القانون ام يعين حارس قضائي بحسب المنطق، ام يسري التمديد المقنع الذي طالما عمل له الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي؟ وبالمناسبة، اين اصبح التقرير الاولي للتدقيق الجنائي؟
الحزورة الثالثة، كيف يكون اقتصادنا منهارا ووضعنا المالي مأزوما الى هذه الدرجة، فيما المطاعم واماكن السهر “مفولة” وتذاكر الحفلات SOLD OUT في الساعات الاولى لطرحها على شبابيك الحجوزات؟ وما سر ارادة الحياة عند اللبنانيين الذين يعيشون اسوأ ايام تاريخهم الوطني على الاطلاق؟
في بلد الحزازير، تبقى الحزازير بلا جواب، والا تغيرت طبيعة البلد نحو الافضل، وصار الانقاذ على الطريق الصحيح.
ما سبب تقلبات سعر الدولار بين الأمس واليوم؟ وهل تعني التقلبات العائدة بعد فترة من الإستقرار النسبي أن العملة الخضراء سترتفع من جديد؟ الإجابة عن السؤالين المذكورين ليست سهلة، خصوصا أن سعر الدولار في لبنان ليس مرتبطا بعوامل اقتصادية- مالية فقط، بل بعدة عوامل متداخلة، وحتى بتدخلات كثيرة. لكن الواضح من تتبع ما حصل في اليومين الماضيين، أن ثلاثة أسباب رئيسية تكمن وراء عودة السيناريو القديم- الجديد إلى البروز. الأول: تبلغ بعض التجار من المصارف توقف قبول الطلبات على منصة صيرفة بدءا من الإثنين. الثاني: ما تردد من معلومات عن أن المصرف المركزي بصدد إجراء تعديلات على صيرفة، وتخوف جزء كبير من المستفيدين والتوجه نحو السوق السوداء لشراء الدولارات. أما السبب الثالث فيتعلق بالوضع الملتبس لحاكمية المركزي، وعدم وجود توجه واضح لمعرفة سبل معالجة الفراغ الناتج عن انتهاء ولاية رياض سلامة نهاية الشهر. إذا، التقلبات الحاصلة هي نتيجة وقائع معينة ومحددة، وبالتالي يتوقع أن تستمر من الآن إلى نهاية الشهر. علما بأن التقلبات المذكورة ستبقى مضبوطة، أي أنها لن تلامس مستويات غير مسبوقة كانت عرفتها العملة الخضراء قبل أن تعود إلى الإستقرار في حدود ال 92 الف ليرة.
في الشأن الرئاسي الانظار شاخصة الى قطر، حيث ينعقد اجتماع الدول الخمس المعنية بالشان اللبناني . ووفق المعلومات فان الهدف من الاجتماع هو طي صفة قديمة، وفتح صفحة جددية على صعيد الاستحقاق. الصفحة القديمة التي ستطوى هي المبادرة الفرنسية بصيغتها الاولى، بعدما تبين ان باريس فشلت في تسويق خيارها القائم على معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام. من هنا فان اجتماع قطر سيكون امام احاطتين يقدمهما الموفد القطري الى لبنان، ثم الموفد الفرنسي. ووفق المعلومات فان قطر ستسعى الى تسويق فكرة السلة المتكاملة، اي انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على رئيس الحكومة وعلى تعيينات اساسية في الادارة اللبنانية تشمل حوالى 30 موقعا ومركزا. اما فرنسا بشخص جان ايف لودريان فستسعى الى تسويق فكرة الحوار. اذ ان الموفد الرئاسي الفرنسي سيحاول في زيارته المقبلة الى لبنان، والمتوقعة بين الرابع والعشرين والسابع والعشرين من تموز الحالي، الاعداد لحوار بين الافرقاء اللبنانيين. فاي خيار ستتخذه مجموعة الدول الخمس في قطر؟ هل سيتقدم الخيار القطري على الخيار الفرنسي او العكس؟ ام سيتم التوفيق بين الطرحين ودمجهما في طرح واحد؟ الاجابة باتت قريبة. فلننتظر.
كوكب الارض تحول الى جمر مسجلا اعلى نسبة في ارتفاع درجات الحرارة ومتسببا بحرائق وخسائر في الارواح. وتحصد الارض نتاج مؤتمرات على ورق كان يتعهد فيها زعماء العالم بالمساهمة في تخفيض نسبة الاحتباس الحراري لكن هذه المؤتمرات كانت تنتهي باتخاذ الصورة التذكارية لرؤساء الدول وبمناقشة قضايا جانبية تتعلق بالانبعاثات السياسية وحروبها.
اوروبا واميركا وبعض الدول العربية ضربت ارقامها معدلات غير مسبوقة في ارتفاع الحرارة اما في لبنان فطقسه السياسي يتغلب على الطبيعة فيما قياداته اصيبوا “بضربة شمس” رئاسية. فمع تحرك آليات خماسية قطر سجلت زيادة في كمية ثاني أكسيد الكربون المسيحي وتحرك غاز الميثان لكل من سمير جعجع وجبران باسيل اللذين بدءا بوضع شروط على اجتماع الدوحة وارتفع رئيس حزب القوات اللبنانية عن سطح البحر متحصنا بقداس مار شربل في بقاعكفرا ليقول بعد لقاءه البطريرك الراعي: المسألة لها حل واحد وبكل صراحة “ما يعزبوا قلبن”، وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بانتخاب رئيس”.
ونمي الى جبران باسيل هذا التصريح فرفع السقف اعلى غازاته الدفينة وقال ان اي تدخل خارجي مرحب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا بدو يفرض علينا خيارات لمصلحته ووضع باسيل شروطا لانجاح الاجتماع الخماسي قبل ان يبدأ وفي مجريات هذا الاجتماع ان السفير السعودي وليد البخاري غادر اليوم الى قطر وسبقته ليل امس السفيرة الاميركية دورثي شيا اما في المضمون فقد بات شائعا انه سيؤسس للخيار الثالث وفق طاولة حوار برعاية دولية. وهذا الحوار لن يمس بالطائف كوثيقة وصيغة نظام لكنه لاحقا سوف يتوقف عند عدم التزام اللبنانيين بتطبيق بنود الطائف وتخلفهم لثلاثة وثلاثين عاما عن وضع اليات تننظيمية للتطبيق. والتخلف اللبناني ليس حكرا على الطائف فهو نهج مستمر ينسحب على ملفات اليوم وابرزها قضية عودة النازحين الى سوريا فالبرلمان الاوروبي الذي ناب عن السيادة اللبنانية في قراره بابقاء النازحين تحت رعايتنا لم تقابله السلطة اللبنانية الا بمزيد من الخلافات واستنكف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن ترؤس الوفد الوزاري الى سوريا معللا السبب بمشاركته في اجتماعات على مستوى الدبلوماسية العربية الرفيعة هذا التعليل لم يقنع احدا لأن الاسباب الحقيقية لرفض بوحبيب زيارة سوريا تكمن في ان لديه الجنسية الاميركية التي لن يغامر بها في الوقت الراهن ويفضل ارسال اي فدائي او انغماسي سياسي آخر لتنفيذ المهمة وامام اعتذار وزير الخارجية وبقاء الوفد الوزاري وحيدا بلا رأس مدبر, وبما ان الرئيس نجيب ميقاتي يتصرف بالحكومة برأسين ويتهم بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية فإن لا حل افضل من ان يتحمل شخصيا المسؤولية ويرأس الوفد الى العاصمة السورية. ومن شأن رفع مستوى الوفد ان يسرع في تنفيذ الية عودة النازحين اما تخوفه من الانتقاد، فاكتافه “بتحمل” وقد تحمل الكثير من التيار، ولن يغص بالمزيد.