/ غاصب المختار /
تكشّفت بعض المعلومات عن “اللقاءات الاستطلاعية” التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في اليوم الأول من زيارته إلى بيروت، لمعرفة سبب وصول الاستحقاق الرئاسي إلى حدّ الاستعصاء، من دون أن يحمل مبادرة أو مشروع حل لأزمة الشغور الرئاسي، كما لم يحمل أسماء مرشحين تقترحهم باريس للرئاسة… وبدا من النتائج الأولية لتحرك الدبلوماسي الفرنسي أن لا بوادر حل قريب، لا سيما أن لودريان وعد بالعودة إلى بيروت بعد نحو شهر، ما يعني إطالة أزمة الشغور إلى ما بعد المشاورات التي سيجريها لودريان في باريس، وبعد اجتماع “اللقاء الخماسي” العربي ـ الدولي في الدوحة في شهر تموز المقبل.
وأكد مطلعون على تحرك لودريان لموقع “الجريدة”، أنه خلال لقاءاته مع الرئيس نجيب ميقاتي والبطريرك بشارة الراعي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وفرنجية، لم يحمل أفكاراً جديدة ولا خطة عمل واضحة ومفصّلة ولا أسماء محددة لرئاسة الجمهورية، لكنه استمع إلى ما لدى مضيفيه من آراء وشرح وتحليل للوضع، وتبادل معهم الآراء حول سبل الخروج من أزمة الشغور الرئاسي، وطرح عدة أسئلة حول مجريات جلسة المجلس الانتخابية يوم الأربعاء الماضي، وأسباب عدم حصول حوار أو توافق، والمواقف من المرشحين المطروحين للرئاسة.
وأوضحت المصادر أن لو دريان سيقوم بزيارة أخرى خلال شهر، أو زيارتين، يطرح خلالها خطة عمل أو خريطة طريق للخروج من الأزمة، بعد التشاور مع القيادة الفرنسية، و”بعد تحريك المياه الراكدة”، بحسب ما أكدت المصادر التي أشارت إلى أن الزيارات كانت للإستماع إلى المواقف مباشرة من أصحابها، على الرغم من أن السفيرة غريو تعرف كل التفاصيل، وتضع الرئاسة والخارجية الفرنسية في صورتها تباعاً. وبهذا المعنى فزيارة لو دريان لم تكن استطلاعية بالمعني الحرفي للكلمة.
ويواصل لودريان اجتماعاته، في اليوم الثاني من زيارته، بلقاءات مع كتل ونواب مستقلين ومنهم كتلة “اللقاء الديموقراطي” بعد الظهر، و”كتلة الاعتدال الوطني”، ورئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي مساء الجمعة، ممثّلاً تكتّل “التوافق الوطني”، والتكتل الوطني المستقل”، وكتلة تجدّد الساعة العاشرة صباحاً. على أن تكون هناك لقاءات فردية وأخرى جماعية مع النواب الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور غسان سكاف. وقد تشمل سفراء “اللقاء الخماسي العربي ـ الدولي” في لبنان.
لكن علم موقع “الجريدة” أن الدعوة لم تُوجّه إلى كل نواب “مجموعة التغيير”، ومنهم النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا برغم اعتصامهما 155 يوماً في قاعة المجلس والمواقف التي يعلنانها، بل إلى عددٍ منهم وربما نصف عدد الأعضاء، وسيكونون الساعة الواحدة من ظهر غدٍ، إلى مائدة غداء لودريان.