/ مرسال الترس /
الذين تابعوا تفاصيل مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودرين في بيروت، لفتهم أن أكثر شخصيتين خرجتا عن طورهما من نتائج المباحثات مع الزائر: رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. الأول ركّز على الإيحاء أن الضيف المغرم بالنبيذ الفرنسي المعتّق وغير المهتم كثيراً بأناقته، كان “متجاوبا” مع الطروحات التي سمعها من باسيل، لا بل وكأنه بصم عليها. الثاني استخف بالتوجهات الفرنسية السابقة، مقتنعاً أن الموفد الفرنسي “لم يأت ليقنعنا بفرنجية أو بسواه” معتبراً أن صفحة المبادرة الفرنسية “قد طويت كلياً”.
وفيما طرح رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض خريطة طريق للحل “وفق وصفه”، فإن النواب الذين يحملون لقب “التغيير” والمنقسمون في ما بينهم على من يدعمون من المرشحين، اشترطوا على “حزب الله” وقف دعمه لفرنجية، أو بالأصح، إبعاده من ساحة الترشيحات، ليتوقفوا هم عن دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. في حين كان لافتاً لدى المتابعين أن الجانب الفرنسي صوّب على هذه الفئة من النواب بالمفرق، بغية سحبهم إلى ما تراه باريس، بالتعاون مع الرياض وطهران، ملائماً لحل الأزمات في لبنان.
في غضون ذلك، لوحظ أن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لم يجهد نفسه كباقي الأفرقاء، ولم يستنفر إعلامه وجيشه الالكتروني، لتظهير حركته مع الفرنسيين، بل عبّر عن مكنونات لقائه بالمسؤول الفرنسي بعبارة مقتضبة حملت الكثير من المؤشرات المشجعة، حيث غرّد كاتباً إن “اللقاء كان إيجابيا وجرى حوار بناء للمرحلة المقبلة”. وهذه العبارات تشبه كثيراً ما كان “أبو طوني” قد أشار إليه عندما دُعي إلى قصر الإليزيه قبل شهرين.
مصادر لصيقة بالمحاور المتواصلة مع الجانب الفرنسي، إن في باريس أو بيروت، أكدت لموقع “الجريدة” أن ما تبدّل في المبادرة الفرنسية، وبمعرفة العاصمتين السعودية والإيرانية، هو الشطر الثاني منها، والمتعلق بإسم رئيس الحكومة المنتظر أن يقف إلى يمين رئيس الجمهورية في الصورة الرسمية، ليس إلاّ، لأن باريس حريصة جداً على تنسيق العلاقة مع “حزب الله” و”فريق الممانعة”.
ودعت تلك المصادر “المتفائلين” بتغيير مسار المسرحية، إلى انتظار “المشاهد الأخيرة” من المهمة الفرنسية، قبل الحكم على ما ترسمه هي من سيناريوهات وهمية لا ولن تنطبق على “المشهد الأخير” عند إسدال الستارة على الاستحقاق الرئاسي.