/ فراس الشوفي/
لا تزال زيارة الرئيس السابق ميشال عون لدمشق ولقاؤه الرئيس السوري بشار الأسد، محطّ اهتمام القوى السياسية اللبنانية والدبلوماسية العربية والأجنبية في لبنان، واحتمال انعكاسها على ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.
صباح أمس، وُضع المعنيون في بيروت في تفاصيل الاجتماع من قبل الجانب السوري. وبحسب المعلومات، فإن حزب الله وتيار المردة باتا في صورة اللقاء بتفاصيله، كما أُبلغا سابقاً عندما طلب عون لقاء الأسد، وبعدها عندما تمّ تحديد موعد الزيارة من قبل القصر الرئاسي في دمشق.
في الشكل، أراد الأسد تكريم عون والاستماع إلى طروحاته، وهو ما حرص عليه باهتمام بالغ خلال اللقاء الرسمي وعلى مائدة الغداء، وكان الأسد مستمعاً أكثر منه متحدثاً، مع حرصه على استقبال عون وفق البروتوكول الخاص بالقصر الرئاسي، بما يعكس تقدير دمشق لموقفه من الحرب على سوريا، والتأكيد على الموقف السوري الإيجابي تجاه جميع الفرقاء في لبنان.
عملياً، لم يخرج موقف الأسد عمّا ورد من أفكار في بيان الرئاسة السورية، مع بعض التفاصيل التي تعكس رؤية دمشق للواقع اللبناني.
وبحسب مصادر اطّلعت على تفاصيل الاجتماع، فقد شرح عون للأسد الأسباب التي دفعت التيار الوطني الحرّ إلى رفض دعم رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، والاتفاق مع الكتائب والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض التغييريين على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. كما شرح أسباب الخلاف مع حزب الله والواقع الحالي للعلاقة بين الطرفين، مروراً بما حدث خلال 17 تشرين ومواقف الفرقاء اللبنانيين، والعلاقة المتوتّرة مع الرئيس نبيه بري. ولمح عون إلى أن هدف التقاطع مع القوات والكتائب والاشتراكي والتغييريين، ليس إيصال أزعور إلى الرئاسة، إنّما قطع الطريق على فرنجية، بهدف التوافق لاحقاً على مرشح ثالث. وأكّد الرئيس السابق للجمهورية أنه لا يعتقد أن أزعور سيصبح رئيساً للجمهورية.
وبعدما استمع الأسد إلى عون، كرّر موقفه من أن دمشق لا تريد التدخّل في الانتخابات الرئاسية في لبنان وأنها تفضّل أن يحصل حوار لبناني – لبناني للاتفاق على الرئيس لكي يحصل استقرار في لبنان بدل الدخول في صراعات داخلية. لكنّه نصح عون بضرورة الحوار مع حزب الله وعدم قطع العلاقة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لافتاً إلى أن فرنجية صديق لسوريا، كما أنه شخصية موثوقة. وعبّر الأسد عن استغرابه من الاتفاق بين التيار الوطني الحرّ وجهات لبنانية أخرى تخاصم التيار وحلفاءه، ووضع عون في الأجواء الإقليمية وتطور العلاقات السورية – السعودية.