/ فاطمة جمعة /
لم تكن جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء كسابقاتها، فبعد عقد 11 جلسة إنتخابية جميعها باءت بالفشل، سجّل مجلس النواب لأول مرة مشاركة كاملة بحضور 128 نائباً.
منذ الانتخابات النيابية أيار الماضي، يحاول التغييريون توحيد موقفهم، غير أن استحقاقات عدة أظهرت “التضعضع” في صفوفهم والفشل في وضع رؤية سياسة موحدة.
وفي الانتخابات الرئاسية، برز جلياً فرط “المسبحة” التي حاكتها شعارات وسفارات وثورات، حيث تفرّق النواب التغييريون في عملية التصويت وتشتّت أوراقهم.
كان النائبان وضّاح الصادق ومارك ضو السباقان في تبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وخاضا عملية الترويج لأزعور في أوساط التغييريين، ومن ثم التحق بهما النواب ميشال الدويهي وياسين ياسين وبولا يعقوبيان.
يعقوبيان بدورها، تولّت مهمة إقناع زملائها بفكرة المرشح “المتعلم” و”المثقف” و”التكنوقراط” جهاد أزعور، فنجحت باستقطاب النائبة نجاة صليبا والنائب فراس حمدان الذي “تجرّع السم”، على حد تعبيره. أما آخر المعلنين، فكان النائب إبراهيم منيمنة، الذي تفاوتت خياراته بين أزعور وزياد بارود، حتى استقر على أزعور بعد تردد طويل.
بالمقابل، تموضع النواب حليمة القعقور وسينتيا زرازير والياس جرادة في موقع الرافض للمرشحين جهاد أزعور وسليمان فرنجية، فصوّت جرادة للوزير السابق زياد بارود، بينما اختارت القعقور وزرازير شعاراً لا إسماً، ولا ورقة بيضاء. إلا أن تأكيد كتلة “الاعتدال الوطني” اقتراعها بورقة “لبنان الجديد”، وتسجيل ورقة بيضاء واحدة من بين نتائج الفرز، يشير إلى أن القعقور وزرازير إما اقترعتا بالأبيض أو لأزعور أو لبارود.
وفي ما يخص النواب المستقلين، سجّل النائب إيهاب مطر خروجاً عن المسار والترشيحات، بإعلانه التصويت لصالح قائد الجيش العماد جوزيف عون، في إشارة إلى أنه قد يكون المرشح المقبل لجولة الاستحقاق الرئاسي الجديدة.
النائب نعمة افرام، وبعد أن ترشّح للانتخابات الرئاسية في 7 نيسان الماضي، عاد اليوم واقترع لصالح جهاد أزعور، إلى جانب النائب ميشال ضاهر، بينما اقترع النواب ملحم خلف، عبد الرحمن البزري وشربل مسعد، إلى زياد بارود.
بدوره، اعتبر النائب أسامة سعد، بعد انتهاء الجلسة، أن “كلا المرشحين جهاد أزعور وسليمان فرنجية غير قادرين على قيادة هذه المرحلة”، ما يعني عدم تصويته للخيارين، وينحصر بين الورقة البيضاء وزياد بارود، إلا أن الترجيحات تلمّح لبارود.
ظل المشهد ضبابياً أمام بعض النواب المستقلين، منهم غسان سكاف وجميل عبود، حيث دارت تساؤلات في الأيام الماضية حول توجههم في الانتخاب، وسط محاولات إقناعهم بالتصويت لأزعور، لكن يبقى الجواب النهائي، في صندوق الاقتراع.