مقدمات نشرات الأخبار المسائية 24/6/2023
سأرفع تقريرا الى رئيس الجمهورية عن زيارتي وسأعود من جديد الى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان وسوف أعمل لتسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقيا وفاعلا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات لنهوض لبنان بشكل مستدام وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان. بأسطر سبعة وزعتها السفارة الفرنسية في بيروت أوجز الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أجواء زيارته الإصغائية للبنان في الأيام الثلاثة الماضية مشددا على عبارتي توافق وحوار ومؤكدا في بيانه الصحافي زيارته الثانية قريبا ما يعني أن خلو كرسي قصر بعبدا من رئيس للجمهورية سيدخل عتبة الشهر التاسع ولن تكون دعوة للجلسة ذات الرقم 13 لانتخاب الرئيس أقله في الأسابيع الثلاثة المقبلة.
الجولة الإستطلاعية من مهمة لودريان في لبنان انتهت والمشوار طويل وأي مخرج يجب أن يقوم على حوار بين اللبنانيين إنها تعابير وردت في أكثر من لقاءمن اللقاءات التي أجراها الموفد الفرنسي مع الأفرقاء اللبنانيين كما مع البطريرك الراعي.. وقد تقاطعت مجريات لقاءاته/ في عدد من جوانبها عند التأكيد أنه لم يحمل مبادرة جديدة ولا خيارات ولا أسماء لكن كل الأسماء بمن فيهم رئيس المردة موجودة في التداول. وعندما سأل لودريان الرئيس بري: ماهي أسباب التمسك بالمرشح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية أجابه رئيس المجلس: إن أهمها أنه صادق وصريح ويلتزم كلامه.. وعندما قارب الحديث مبدأ الخيار الثالث أبلغ الرئيس بري لودريان: إن الحوار يحدد الأسماء. في أي حال الموفد الرئاسي الفرنسي يبلور تقريرا مركزا يرفعه الى الرئيس إيمانويل ماكرون كما قد يزور الرياض الأسبوع المقبل للقاء الدبلوماسي السعودي الكبير نزار العلولا في شأن لبنان وسيحري اتصالات مع ممثلي باقي دول اللقاء الخماسي الباريسي.. الأوساط المطلعة توقعت عودة لودريان الى لبنان في النصف الاول من تموز.
لودريان كان قد اختتم زيارته لبنان، بلقائه اليوم وبرفقة السفيرة آن غريو وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في الوزارة، حيث وضعه في أجواء لقاءاته مع الأفرقاءاللبنانيينعلى أن يعاود إتصالاته قريبا. في هذا الوقت، مصادر مؤيدة لوصول المرشح فرنجية، قالت لـ”الشرق الأوسط”، إن الفرنسيين لم يعلنوا رسميا دعم فرنجية، وعدوها أفكارا للنقاش وأن مؤيدي فرنجية “متمسكون بدعم ترشيحه وليست هناك (خطة باء) لديهم، ويعتبرون أن الأصوات الـ51 التي جمعها في الدورة الأولى في الانتخابات هي البداية القابلة للزيادة بينما أصوات منافسه جهاد أزعور الـ59 هي الذروة»، علما بأن الفرنسيين يعتبرون أن الجلسة الأخيرة أثبتت توازنا في موازين القوى في البرلمان لا يؤدي لإنهاء الشغور.
في المقابل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرى أن انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يكون نتاج حوار لبناني في لبنان داعيا الى الحوار مع المكونات حول اسم الرئيس والخطوط العريضة لبرنامج تنفذه الحكومة الجديدة بدعم خارجي لكن نجاحه مرهون بدعم داخلي واسع عى حد ما سرب من لقاء باسيل لودريان.
أما مواقف الأفرقاء الآخرين خلال لقاءاتهم الموفد الفرنسي فقد بدت تقريبا مشابهة لتلك التي أطلقت بعد جلسة 14 حزيرانفي ساحة النجمة حيث تنافس فرنجية وجهاد ازعور كما وردت ست اوراق باسم زياد بارود وثماني لشعار لبنان الجديد وورقة باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون..
إقليميا تطورات لافتة على المستوى الاوكراني بشبه تمرد من قائد فاغنر.
انه اكبر تحد يواجهه الرئيس الروسي منذ تسلمه السلطة ، وانها اقوى ضربة توجه لروسيا منذ بدء حربها على اوكرانيا. هكذا يمكن اختصار الصراع الذي اندلع بين الجيش الروسي الرسمي ، وبين قوات فاغنر بقيادة يفغيني prigozhinبريغوجين. فالاخير كشف اليوم عن حقيقة نياته وعن المخططات التي يعدها للجيش الروسي ، اذ سيطر على كل المواقع العسكرية في مدنية روستوف التي تشكل مركزا اساسيا للهجوم الروسي على اوكرانيا . ولم يكتف بريغوجين بهذا ، بل اعلن ان قواته ستتقدم نحو موسكو اذا لم يتم تسليمه وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان اللذين يتهمهما باستهداف قواته عمدا خلال الحرب على اوكرانيا . رد فلاديمير بوتين لم يتأخر ، فاتهم قائد فاغنر بخيانة روسيا وطعنها في الظهر، مؤكدا ان الرد سيكون قاسيا وصارما. فكيف سيرد بوتين ، وباي طريقة؟ وما وضع الجيش الروسي بعد انتقال المعركة من اوكرانيا الى قلب الاراضي الروسية ؟ هل سيبقى موحدا في مواجهة فاغنر ام سيتعرض هو الاخر لانشقاقات ما يعرض سلطة بوتين للخطر؟ ثم: اين ستنتهي المعارك التي بدأت اليوم ، وهل ستكون لها ارتدادات على المجتمع بحيث تعرض وحدتـه للخطر، ما قد يؤدي الى حرب اهلية ربما ؟ والاهم : هل فاغنر يتحرك وحيدا ، ام انه يتحرك بامر عمليات استخباراتي خفي؟ كلها اسئلة دقيقة وخطرة ، عن بلد دخـل حربا عرف كيف تبدأ ، لكن لا يعرف احد كيف تنتهي . والمهم ان ما حصل اليوم يؤكد امرين . الاول: ان الميلشيات والقوى غير النظامية لا بد ان تنقلب على القوى النظامية والشرعية ، وبالتالي فان كل الدول لا تحتمل وجود قوتين عسكريتين ، والامر الثاني ان روسيا لا تحتمل وجود قيصرين!
في لبنان، الموفد الرئاسي الفرنسي غادر بيروت بعد ثلاثة ايام طويلة امضاها، اجرى خلالها محادثات، واستمع الى اراء معظم الاطراف اللبنانية. اربع نقاط يمكن ان تختصر مهمة جان ايف لودريان . الاولى ان وزير الخارجية السابق اسقط المبادرة الفرنسية السابقة، فهو تحدث كأنه يبدأ من الصفر، اي من دون الارتكاز على الموقف الفرنسي السابق المتمثل بدعم ترشيح سليمان فرنجية . النقطة الثانية ايحاء لودريان ان الحل في لبنان لم يعد محليا ، وان الحاجة اصبحت ماسة الى توافق اقليمي- دولي لاخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة. وكدليل على الامر فان لودريان استكمل لقاءاته اللبنانية بلقاءات مع سفراء مجموعة الدول الخمس في لبنان. والتنسيق الفرنسي مع الدول المعنية بالشأن اللبناني سيستمر باعتبار ان الرئاسة اللبنانية صارت على تقاطع اقليمي ودولي. النقطة الثالثة ان لودريان، ووفق ما قاله في بيانه المكتوب قبل ان يغادر لبنان، اكد انه سيعمل من اجل التوصل الى حل يكون توافقيا وفعالا. ما يعني انه سيحاول التوصل الى اسم يتوافق عليه معظم اللبنانيين و يكون قادراعلى تحقيق الاصلاحات الضرورية في لبنان . اما النقطة الرابعة والاخيرة فهي ان تحركات لودريان ستتسارع ، لان الوضع دقيق والوقت لا يعمل لمصلحة لبنان، كما قال في بيانه . هكذا فان الموفد الرئاسي سيعود في القريب العاجل بعد ان يستكمل اتصالاته مع الدول المعنية. فهل تكون الزيارة الثانية للودريان ثابتة، اي انه سياتي بحل وسيقترح اسما معينا باسم الدول الخمس، ولا يكتفي بالاستطلاع والاستماع؟
على نية العودة اليه مجددا الشهر المقبل غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان بعد مروحة من اللقاءات والاتصالات العلنية وغير المعلنة مع مختلف الافرقاء السياسيين في لبنان الذي التقاهم جماعة وفرادى.
الموفد الفرنسي كان مستمعا وقليل الكلام وسيحمل في جعبته تقريرا حول المهمة الصعبة التي اوكلت اليه من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيسلمه خلاصة لقاءاته في لبنان والتصور الذي سيبنى عليه لايجاد حل لمعضلة الرئاسة في لبنان على ان يعود مجددا الى بيروت في القريب العاجل للعمل وتسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من اجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقيا وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالاصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام بحسب ما اكد البيان الصادر عن قصر الصنوبر في بيروت بعد مغادرة الضيف الفرنسي.
وفي الانتظار اسئلة كثيرة بحاجة الى ايجابات شافية حول مصير الفراغ الرئاسي وهل سيطول ولاسيما ان البلاد ستدخل في اجازة عيد الاضحى المبارك بانتظار تحديد شكل الخطوة الفرنسية التالية وزمانها.
داخليا دعوة من طرابلس وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل وجود مرشحين محترمين.
خارجيا اجراءات جديدة لمكافحة الارهاب اتخذتها موسكو بعد تمرد قائد مجموعة فاغنر على القيادة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصف ما حصل بالغدر والطعنة في الظهر وسط مراقبة لما يحصل في موسكو من قبل دول الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة.
فلسطيينا استشهاد المزيد من الشبان في القدس المحتلة والضفة الغربية وسط دعوات وزير الامن القومي بحكومة الاحتلال ايتمار بن غفير الى المزيد من اقامة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وشن عمليات عسكرية واسعة للقضاء على المزيد من الفلسطينيين.
مع كثرة التناقضات والاختلافات الداخلية التي لمسها الموفد الرئاسي الفرنسي خلال زيارة الثلاثة أيام الى بيروت، عاد جان ايف لودريان الى باريس بثابتة واحدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لاخراج لبنان من عنق الزجاجة، وذلك بالرغم مما يعتري طريق الحوار من تعقيدات في الشكل والمضمون، وحتى المكان.
عاد لودريان الى بلاده ببيان أكد فيه أن زيارته الاولى كانت للاصغاء الى شريحة منوعة من السلطات المدنية والدينية والعسكرية، بالاضافة إلى ممثلين عن كافة الاطراف السياسية. لودريان الذي قال إنه سيرفع تقريرا فوريا إلى ماكرون، كشف أنه سيعود إلى بيروت في القريب العاجل.. فهل سينجح بتحقيق خرق في المرة الثانية أم سيعتاد اللبنانيون على زيارته؟..
زيارة لبنانية الى دمشق قام بها وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين تحضيرا لزيارة الوفد الوزاري المتوقع أن يناقش ملف النزوح مع المعنيين في العاصمة السورية. الوزير شرف الدين اكد أن لقاءاته اليوم كانت استكمالا لزيارات سابقة حيث التواصل مع الدولة السورية واجب وضروري للوصول الى تحقيق خرق جدي وسريع ..
سريعة كانت التطورات في الحرب الاوكرانية مع الطعنة في الظهر التي تلقتها موسكو من قائد قوات فاغنر.. الرئيس فلاديمير بوتين وفي كلمة مختصرة الى الامة الروسية طمأن ان الوضع تحت السيطرة متوعدا المتمردين برد صارم وقاصم لاستئصال شأفة الخيانة على الجبهة..
على الجبهة في الضفة الغربية المحتلة، يتلمس الصهاينة خطورة ما آلت اليه الاحوال.. الاعلام العبري تحدث عن أكثر من مئتي انذار بهجمات محتملة لتشكيلات فلسطينية نهاية الاسبوع ردا على ما يحصل من اعتداءات للمستوطنين على القرى الفلسطينية.. اعتداءات تقول أوساط صهيونية إنها تدفع بالمزيد من الفلسطينيين الى دائرة المواجهة التي تتهيب قوات الاحتلال توسيعها عبر عملية عسكرية كبيرة شمال الضفة، خاصة مع الرفض الاميركي نظرا للوضع الحساس في المنطقة ومسعى واشنطن لتركيز جهودها على الموجهة مع الصين وروسيا.
انشغل العالم اليوم باعلان مجموعة فاغنر الروسية انها اتخذت قرارا بالاطاحة بالقيادة العسكرية الروسية وبالزحف نحو موسكو بعدما سيطرت قوات المجموعة على مدينة روستوف جنوب البلاد. الصراع بين المجموعة وبين الادارة العسكرية الروسية بدأ منذ اشهر، ومهما كانت نتيجته، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيخرج منه متضررا. فما سماه بوتين اليوم خيانة، جاء فيما تشن اوكرانيا هجوما مضادا على القوات الروسية لاسترجاع مناطق احتلتها في الداخل الاوكراني، ووسط معلومات عن سقوط آلاف الجنود الروس في المعارك، ما يضع روسيا في موقف صعب على الجبهتين الداخلية والخارجية. فهل سيتمكن الرئيس الروسي من اسقاط التمرد بسرعة، ام انه ايضا سيدخل في سباق مع الوقت قد لا يأتي لصالحه تماما مثلما حصل في حربه على اوكرانيا؟
بعد ساعات على بدء عملية فاغنر، العين على القوتين الدوليتين المنقسمتين بين حلفاء روسيا ومناهضيها.
عند الحلفاء، يسود الصمت الصين، في وقت بدت تغطية اعلانها لما يحصل خجولة جدا، ووحدها تركيا اعربت عن استعدادها للعمل على ايجاد حل سلمي.
اما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اللذان يخوضان معركة صمود كييف، فاكتفيا بعد محادثات بينهما بالاعلان عن التنسيق الوثيق مع تطور الوضع.
هذا ما شغل العالم، أما ما شغل لبنان، فالمحادثات التي اجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، واختصرت ببيان مقتضب مفاده أن باريس ستعمل مع الدول الشريكة الاساسية على تسهيل حوار بين اللبنانيين ينهي الفراغ المؤسساتي ويؤمن الاصلاحات الضرورية للنهوض بالبلد.
فكيف سيكون شكل هذا الحوار، لا سيما وان معلومات للـLBCI ممن التقوا لودريان اشارت الى ان ليس لديه قرار حول الحوار وشكله، وانما كان واضحا عندما تحدث عن ألا فريق قادرا على كسر الاخر، وان المطلوب تطمين حزب الله وتطمين الافرقاء الاخرين.
الوقت ليس لصالح لبنان قال لودريان مغادرا، وهو سيعود اكثر من مرة خلال هذا الصيف.
صيف يريده المواطنون والسواح مساحة امل.
الذئب المنفرد تمرد على الدب الروسي ففي ليلة لم ينكشف ضحاها بعد، وجه رفيق السلاح الفوهة إلى الخلف وأصاب القيصر بطعنة في الظهر يفغيني بريغوجين طباخ فلاديمير بوتين دس له السم في العسل الأوكراني.. بعدما كان القائد الرديف للميدان في الحرب الروسية الأوكرانية انقلب على رفيق رحلات الصيد، وجعل قيادات الدفاع الروسي وأركانها طرائد له.. وحول المعركة باتجاه نهر الدون الهادئ، فاحتل مدينة روستوف الواقعة عند ضفة النهر وعلى خاصرة موسكو الجنوبية.. وسيطر على مطار المدينة ومنشآتها العسكرية، وجعلها مقرا لتمرده لتحرير الكرملين، على وعد أن يكون لروسيا رئيس جديد زعيم فاغنر مجموعة المرتزقة والوكالة الخاصة للتعاقد العسكري، سجن شابا برتبة “حرامي”.. ومن بائع للنقانق أسس سلسلة مطاعم في موسكو.. قبل أن يدخله بوتين نادي أسراره السياسية والعسكرية، ويسلمه ميمنة الحرب في أوكرانيا خاضت مجموعاته حروب شوارع، واقتحمت مدنا أوكرانية استعصت على الجيش الروسي، وآخرها باخموت التي سقطت عن عشرة اشهر قتال إشتم زعيم فاغنر رائحة النصر، فراودته نفسه العسكرية تحويل الغنيمة العسكرية الى مناصب رسمية.. وهنا بدأ هجوما على وزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال فاليري غيراسيموف، متهما إياهما ب”الخيانة” و”الخداع” لأنهما أحجما في الأسابيع الأخيرة من القتال عن تزويد مقاتليه بالذخائر ولم يصغ بوتين الى صهيل قائد فاغنر الذي انتقل من النار الى النار دوافع الانقلاب على الحليف استدعت اهتمام فرنسا، ومراقبة البيت الأبيض، وفعلت الاتصالات بين مجموعة السبع، واستنفرت زعيم الكرملين إلى ظهور متلفز قال فيه إن ما نواجهه هو خيانة داخلية، وما نشهده هو طعنة في الظهر.. ومن ينظم التمرد يحاول دفع البلد الى الاستسلام والحرب الأهلية وفي كلمته قرع الرئيس الروسي جرس مكافحة الإرهاب في موسكو وعدد من المقاطعات. أما أوكرانيا فقالت إنها البداية.
ومن صراع برهان-حميدتي بنسخته الروسية.. فإن الجزء الأول من مسلسل لبنان-لودريان انتهى ببيان وفيه أن الموفد الفرنسي سيقدم تقريرا حول مهمته الاستقصائية إلى رئيس الجمهورية.. على أن يعود في القريب العاجل إلى بيروت لأن الوقت ليس في صالح لبنان وسيعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من أجل التوصل إلى حل توافقي وفعال للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الأساسية للبنان وعلى ما تقول الأغنية الفرنسية parole parole، فإن المجهود الاستقصائي كلام بكلام.. والحوار مؤجل إلى ما بعد حر الصيف.. في جلسة “على برود” تحمل رقم الشؤم.. لأخذ بصمة النواب على اسم الرئيس العتيد. وأمام الصيف الموعود.. حركت إسرائيل قبتها الحديدية باتجاه خيمتين نصبهما حزب الله على أرض لبنانية محتلة وفعلت آلتها الإعلامية للتهويل بأن تحت رماد الخيمتين نار تستعر، وهددت بأن الخيمتين قد تستدرجان حربا بين حزب الله وإسرائيل ومضت الدعاية الإعلامية الإسرائيلية ببث معلومات عن أن حزب الله نشر قوة “الرضوان” عند الحدود أما أوساط الحزب فاكتفت بسلاح الإشارة إلى أن نصب الخيمتين في مزرعة بسترا في تلال كفرشوبا المحتلة جاء بعد اعتداء قوات الاحتلال على صاحب الأرض ما تفعله إسرائيل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة عينة مصغرة عن حملاتها الهمجية على أرض فلسطين المحتلة حيث قضم الأراضي بالمستوطنات على مرأى العالم وسمعه وحيث المستوطنون يقتحمون البلدات الفلسطينية ويهاجمون بيوت الفلسطينيين الآمنة.. يحرقونها ويدمرونها أو يستولون عليها.. وحيث يدنسون المقامات الدينية، مسلمة كانت أم مسيحية، بضوء أخضر من وزير أمن متطرف ورئيس حكومة أكثر تطرفا في مسعى لتسييج تلال الضفة بطوق من المستوطنات وأمام السلطة البكاءة، وجامعة عربية تدفن رأسها في الرمال.. حان موسم القطاف بانتفاضة ثالثة.
قبل ان تنتهي زيارة جان ايف لودريان الاولى لبيروت كموفد رئاسي فرنسي، بدأت التحليلات والقراءات تتضارب من كل حدب وصوب، فيما المطلعون الفعليون على ما دار من نقاشات مقلون في الكلام، الى حد تكرار العموميات ردا على اي سؤال.
ولكن، من السذاجة السياسية بمكان، الاعتقاد بأن شخصية فرنسية بهذا المستوى سلمت ملف لبنان لمجرد الاستطلاع والاستماع وجس النبض، وفق الكلمات والعبارات التي راجت في الايام الماضية.
فالمنطق وحده، بعيدا عن اي معلومة، يقود حكما الى الاستنتاجات الآتية:
اولا، من الطبيعي ان يكون وزير الدفاع والخارجية الفرنسية السابق، صاحب الباع السياسي الطويل، والمطلع على تفاصيل الملف اللبناني، قد رسم لنفسه استراتيجية او خارطة طريق معينة لمقاربة الازمة اللبنانية التي القيت بين يديه بتكليف من الرئيس ايمانويل ماكرون… ومن غير الطبيعي ان يروج البعض او يصدق على الاقل، بأن الموفد الفرنسي لا يملك خطوطا عريضة لتصور سيطرحه عاجلا ام آجلا على المعنيين.
ثانيا، من البديهي ان يكون مجرد تكليف لودريان بمثابة الاقرار الضمني بوصول المساعي التي قادها مسؤولون فرنسيون آخرون الى طريق مسدود. اما حال الانكار التي يعيشها البعض، وبينهم كبار المسؤولين في الدولة، فلا تصرف في السياسة، وتتناقض اصلا مع الاقرار الصريح الذي عبر عنه لودريان خلال بعض لقاءاته، بأن صفحة قد طويت ومرحلة جديدة بدأت.
ثالثا، من نافل القول ان المقايضة التي كانت مطروحة سابقا بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، قد سقطت… ليس فقط من باب الاسماء، بل من بوابة المبدأ ككل، ليصبح المطروح اليوم حوارا اشمل واوسع لا يقتصر ابدا على انتخاب رئيس.
لكن في المحصلة، لا شيء مؤكدا بعد… ولن يكون كذلك قبل بلورة الصورة النهائية للطرح الفرنسي الجديد. غير ان الاهم من اي طرح، يبقى اجراء الاطراف اللبنانيين مراجعة واقعية لمواقفهم، فيعاندون حيث يجب، لكن يتنازلون حيث تقتضي الضرورة، والمصلحة الوطنية، بدءا بمرشح الثنائي، الذي اسقطته ذهنية الفرض اولا، ومحاولة تجاوز الميثاق ثانيا، وغياب الرؤية الاصلاحية ثالثا، قبل ان يسقطه لودريان.