مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 1 تموز 2023
الشغور في موقع رئاسة الجمهورية دخل اليوم شهره التاسع من دون أن يلوح في الأفق القريب أي بادرة أمل من شأنها ملء هذا الفراغ القاتل. ولأن المواقف المحلية على حالها ولأن الحوار الذي ينادي به الحريصون في هذا البلد دونه رافضون ومعرقلون فإن الملف الرئاسي في إجازة مفتوحة ولا توقعات مرتقبة بانتظار ما يمكن أن تحمله الزيارة الثانية للموفد الفرنسي (جان إيف لودريان) إلى بيروت في وقت لاحق من هذا الشهر.
بعكس الموسم السياسي المصاب بالقحط ثمة موسم سياحي مبشر من ابرز تجلياته أعداد الوافدين المرتفعة التي يعج بها مطار بيروت إذ يستقبل هذا المرفق الحيوي حاليا حوالي ثلاثين ألف زائر يوميا.
في الخارج العين على فرنسا التي تحولت إلى ما يشبه ميدان حرب بعد مقتل فتى من أصول جزائرية برصاص شرطي في إحدى ضواحي باريس. ولليلة الرابعة على التوالي تواصلت الإحتجاجات والمواجهات في المناطق الفرنسية جميعها ورصدت أعمال عنف وعمليات نهب واعتداءات على الممتلكات. في المقابل اعتقلت الشرطة التي نشرت خمسة واربعين ألفا من عناصرها في أنحاء البلاد حوالي ألف شخص في الليلة الأخيرة وحدها. وفي ظل هذا الواقع لم تستبعد السلطات إعلان حال الطوارىء في البلاد لاحتواء الإضطرابات لا بل إن البعض اعتبر أن فرنسا فعلا في حال طوارىء غير معلنة. وقد دفعت خطورة الوضع العديد من الدول العربية والغربية إلى توجيه النصح لمواطنيها بعدم السفر إلى فرنسا.
ومن فرنسا إلى السويد حيث تتفاعل قضية إحراق المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم.
وقد تواصلت الإحتجاجات المنددة في غير بلد من العالم وحرص العديد من الدول العربية والإسلامية على استدعاء السفراء السويديين لتقديم إحتجاج. وتقرر عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى اللجنة التنفيذية غدا فيما طالبت إيران باجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية للرد على إحراق القرآن.
هي لعنة الضواحي المهمشة التي بمقدورها ان تحول الضوء.. ضوضاء نار، وبلد الموضى الى عنابر فوضى.
فما يربو على العشرين مليونا في ارياف المدن يقودون اليوم ثورة نائل فيما تتهمهم السلطات الفرنسية بالغوغائية وبانهم يدارون عبر وسائط التواصل الاجتماعي والذين توعدهم وزير الداخلية قائلا : الحكومة ستصل اليكم. وليس صحيحا انها ثورة عنكبوتية او ان خصم ايمانويل ماكرون هم جنود السناب شات والتيكتوك بل ان وراء الشبكة ما وراءَها من تجمعات مهمشة سبق وخاضت حربا بحرق السيارات وبالالعاب النارية من ضواحي باريس الى ضواحي ليون وليل ومارسيليا ومدن اخرى كانت شاهدا على لمعان فرنسا دون ان تتمتع بشمس حضارتها. وهؤلاء الريفيون والوافدون من بلاد استعمرتها فرنسا عربيا وافريقيا اختبروا مواجهة السلطة منذ العام الفين وخمسة وكل صدامهم كان يأتي مع الشرطة ومثل احداث الشغب هذه سبق وعمت خمسا وعشرين محافظة فرنسية منذ ربع قرن لكن عدوهم في حينه كان اسمه نيكولا ساركوزي والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية فتورط بقبضته الحديدية واصفا المتظاهرين الشباب “بالأوباش”. اما اليوم فقد استخدم وزير داخلية فرنسا جيرالد دارمانان كل ما لديه من مفردات الحزم والتصدي وهو الاتي منذ شهر بتصريح تفوه به من اميركا وعُد قمة التمييز عندما اتهم الارهاب الاسلامي بانه ابرز تهديد لبلاده واوروبا كل هذا التهديد لم يخمد شغبا اندلع لاربع ليال نارية في فرنسا ويعد بالليلة الخامسة فيما شُيِّعَ شرارةُ الثورة نائل المرزوقي في نانتير بعيدا عن الاعلام وقتلاً من اعلى القرنة السوداء في لبنان لكن من دون ثورة حتى الساعة وقعت جريمة اليوم اودت بحياة الشاب جميل الهندي طوق، والفاعلون قناصة مجهولي الهوية اما الاسباب فلا تزال ايضا مجهولة لكن الجريمة وقعت على ارض تشهد نزاعا عقاريا منذ سنوات وبتجاوز حوادث القتل وثورة فرنسا النائلية فإن ظروف الدولة الفرنسية حاليا لا تسمح بمفاتحتها باي ملف لبناني او السؤال عن استكمال الوساطة التي بدأها وزيرها جان ايف لودريان. والى ان تقوم بارريس من تحت ردمها فإن العزف المنفرد على الحوار في لبنان سيملأ الدنيا ويشغل الناس وقد اوكل الى النائب محمد رعد ادارة دفة العزف ممثلا الثنائي الشيعي ويفرز رعد يوميا بمعدل دعوتين او ثلاث الى الحوار لكن من دون جدول اعمال وفي اخر تصريحاته قال : نحن لا نفرض رئيسا على احد , لدينا مرشح عجبكم انتخبوه وما عجبكم تعالوا ناقشونا. وهذه دعوة للحوار على شخصية المرشح سليمان فرنجية او لا احد وهذا لم يعد حوارا بل دعوة الى الخصوم لاقناعهم بمزايا مرشح الثنائي وعلى هذا المعدل فإن من حق القوات والكتائب والتغيير رفض الاستدراج الى طاولة حوار لا يسبقها لجنة تنسيق لاعداد جدول اعمال يلغي مرشحي التحدي ويبدأ من الصفر نحو مرشح التوافق.
ليالي العنف في فرنسا مستمرة، وكلُّ واحدةٍ أقسى من سابقاتها. ليلة أمس، وهي الرابعةُ في روزنامة العنف، أوقفت الشرطة حوالى 1311 شخصا، فيما لم يتجاوز عددُ موقوفي الليلةِ الثالثة 875 شخصاً.
كما أنَّ إحراق المباني الحكومية والمتاجر والمركبات على أنواعها متواصلٌ ويتمدّد. فهو لم يعد يقتصر على باريس وضواحيها، بل يشمل مدناً رئيسيةً أخرى مثلَ مرسيليا، وليون، وتولوز وستراسبورج وليل.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أسوأ وضع منذ العام 2018، وهو العام الذي شهِدَ احتجاجاتِ أصحابِ السترات الصفر. وحتى الآن لم يظهر الموقفُ النهائي الذي ينوي ماكرون اتخاذَه. علماً، أنَّ إعلان حالِ الطوارىء أحدُ الحلول المطروحة، وخصوصاً أنَّ المحتجّين ينوون على ما يبدو توسيعَ رقعةِ احتجاجاتِهم، إن جغرافيّاً وإن نوعيّاً. وزيرُ الداخلية أعلن بوضوح أنه لا يستبعد فرضيّةَ إعلانِ الحكومةِ حالَ الطوارىء، واضعاً القرار في عهدة رئيسِ الجمهورية. فهل يتّخذ ماكرون هذا القرارِ الصعب، أم يراهن على لعبة الوقت وعلى إمكان أن تتراجع حدّةُ الشغب؟ المراهنة الثانية خطرة، وتحمل في طيّاتها إمكانَ نشوبِ حربٍ أهلية. فهل يتحمّل ماكرون مثلَ هذه المخاطرة؟
في لبنان عطلتا عيد الاضحى ونهاية الاسبوع شلتا الوسط السياسي، وحدّتا من الاتصالات الجارية خصوصا على الصعيد الرئاسي. علما ان مواقف الاطراف السياسية على حالها، والجميع ينتظر بداية الاسبوع ليعاود نشاطه. والواضح ان التطورات الفرنسية القت بظلالها على الوضع اللبناني. فالرهان كان على مجيء جان ايف لودريان في منتصف الشهر الحالي لتظهير مبادرة فرنسية، مدعومة من مجموعة الدول الخمس. لكن ما يحصل في باريس وضواحيها وفي مدن فرنسية اخرى قد يؤخر عودة لودريان، وبالتالي يعرقل الاندفاعة الرئاسية التي كانت بدأت بالتبلور.
في موضوع النزوح، موقف لافت لوزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين، الذي كشف في حديث الى “سبوتنيك” ان سوريا قدمت تسهيلات اكثر مما طلبت وزارته في ما يخص عودة النازحين، اذ سيتم استقبال 180 الف نازح كمرحلة اولى، ومن ثم سيتم استقبال 15 الف نازح كل شهر، وهو عدد قابل للزيادة. فهل ستنفذ الحكومة السورية وعودها حقا، ام انها تناور وتراوغ كعادتها، وستبقى وعودها، كالعادة ايضا، مجرد حبر على ورق؟؟
مع بدء العد التنازلي للأيام الثلاثين الاخيرة لرياض سلامة على رأس حاكمية مصرف لبنان التي تولاها بصورة متواصلة منذ ثلاثين عاما، وفي وقت عادت بعض الاصوات المشبوهة تطل برأسها عبر بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل للمطالبة بالتمديد له تحت شعار “تمرير المرحلة” في انتظار انتخاب رئيس، وفيما تجهد منظومة الفساد اللبنانية المعروفة لايصال رئيس “منها وفيها” الى قصر بعبدا، وجه القضاء الفرنسي اتهامات بالفساد المالي لمساعدة سلامة ماريان الحويك بعد ساعات من التحقيق يوم امس في باريس.
وفيما اعاد التطور القضائي الفرنسي طرح السؤال عن السبات العميق للقضاء اللبناني ازاء هذه القضية التي تختصر معاناة اللبنانيين وانهيار اقتصادهم ووضعهم المالي،
بغطاء مستمر من المجالس النيابية والحكومات المتعاقبة، بأكثرياتها المفضوحة، يبقى السؤال مطروحا في انتظار الجواب، على المرجعيات الوطنية والقضائية والروحية والقوى السياسية المعنية، عن سبب تغاضيها عن اخفاء التقرير الاولى للتدقيق الجنائي تحت اكثر من حجة واهية. فهل جمهور التيار الوطني الحر هو وحده المتضرر من الفساد ليبدو الرئيس العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل وكأنهما وحدهما المهتمان بمصير التدقيق؟
بعيدا من الفساد المالي، الفساد السيادي لا يعرف حدودا، حيث سلمت غالبية الطبقة السياسية امرها الرئاسي الى الخارج، وانقطعت عن اي مبادرة، باستثناء تكرار الدعوات الى الحوار لفرض مرشح مرفوض من الغالبية المسيحية ولا يملك لا تاريخا ولا تصورا اصلاحيا من اي شكل كان.
“… وبترجَع عادراج بعلبك ” .. كأن موسم السياحة لا ينطلق إلا مع انطلاق مهرجانات بعلبك التي تنطلق الليلة .
والسياحة لا تقتصر على مدينة الشمس ، بل هي مشتعِلة في مختلف المناطق بما يؤشِّر إلى موسِم واعدٍ جدًا ..
ولكن لا شيء غير السياحة ، فالسياسة في إجازة ، والإستحقاقات ، ولاسيما الرئاسية منها ، في تعطيل ، وحتى مع عودة العمل ، بعد غد الإثنين ، بعد انتهاء العطلة ، فإن الأمور ستبقى على حالها من المراوحة .
قضائيًا ، ولكن من فرنسا ، وبحسب مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية ، أنهت القاضية الفرنسية تحقيقاتها مع ماريان حويك ، التي تعود غدًا إلى بيروت ، بعدما لم توقفها القاضية الفرنسية أو تمنعها من السفر بل وضعتها تحت مراقبة قضائية ومنعتها من التواصل مع مصرف لبنان أو العمل فيه .
ودائمًا بحسب وكالة الصحافة الفرنسية ، وكيل الحويك كشف أن موكلته نفت الاتهامات وستقدم الأدلة . الاتهامات تضمنت تبييض أموال . كيف سيتطور هذا الملف بعد عودة الحويك إلى بيروت وعدم توقيفها في باريس، وفق ما أًطلِق من توقعات ؟
تربويًا ، أصدرت وزارة التربية والتعليم العالي بطاقات ترشيح الشهادة الثانوية، على ان يبدأ توزيعها على المدارس أوائل الأسبوع المقبل، وتوزّع الطلبات الحرة في المناطق التربوية بدءاً من نهار الثلاثاء ، على أن تبدأ الامتحانات في العاشر من هذا الشهر . تأتي هذه الخطوة بعدما ألغى مجلس الوزراء امتحانات البروفيه لهذه السنة ، من دون موافقة وزير التربية.
في الأحداث الفرنسية ، الرئيس ماكرون أرجأ زيارته لألمانيا ، وبحسب الرئاسة الألمانية ، ان الرئيس ماكرون أجَّل زيارة الدولة ، بعد أربعة أيام من أعمال الشغب التي تشهدها فرنسا، والتي يبدو أنها تتصاعد ، وما يميزها أعمال التخريب والنهب.
البداية من لبنان ومن السياحة .
لا وضوح سياسيا في المدى اللبناني بعد عطلة العيد، ولا توقعات بخروقات في الملف الرئاسي، وكل ضغط خارج اطار الحوار في هذا الاستحقاق ليس اقل من قنابل دخانية تستر محاولات البعض شراء الوقت من دون جدوى وتشتيت اللبنانيين عن كلمة واحدة لحل هذه الازمة.
وللمراهنين على الخارج، فللخارج انشغالاته التي تكاد تنسي مسؤوليه اسم لبنان بالكامل، فهل من يلتفت حاليا في باريس الى مشكلتنا الرئاسية في ظل الضوضاء التي تلف ضواحيها ومناطق اخرى وتكاد تقلب كل مشهدها اذا استمرت الاحتجاجات الغاضبة على قتل الشاب الجزائري نائل المرزوقي ؟ والى اين تذهب فرنسا جراء ازدياد عنصرية شرطتها رغم الالتزامات بعدم اللجوء الى اساليب القمع والقتل ضد المخالفين والمطلوبين والمهاجرين وغيرهم؟
انه السؤال الذي تدور حوله تحليلات منتقدة لممارسات الشرطة الفرنسية وسياسة التنميط العرقي التي تتبعها منذ عقود كما قالت الغارديان البريطانية محذرة من الاسوأ فرنسيا. ولم يحجب الدخان الباريسي نيران الغضب الذي اشعلته جريمة احراق نسخة من القرآن الكريم في السويد ، هذا الاعتداء المتكرر على الديانة الاسلامية ورسالتها السمحاء يؤكد جميع الرافضون له انه لا يمت للحريات بصلة بل يناقضها تماما كما انه وسيلة استفزاز شائن تساوي قبح القوانين التي ترعاها وتسمح بها وتروج لها.