/ خلود شحادة /
سقطة حرة مُني بها التيار الوطني الحرّ في جزين.. استنتاج تتقاطع عنده استطلاعات الرأي منذ مدّة.
القضاء الذي عُرف منذ العام 2005 بـ “بشرّي العونيين”، لم يعد كذلك، نتيجة انكفاء المؤيدين، من محازبين ومناصرين على حدّ سواء، إلى حدّ قد يجعل أيّ لائحة عونية في الانتخابات المقبلة مهدّدة بكافة أعضائها. فما هو سبب انكفاء العونيين في جزين؟
العالمون بخطوط الوصل والفصل على الساحة الجزينية يقولون إنّ التيار تراجع شعبياً في جزين قبل الضربة العامة التي مُني بها على صعيد لبنان ككلّ، ويعزون هذا التراجع الشعبي إلى تراكم أخطاء لم تعد المنطقة قادرة على تحمّل تبعاته الكارثية.
ففي انتخابات العام 2009 حصد التيار الوطني الحر مقاعد القضاء الثلاثة. بينما في انتخابات العام 2018 فشل التيار في تأمين الحاصل الانتخابي، ولولا الأصوات الصيداوية التي رُفد بها من قبل عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية لخسر نيابة سليم خوري الذي كان فوزه بـ 708 أصوات “فلتة شوط”، ولكان فاز بمقعد زياد أسود فقط.
وضع التيار اليوم مسيحياً في جزين أسوأ ممّا كان عليه في العام 2018، وليس أدلّ على ذلك سوى زيارة وفد جزيني منه لمرجعيات صيداوية لتهنئتها بعيد الميلاد، علماً أنّ المناسبة كانت تفترض زيارة معاكسة من فعاليات صيدا لفعاليات جزين!
في ظلّ الوقائع التي أسّست لواقع متراجع، تثبت الإحصاءات أنّ النائب زياد أسود يحتفظ بحيثيته الشعبية، حيث ما يزال يحظى بنسبة عالية من التأييد الشعبي لشخصه وليس لانتمائه الحزبي، ما قد يجعله مشروع الفوز الوحيد، ما لم تقرّر قيادة التيار عزله عن لوائحها في ظلّ سياسة عزل التغييريين التي يعتمدها “التيار” والالتصاق بالمتغيّرين.
وقد علمت “الجريدة” أنّ قيادة التيار عملت على حياكة لائحة تستثني النائب أسود، معوّلةً على تعويم شيعي بأصوات حزب الله، ولكنها فشلت في استقطاب أيّ شخصية جزينية مارونية وازنة إلى اللائحة، وليس مضموناً حصول اللائحة البرتقالية على أصوات حزب الله في ظلّ تراجع النائب إبراهيم عازار مسيحياً نتيجة انكفائه التام عن شؤون المنطقة وشجونها منذ انضمامه إلى كتلة “التنمية والتحرير”، وحاجة حركة أمل بالتالي إلى كلّ الأصوات الشيعية في دائرة صيدا ـ جزين لتأمين فوز مرشّحها الماروني في الانتخابات المقبلة.