| علاء حسن |
تفرض الضرورات العسكرية والأمنية، القيام بإجراءات لا تبدو لها تفسيرات إلا لذوي الاختصاص، وهو الأمر الذي ينطبق على نصب الخيمتين من قبل المقاومة في “مزرعة بسطرة” قبل مدة، والتي أثارت استياءً شديداً لدى العدو الإسرائيلي على مدى الأسابيع الماضية.
تقول المعلومات في هذا السياق إن المقاومة، وبعدما أنجزت ما كانت تريده من وجود الخيمتين، أرادت إزالتهما، إلا أن الامتعاض الصهيوني دفعها إلى إبقائهما، محققةً بذلك هدفين: الأول تذكير العدو بسقف المواجهة، والثاني تثبيتاً للسيادة اللبنانية على كامل جغرافيا الوطن.
لكن، ما لبث الكيان الغاصب أن بدأ بممارسة تعديات أخرى تمثلت في عملية الجرافة في كفرشوبا، ومن بعدها ضم الجزء اللبناني من قرية الغجر إلى الجزء المحتل، محاولاً بذلك إجراء نوع من المقايضة تؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية مقابل إزالة الخيمتين، الأمر الذي بدا واضحاً في الأيام الماضية من خلال جولة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة وقيادة قوات اليونيفيل على عدد من المسؤولين اللبنانيين.
وتشير المعلومات إلى أن زيارات اليونيفيل تأتي في سياق التوسط لدى المقاومة، من أجل الموافقة على المقايضة المعروضة.
وعلى خط موازٍ، سادت بعض الأخبار عن وجود وساطة أميركية، الأمر الذي تنفيه أوساط المقاومة على قاعدة أن لا وجود لقنوات حوار بينها وبين الجانب الأميركي.
وفي هذا الإطار يقول مطلعون، إن المتأزم الحقيقي في هذه العملية برمتها هو الجانب الإسرائيلي من جهة والذي أصبح في وضع سيء يحاول الخروج منه بأي طريقة، وداخلياً المنظومة المعارضة للمقاومة، فإذا دعمت هذه المنظومة الوساطة تقع في مشكلة تثبيت دور المقاومة في الحفاظ على سيادة لبنان، وإذا لم تدعم تكون بموقع اللامبالي تجاه السيادة الوطنية على أرض لبنانية.. وفي كِلا الحالتين المقاومة هي الرابحة من هذه الجولة.