جلسة الانتخابات الرئاسية

شكوك حول حصول الجلسة الأولى.. والرئيس إلى أيلول؟

/ غاصب المختار /

بات اللعب السياسي “عالمكشوف” بعد تحديد خيارات أغلب القوى السياسية موقفها من الاستحقاق الرئاسي، بتبني رسميا ترشيح كلٍّ من سليمان فرنجية وجهاد أزعور، وبقي قرابة 20 إلى 25 نائباً من المستقلين والتغييريين يُفترض أن يقرروا مواقفهم بين يوم ويوم، لكن وسط قناعة شبه ثابتة أن انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم في جلسة الأربعاء المقبل في 14 حزيران، وأن ما بعد تكليف وزير الخارجية الفرنسية الاسبق جان إيف لودريان الملف اللبناني سيكون غير ما قبله.

وفي تقدير مصدر سياسي متابع عن قرب لتفاصيل واتصالات الإستحقاق الرئاسي، فإن جلسة الانتخاب الأولى بنصاب 86 نائباً يوم الأربعاء، قد لا تُعقد، وليس فرط النصاب في الجلسة الثانية، إذا تبين وتأكد للفريق المؤيد لترشيح سليمان فرنجية أن خصمه جهاد  أزعور سيحصل على ستين صوتاً وما فوق، مع أن التقديرات تشير إلى حصوله على ما بين 56 و58 صوتاً، وأقل بقليل لفرنجية، لكن الاحتمال الأكبر أن يُصار إلى تطيير نصاب الجلسة الأولى نتيجة “لرمزية” الرقم الذي يمكن أن يحصل عليه أزعور(65)، وهذه الرمزية تطال الداخل والخارج معاً “كحالة تعطيلية”. بمعنى انها ستكون دليلاً على عدم القدرة على انتخاب رئيس في ظل المعطيات والتوازنات القائمة. أما إذا كانت الأرقام التقديرية متقاربة بين فرنجية وأزعور لكن ما دون 65 صوتاً، يمكن أن تعقد الجلسة الأولى، ثم يطير نصاب الجلسة الثانية، ما يفرض إعادة البحث بالاستحقاق الرئاسي إنطلاقاً من نقطة الصفر بتدخل خارجي جديد ومقاربات جديدة.

لكن المصدر يرى بحسب معلوماته، أنه لا يمكن التوصل إلى انتخاب رئيس قبل نهاية الصيف، وربما إلى ما بعد منتصف أيلول، لسببين أساسيين:

الأول، حسم مصير حاكمية مصرف لبنان، بحيث تم التوافق على أنه بعد انتهاء ولاية رياض سلامة أوائل تموز المقبل، يتسلم نائبه الأول وسيم منصوري المسؤولية، وفق ما ينص قانون النقد والتسليف. لكن الحل ينص أيضاً على توليه الحاكمية مع أعضاء المجلس المركزي للمصرف، فتؤخذ القرارات بالاجماع، ما يُشكّل مخرجاً مقبولاً لحالة الرفض المسيحي لعدم تعيين حاكم ماروني بديل.

السبب الثاني، يتعلق بتمرير موسم الصيف من دون توترات، بعد الكلام عن ترقب وصول ما بين مليون و200 ألف ومليون ونصف المليون مغترب وسائح هذا الصيف، بحيث ينتهي الصيف أواخر آب أو منتصف أيلول وتكون صورة الاستحقاق الرئاسي اتضحت أكثر بعد المساعي الخارجية الفرنسية والخليجية.

ومهما يكن من أمر، فإن جلسة 14 حزيران الانتخابية التي ستتعثر، بحسب رأي أغلب القوى النيابية، ستكون مدخلاً مناسباً من الآن حتى أواخر الصيف إلى البحث عن خيار رئاسي ثالث بمرشح مقبول من الأغلبية السياسية، ذلك أن جلسة الأربعاء ستُسقط ترشيح فرنجية وأزعور، وهذا ما يتمناه ضمنياً أغلب مؤيدي المرشحين للخروج من المأزق الذي وصلوا إليه، لا سيما بعدما أعلن أكثر من طرف في المعارضة أن أزعور ليس مرشحه المفضل، وبعد أن أقر مؤيدو فرنجية بصعوبة إيصاله.