فرنسا

فرنسا.. على شفير حرب أهلية؟

أشارت صحيفة “فزغلياد” في تقرير لمحررتها فاليريا فيربينينا الى ان “الحرق المتعمد والسرقات والهجمات على الشرطة في فرنسا، من التصرفات التي اجتاحت جميع أنحاء البلاد بعد فشل محاولات السلطات في إعادة الوضع إلى طبيعته”.

وأضافت الكاتبة أن أحد السياسيين الفرنسيين وصف الوضع ببداية “حرب عرقية وعنصرية”، وبعد انتشار الفيديو الذي وثق الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، تأججت المشاعر التي دفعت المتظاهرين إلى الخروج إلى الشوارع احتجاجا على التصرفات المماثلة.

وذكرت الكاتبة أن “الحشود المسلحة بالمفرقعات النارية وزجاجات المولوتوف بدأت في حرق المفوضيات والبنوك والسيارات والحافلات والمتاجر والهجوم على رجال الشرطة، ولم تقتصر جغرافيا الاضطرابات على ضواحي باريس فقط، وإنما وصلت كذلك إلى حدود فرنسا بل وتجاوزتها لتصل إلى بلجيكا”.

وأعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن ما فاقم الوضع “لم يكن تزوير الوقائع الذي عمدت له الشرطة ولا سن الضحية، بل ما عمدت له وسائل الإعلام المحلية من تهويل للحادثة من أجل صرف انتباه السكان عن مشاكل التضخم وارتفاع الرسوم الجمركية وأجواء الاضطرابات العامة”.

ووفقا للكاتبة، ان “السحر سرعان ما انقلب على الساحر وتحول التلاعب البسيط في وسائل الإعلام إلى سيف سُلط على رقاب السلطات، بعد إحداث مقتل نائل صدى كبيرا وتحوله إلى موضوع الساعة وخروج الوضع عن السيطرة، ليعيد إلى الأذهان الأزمة المماثلة التي شهدتها فرنسا عام 2005”.

وبحسب الكاتبة، فإن الدعوة إلى إعلان حالات الطوارئ “خير دليل على التوترات الاجتماعية التي وصلت إلى نقطة كشفت عجز السلطات عن التعامل معها، ويتجلى ذلك في إنكار السلطات الفرنسية وجود تدفقات خارجة عن السيطرة للمهاجرين وعدم وجود جرائم عرقية والتقسيم الطبقي الاجتماعي، وفي ظل هذا الوضع، تجد الشرطة نفسها بين مطرقة الحكومة التي تعتمد عليها في كثير من المهام وتطلب الكثير منها وتتجاهل بعض الجوانب، وبين المجتمع الذي يعتبر الشرطة عدوًا له”.

وأشارت الكاتبة إلى أن “ما يحدث أسوأ بكثير من أزمة عام 2005 عندما استمرت الاضطرابات حوالي 3 أسابيع وشملت ضواحي باريس فقط، على عكس الحالية التي شملت جميع أنحاء البلاد، لأن المهاجرين في الوقت الراهن في كل مكان”، قائلة: “فرنسا اليوم على شفير حرب أهلية وهذه حرب عرقية، المتورط فيها جلي للعيان”.