إلغاء امتحان “البريفيه” أتى كحلٍّ إنقاذي لوزارة التربية لإخفاء ما هو أسوأ. ففي دراسة تقييمية للأداء التعليمي في المدارس الرسمية أعدّها برنامج “كتابي – 2” (المموّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية)، عام 2022، ونُشرت على موقع المركز التربوي للبحوث والإنماء، يتبين أن هناك تراجعاً مستمراً منذ عام 2018، ولا سيما في مواد اللغات العربية والأجنبية والرياضيات.
وفي التقييم العام، واجه تلامذة السادس الأساسي صعوبة في الإجابة على أسئلة الفهم الأساسية وفهم المفردات، إضافة إلى أنهم تعثّروا في حل مسائل رياضية بحسب مستواهم. وقدّر المعلمون أن مستوى معظم التلامذة أدنى من مستوى صفهم بعامين كاملين.
وهذا الأمر ينطبق على كل الصفوف، ما يعني عملياً أن مستوى تلامذة البريفيه (التاسع الأساسي) هذا العام لا يتجاوز مستوى السابع الأساسي، وهم سيمتحنون بمستوى أعلى من مكتسباتهم، ما قد يحدث فضيحة، فالقسم الأكبر منهم غير قادرين على الكتابة أو فهم المطلوب في الامتحان، أو الإجابة على الأسئلة خطياً لافتقارهم إلى مهارات لغوية أساسية، مثل الكتابة والتعبير في مختلف اللغات، كما يظهر في الدراسة.
يشعر التلامذة بهذا النقص وقد عبّروا عنه في استبيان مركز الدراسات اللبنانية، وهو في الواقع، السبب الأول في إلغاء الامتحان. فتداعيات إلغاء البريفيه على وزارة التربية أقل حرجاً من نتائجها، والوزارة تخشى أن تعلو صرخة المصحّحين لجهة أن التلامذة في غالبيتهم لم يفهموا الأسئلة بالرغم من سهولتها ولم يكتبوا جملاً أو كلمات صحيحة أو مفهومة باللغات كافة.
ومهما حاولت الوزارة تسهيل الامتحانات وتقليص المنهاج وتسهيل المراقبة فلن تصل إلى النتائج المرجوّة وسيظهر فشلها في تحقيق التزامها أمام الجهات المانحة، فهي لم تستطع سد فجوة المساواة بين التعليمين الخاص والرسمي وبتيسير سنة دراسية منصفة لكل تلامذة لبنان.