مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 19/6/2023
بعد محطتي باريس – القمة الفرنسية السعودية وطهران – زيارة وزير الخارجية السعودية انتظار المحطة الثالثة – بيروت سيد الموقف، والترقب يسود الاوساط السياسية لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الاربعاء المقبل حيث يبدأ لقاءاته باستطلاع الأجواء إنما مزخرا” في خلفية حراكه بمقاربات اجتماعات الرئيس الفرنسي بولي العهد السعودي، ولقاءات وزيرة الخارجية كاترين كولونا مع مسؤولين لبنانيين وبأجواء وزير الخارجية السعودية مع الرئيس الايراني ونظيره عبد اللهيان خصوصا ان الملف اللبناني طرح ضمن ملفات الاستقرار الإقليمي.
تجدر الإشارة الى أن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان انتقل من طهران عائدا الى باريس حيث يجري سلسلة لقاءات متعددة المجالات.
ومن باريس عاد اليوم السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان حيث يعتزم إجراء عدد من اللقاءات.
وفيما الرهان الآن على الخارج لاجتراح حل رئاسي وفي ظل استمرار تداعيات التعقيدات والتشنجات التي تركتها الجلسة الانتخابية الرئاسية الثانية عشرة الأربعاء الماضي شهد مجلس النواب اليوم جلسة تشريعية أقرت البند المتعلق بفتح اعتمادات رواتب القطاع العام وبدل النقل, واستهلها الرئيس نبيه بري بالغمز من قناة المعارضة بقوله: هناك فرقاء يرون أنه لا يجب للحكومة ان تجتمع ولا على المجلس النيابي الإنعقاد والتشريع.. وعليه إذا أردنا السير بما يريده هؤلاء عندها لن نعمل أبدا ليقابله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باعلانه ان موازنة 2023 جاهزة قائلا: سندعو الى جلسات حكومية متتالية لإقرارها.
في ناس شايفي الدستور بأنو ما بتجتمع الحكومة وإنو لا مجلس نيابي بيعمل وبشرع… إذا بدنا نرد على هؤلاء منبطل نشتغل”.
هذا الكلام الواضح وجهه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى كل من له أذن تسمع وعين ترى… وجهه من تحت قبة البرلمان في الجلسة التشريعية التي التأمت بنصاب عددي وسياسي كامل الأوصاف رغم مقاطعة المقاطعين وبعض المتقاطعين.
الجلسة أقرت سريعا بند فتح اعتمادات لرواتب موظفي القطاع العام والتحفيزات للجامعة اللبنانية فكان خير بشرى لهم جعلتهم يتجاوزون قطوع حرمانهم من رواتبهم حتى آخر السنة.
أما من يشككون بدستورية الجلسة فيبدو أنهم لم يقرأوا الدستور في مادته الخامسة والثمانين ولا قانون المحاسبة العمومية. كما أنهم لم يتصفحوا مطالعة المجلس الدستوري في قراره المتعلق برد الطعون بقانون التمديد للمجالس البلدية والإختيارية.
لقد صدق من قال إن هؤلاء محترفون دائما اللعب السياسي حتى لو كان ذلك على حساب مصير الناس.
على أي حال الجلسة التشريعية عقدت حيث استرعى الإنتباه حضور نواب تكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر مقابل تغيب نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض النواب الذين يوصفون بالمعارضين والتغييريين.
لكن المفارقة أن أحد أعضاء كتلة (تجدد) النائب أديب عبد المسيح شارك في الجلسة رغم قرار الكتلة مقاطعتها.
تبقى إشارة إلى إعلان الرئيس نجيب ميقاتي خلال الجلسة التشريعية أن مشروع موازنة العام 2023 سترسله وزارة المالية إلى الحكومة قبل آخر حزيران الجاري لتبدأ في مناقشته.
في غضون ذلك يجري التحضير لجلسة يعقدها مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال غدا ويتضمن مشروع جدول أعمالها الذي وزع اليوم ثلاثة وثلاثين بندا.
في البند النفطي تبلغ ميقاتي من المدير العام لشركة (توتال لبنان) بأنه من المتوقع وصول منصة الحفر إلى المياه الإقليمية اللبنانية في آب المقبل لمباشرة حفر البئر الإستكشافية في البلوك الرقم 9.
بعيدا من الوقائع اللبنانية انجذبت المتابعة اليوم إلى العدوان الإسرائيلي الجديد على جنين في الضفة الغربية.
العدوان تمثل بعملية اقتحام نفذها جيش الإحتلال حيث واجهته مقاومة شرسة أدت إلى إصابة سبعة جنود إسرائليين وإلحاق أضرار بآليات العدو فيما سقط ستة شهداء وعشرات الجرحى في صفوف الفلسطينيين.
ضراوة المواجهة أجبرت جيش الإحتلال على الزج بطيرانه ولاسيما الأباتشي في العدوان للمرة الأولى في الضفة الغربية منذ عشرين عاما.
وفي الوقت نفسه لوح جيش الإحتلال بشن عملية واسعة في الضفة قائلا إنه ينتظر قرارا حكوميا في هذا الشأن.
مجلس النواب العاجز عن انتخاب رئيس، اجتمع واقر اقتراحي قانونين. انه تشريع الضرورة، كما يقول ويروج فريق الممانعة.
لكن، هل سها عن بال الممانعين ان استكمال عقد المؤسسات الدستورية ايضا ضرورة، وان انتخاب رئيس للجمهورية اكثر من ضرورة؟ الجلسة كانت سريعة وخاطفة بامتياز، ولم تستمر اكثر من نصف ساعة، لكنها مع ذلك كانت مليئة بالمخالفات والاشكاليات ابرزها ثلاث.
الاولى ان البرلمان يعتبر هيئة ناخبة وليس هيئة اشتراعية، وبالتالي لا يحق له التشريع.
الثانية ان المجلس فتح اعتمادا في موازنة لم تقر بعد هي موازنة العام 2023 ! الثالثة ان الاعتمادات التي فتحت اعتمادات وهمية لا وجود لها في الحقيقة والواقع . فاذا كان البطريرك الراعي وصف الجلسات الانتخابية التي يعقدها مجلس النواب بالمهزلة، افلا يمكن وصف الجلسات التشريعية بالمسخرة، طالما انها تقوم وترتكز على امرين: ضرب الدستور وغش الناس وبيعهم اوهاما وقوانين لا تنفذ؟!
رئاسيا، لبنان ينتظر المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لمعرفة اتجاهات الريح الفرنسية، بل لرصد ما اذا كانت رياح باريس تغيرت وجهتها ام لا. وقد استبق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل زيارة لودريان، فامضى اربعا وعشرين ساعة في قطر . ووفق المعلومات فان الهدف من زيارة باسيل الى قطر يتلخص في امرين.
الاول: البحث في الاليات التنفيذية لمواجهة العقوبات الاميركية المفروضة عليه، والثاني اجراء محادثات مع المسؤولين القطريين المولجين بالملف اللبناني، وذلك لايجاد مخرج ما من المأزق الرئاسي . وهو مأزق لا يبدو ان نهايته قريبة. اذ، وبعكس ما تردد سابقا، فان اجتماع الدول الخمس لن ينعقد في المدى المنظور، وذلك لتكون رأي عند المسؤولين فيها ان الظروف المحلية والاقليمية لم تنضج بعد لتظهير صورة الرئيس الجديد. فهل يعني هذا ان اللبنانيين سيمضون الصيف بلا رئيس، وان ربيع الجمهورية لن يأتي قبل الخريف؟.
اجمل فصول الجهاد، وساحة الوعد الذي لا بد آت. نبض الضفة وعرين اسودها، وربيبة القدس وخازنة مجاهديها.
هي جنين مهد المقاومين، غنت اليوم اجمل الحانها، واعادت صفحات من فخر تاريخها..
انها جنين التي اذاقت المحتل بعضا من بأسها اليوم، وفتحت عهدا جديدا من عبوات النار التي ستحرق وجوه جنوده ومخططات جيشه وحكومته التائهة..
تسللت قوة صهيونية مدججة الى المدينة ومخيمها على وقع ساعات الصباح الاولى، فانتظرهم المقاومون عند مفترق الطريق مفجرين العبوات ومصيبين آلياتهم المدرعة التي سقطت وسقط جنودها مصابين، بعضهم بحالة حرجة..
فيما وضع القيادة الامنية والعسكرية والسياسية أكثر حراجة مع ضيق الخيارات واعطاب الآليات في ميدان الاشتباك، فاستدعوا الطائرات والقذائف الصاروخية، وخاضوا معارك مع المرابطين عند ثغور جنين لسحب آلياتهم المحترقة..
فقدمت جنين اليوم درسا، ورفعت العشرات من ابنائها بين شهيد وجريح..
في البلد المجروح – لبنان، محاولة نيابية لبلسمة شيء من معاناة الموظفين – عسكريين ومدنيين، فكانت جلسة تشريعية اقرت الاعتمادات من اجل صرف رواتب القطاع العام، فيما المرتبون لاولوياتهم على أسس النكد السياسي بقوا خارج الاجماع الوطني بضرورة تأمين المال لسد شيء من رمق هؤلاء الموظفين، فأصروا على مقاطعة الجلسة التشريعية قاطعين على انفسهم أن لا يكونوا الى جانب الناس بشيء، مجانبين كل الحقائق، مراكمين الفشل في كل معاركهم السياسية والشعبوية والدستورية..
ولحاجة عملية كانت دعوة الوزراء الى جلسة حكومية بعد ظهر غد الثلاثاء بجدول اعمال من اربعة عشر بندا.
على الخطوط الرئاسية لم يرصد اي جديد ، فيما الاعين على زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الاربعاء المقبل الى بيروت وما سيحمله من فحوى القمة الفرنسية السعودية.. اما ما تحمله مواقف قيادات حزب الل وحركة امل فليس غير الحوار سبيلا للتفاهم وانتظام عمل المؤسسات والكف عن هدر الوقت..
البلد بألف خير…
أو هذا على الأقل ما يظهر من طريقة تعاطي غالبية السياسيين مع الاوضاع الراهنة، وآخر مثال على ذلك، ما جرى اليوم في مجلس النواب.
البلد بألف خير… ولا داعي للمشاركة في جلسة تشريعية ضرورية لرواتب القطاع العام. فالرواتب اصلا في احسن حال، وموظفو الادارة والاسلاك “عايشين احلى عيشة”، ويحق بالتالي لبعض الكتل والنواب ترف المزايدة في الحرص على الموقع الرئاسي والتنظير في الدستور.
البلد بألف خير… ولا داعي ايضا بالنسبة الى كتل ونواب آخرين للاستعجال في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فالتسوية الإقليمية تسير بخطى ثابتة، وآخر محطاتها زيارة وزير الخارجية السعودية لطهران، وتسوية أخرى إقليمية-دولية قد تكون على الطريق، على الخط الاميركي-الايراني. وطالما اولوياتنا الكبرى على السكة، وانتصارنا محقق، لماذا العجلة في مقاربة الهموم الثانوية للناس، كالطعام والشراب والاستشفاء والتعليم؟
هؤلاء السياسيون جميعا، من مختلف الاطياف، لا يعتلون هم اقساط الجامعات والمدارس، فبناتهم وأبناؤهم يتعلمون في الخارج.
هؤلاء لا يسألون عن كلفة الاستشفاء ولا عن الضمان الاجتماعي المنهار او ضمان الشيخوخة الموهوم. فطائراتهم الخاصة جاهزة لتقلهم الى اهم مستشفيات العالم، اذا احتاجوا الى ذلك، لا سمح الله.
هؤلاء لا يقلقون على سعر الرغيف ولا يهمهم غلاء الغذاء، ولا سعر البنزين، فكل شيء مؤمن لهم، ولذلك، لا يسألون، لا عن تشريع ضرورة، ولا عن انتخاب رئيس، الا الذي يعملون لفرضه على اللبنانيين، ولو اقتضى الامر انتظار نهاية ولاية المجلس عام 2026، كما يلوحون.
ومن سخرية القدر، ان هؤلاء السياسيين بالذات هم الذين سيزورهم جان ايف لودريان بعد يومين، وهم أنفسهم من سيجمعهم موفد الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر. ومن بين هؤلاء بالتحديد من تدعمهم بلاده حتى اللحظة، لانتشال البلاد، من لجة الموت.
أصلا، البلد على ايامهم كان بألف خير …. كان كذلك منذ دخلوا جنة الحكم بعد جهنم الحرب عام 1990. فعلى ايامهم وايام حلفائهم، أرسيت قواعد دولة فعلية واقتصاد منتج وليرة قوية، وفي زمنهم كان الفساد مستأصلا والقضاء عادلا والسيادة مصانة، ولهذا يستحقون اليوم كل التحية والتقدير.
اصلا، كل ما جرى منذ عام 2019، لا شأن لهم فيه، وهم من دم الودائع وجنى الاعمار ابرياء…
وفي انتظار لودريان، لا جديد اساسيا على المستوى الرئاسي… وكل ما عدا ذلك تكهنات وتمنيات وتسريبات. اما التطور الوحيد في الساعات الاخيرة، فزيارة خاطفة قام بها لقطر جبران باسيل. زيارة وضعتها مصادره عبر الاوتيفي في سياق مواصلة جس النبض الرئاسي، من دون اي حسم حتى الآن.
رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طير نصاب جلسة الانتخابات الرئاسية الاسبوع الفائت ، ساهم في تأمين النصاب لجلسة الرواتب اليوم ، وعلى الرغم من الاعتراضات على الجلسة والحديث عن لا شرعيتها ، فإن ” الاستاذ” يفتتح الصف ساعة يشاء ويقفله ساعة يشاء، بصرف النظر عن الطلاب في القاعة.
في الموازاة، ” استاذ” الحكومة، الرئيس نجيب ميقاتي ، يستعد لجلسة لمجلس الوزراء، وما حدا أحسن من حدا.
وبين حركة ساحة النجمة، وحركة السرايا، جمود في قصر بعبدا بسبب الشغور الذي اقترب من أكمال شهره الثامن، في وقت تتجه الأنظار إلى يوم الأربعاء موعد وصول الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لودريان, الذي بحسب المعلومات, سيلتقي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون والوزير السابق زياد بارود.
اما بالنسبة إلى الوزير السابق جهاد أزعور فقد يلتقيه لودريان إذا كان في بيروت.
نشير من خارج السياق السياسي، إلى أننا سنقدم، اعتبارا من اليوم، فقرة في نشرة الأخبار عن السياحة، لمواكبة الموسم السياحي الحافل هذه السنة.
جنين تقاوم وحدها .. وترفع الجبينمدينة غيرت قواعد اللعبة فكمنت وترصدت وقاومت وزرعت نارها على جانبي الطرق تحرسها رايات فلسطين وصورة الشهيدة شيرين ابوعاقلة.
والخبر الاكثر تداولا ان جنين ذكرت اسرائيل بالعبوات الناسفة التي كان يواجهها جيشها في لبنان كما عبر مسؤولون في جهاز الشاباك..
وحيث تنفع الذكرى دوما فإن لبنان ومنذ احتلال اسرائيل لاول عاصمة عربية كان ” يضيف ” عدوه النار دفعة على الحساب من فاتورة مقهى الومبي الى آخر عمليات العام الفين قبل الانسحاب في جنوب لبنان.
واليوم مع جنين يضطر الجيش الاقوى ان يقهر وان ينسحب من جنين بعد ان نفذ اقتحاما دمويا ووجه بمقاومة العبوات على الطرقات.
والمشهد تكرر من دبابات الميركافا المعطوبة في سهل الخيام ووادي الحجير الى جر اسرائيل آلياتها العسكرية بالسلاسل الى خارج المخيم بعدما اصيبت بعبوات شديدة الانفجار خسر الفلسطينون شهداء لكنهم نصبوا للهمجية العداء. وقرروا المواجهة طالما هم على نبضهم احياء.
فأهل جنين لم يرموا حملهم على رفع الاثقال الدولية, تيمموا بتجربة لبنان في المقاومة, لكن البلد الذي يقلدونه لم يعد صالحا لادارة شؤونه واصبح متسولا على الارصفة الدولية وينتظر اشارة حل من زيارة فرنسية.والمقاومة بثنائيتها تفرغت للحوار ويكاد كل مسؤول سياسي او ديني يرفع يوميا آذان هذا الحوار من دون ان يعرف على ماذا ولأي سبب وما هو مضمون التحاور.
فمجلس النواب هو المقر حيث لا مفر, ودورة ثانية لانتخاب الرئيس تغني عن كل طاولات الحوار والدعوات اليها وعمليات الاقناع والاستمالة للحضور.
واذا كان الثنائي يهرب الى الحوار فإن الثلاثيات المتقاطعة تتقدم وتتراجع باتجاه مجلس النواب بعضهم يؤمن نصاب جلسة التشريع وفريق يعارض وكاد ان يتسبب بحرمان موظفي القطاع العام من رواتبهم مضافا اليهم بدلات نقل الجامعة اللبنانية.
معارك ومزايدات واختباء وراء الدستور. كلها مورست على موظفي الدولة تحت حجة اننا لا نشرع في زمن انتخاب الرئيس. هم لا ينتخبون. ولا يشرعون لكنهم حاضرون للمزايدة ولفهم مواد الدستور كما تحتم عليهم حروبهم السياسية. وبعد مجلس النواب جولة اخرى لكن في مجلس الوزراء مع ثلاثة وثلاثين بندا من بينها :مراسيم ترقية ضباط في الأجهزة الأمنية وخلي السلاح صاحي.