قوات تيار مجلس النواب
تصوير عباس سلمان

كم كتلة نيابية تحولت إلى “بيضة قبان” فاسدة؟

/ مرسال الترس /

تضج وسائل الاعلام المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي، في لبنان وامتداداته، في الفترة الأخيرة، بكَمٍ من الاحصاءات واستطلاعات الرأي وجداول الضرب والجمع والطرح المتنوعة، التي تهدف إلى فرز النواب إلى أية جهة ينتسبون، أو لمن من المرشحين سيصوتون، ليتبين أن معظم هذه “البروباغندا” هدفها إيصال فكرة أن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لن يحصل على أكثر من خمسين صوتاً، وأن أي مرشح للمعارضة “يمكن” التوافق على إسمه، من السهل عليه الحصول على 65 صوتاً إذا…

ولدى الغوص في تشريح تلك الإحصاءات، من السهل الملاحظة أن معظم الاحتمالات التي بُنيت عليها مصحوبة بعبارات شرطية من “إذا” …إلى “ربما”… وصولاً إلى “على الأرجح”… متجاهلين أن كتلتي “الثنائي الشيعي” وحلفاؤهما الداعمين لترشيح فرنجية، هم الصخرة التي لا يمكن لأحد ان يؤثر عليها في أحلك الظروف. أما الباقين فيمكن تلخيص وضعهم بالتالي:

“التيار الوطني الحر” الذي ملأ الدنيا ضجيجاً في كونه “بيضة القبان” التي ستميّل الدفّة بين المعارضة وحليفه “المعلق”، “حزب الله”: كشف عن حقيقة مؤلمة في الأيام الأخيرة، حيث استعان رئيسه النائب جبران باسيل بعمّه الرئيس السابق ميشال عون، من أجل الحفاظ على هيبة التيار الذي يبدو أنه سيصبح تيارات، لاسيما إذا ما تم التوقف عند تصريحات النائب ألان عون والنائب السابق ماريو عون ناهيك عن نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب… والمخفي أعظم.

كتلة “الجمهورية القوية” ومحركها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي يضع نصب عينيه “دولبة” المعارضة وفق ما يشتهي، ولكن عقد حزب “الكتائب” والتغييريين والسياديين قطعت عليه الحلم، ناهيك عن “أكروبات” باسيل. وعندما إنبرى أحد أعضاء كتلته فادي كرم للقول إن التوافق على الوزير السابق جهاد أزعور سيؤمن له خمساً وستين صوتاً، سارع عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني إلى إخراجه من الحلم ليؤكد له أن كتلة “الاعتدال” ليست من ضمن الـ65.

أما كتلة “الحزب التقدمي الاشتراكي”، فلم تستفق بعد من إلقاء رئيسه السابق وليد جنبلاط حمل استقالته على نجله تيمور الذي يعيش حالاً من الانفصام بين الاختيار الصعب أو الورقة البيضاء، إذا ما وضع جانباً الدور الذي قد يلعبه السفير الروسي الكسندر روداكوف في آخر لحظة بتوجيه من موسكو.

الثابت أن هناك اكثر من بيضة قبان نيابية في ساحة النجمة، ولكن معظمها تعاني من “فساد” مزمن، ولذلك فمعظمها “مودرة”، ومن الصعب جداً أن تستطيع لعب الدور الذي تحلم به..