هل تتجه كتلة “التوافق الوطني” إلى “خلطة وطنيّة”؟


/ دموع الأسمر /

عندما اعلن النائب فيصل كرامي عن كتلته، أكد ان اختيار اسم التوافق لانها كتلة عابرة للطوائف والمناطق، وانها النواة التأسيسية لكتلة اوسع عبر متابعة الاتصالات والمشاورات مع نواب آخرين للانضمام الى الكتلة.

في واقع الحال، ان نواة الكتلة تكونت من نواب سنّة، وشكلت منصة لكتلة يتوقع لها ان تتمدد وتتوسع لتضم نوابا آخرين من السنّة، والتواصل مع بعضهم لم ينقطع، امثال النائب جهاد الصمد الذي فضل أن يبقى مستقلا خارج أي تكتل نيابي حتى اليوم.

واذا كانت الكتلة راهنا سنية كمرحلة تأسيسية للتأكيد على موقعها وسط الطائفة السنية في مرحلة الفراغ الذي تركه الحريري، وقدرة الكتلة بما تمثل من ملء هذا الفراغ، فإن طموح كرامي يتجه الى تنوع الكتلة، سواء بضم نواب مسيحيين ام بضم نائب الطائفة العلوية حيدر ناصر الاقرب الى الكتلة وسياستها، بحيث تصبح احدى اكبر الكتل النيابية التي ترشح رئيسا للحكومة، وتجهز الارضية اللازمة لوصول كرامي الى الموقع الثالث.

وحسب مصادر مطلعة، ان سياسة الكتلة ستبقى متوازنة وعلى مسافة واحدة بين مختلف القوى والتيارات السياسية باستثناء “القوات اللبنانية”، وحريصة على علاقات مع دول المنطقة من سوريا الى السعودية والخليج. كما تحرص الكتلة على موقف موحد ازاء الاستحقاق الرئاسي، لا سيما الموقف الذي اعلنه كرامي حيال ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه، وانه الخيار الوطني للكتلة.

ووفق الاوساط المحلية، ان تأسيس الكتلة برئاسة فيصل كرامي خطوة تسجل له في استقطابه لنواب يتفق معهم بالنهج والسياسة، واستعادة موفقة للزعامة الكرامية المكرسة منذ عهد رجل الاستقلال الرئيس عبد الحميد، الى الرئيس الشهيد رشيد، وصولا الى الرئيس عمر الذي سلم الراية للنائب فيصل كرامي، وأن القاعدة الشعبية لهذا الارث لم تزل متماسكة ومتينة ، رغم الظروف والمتغيرات التي شهدتها الساحة الطرابلسية، كونها قاعدة لم تتأثر بالعوامل السياسية ولا المادية، نظرا للتجارب التي شهدتها المدينة مع قيادات محلية لم تتمكن من خطف القاعدة الكرامية.

غير ان ظروف فيصل كرامي الحالية، تضيف الاوساط، تبدو انها وضعته هو وكتلته على المحك ازاء الاوضاع المالية والمعيشية المتأزمة التي أفقرت معظم فئات الشعب ومنهم ابناء طرابلس، ووضعته مع كتلته امام امتحان ليس سهلا الا وهو اهتمامهم بقضايا الناس.

كما تلفت الاوساط الى خلاف بدأ يطفو على السطح بين كرامي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الغائب عن ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وكان لافتا هذا الغياب، الامر الذي اثار شبهات وريبة اعتبرها البعض ناتجة عن علاقة متينة ناشئة بين ميقاتي وجعجع، جعلت ميقاتي يغيب عن الذكرى، وهو ابن طرابلس المدينة المنكوبة باغتيال الرئيس الشهيد رشيد، وقد كرر فيصل كرامي مقولته الشهيرة : “لن ننسى ولن نسامح”.

اما تشكيل الكتلة، تقول الاوساط، فقد كانت موضع مثير لميقاتي الذي لم يستطع اثناء نيابته وحتى اليوم من تشكيل كتلة وازنة ..