/ غادة حلاوي/
ولو من دون إعلان رسمي، بات الوزير السابق جهاد أزعور مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية بدليل الإتصالات والمقابلات التي يجريها عبر تقنية زووم مع التغييريين و”التيار الوطني الحر” والبطريرك الماروني بشارة الراعي، أي مع القوى المسيحية لبلورة تصور والتفاهم المشترك على شروط الترشح والأفكار المطروحة في هذا الإتجاه. فمع الذين التقاهم من “التغييريين” تطرق البحث إلى الثلث المعطل داخل الحكومة، وعدم حصرية حقيبة المالية بالطائفة الشيعية، وغيرها من الأفكار والمطالب التي يعتبرها “التغييريون” أساساً في عمل أي رئيس منتخب.وعلى ما يبدو فإنّ أزعور ينوي السير بترشيح نفسه أو الإعداد مسبقاً لهذا الترشيح باعتباره مرشح أميركا والسعودية خارجياً والمسيحيين والبطريركية المارونية في الداخل، وفق توصيف “الثنائي”.وبذلك بات الإنقسام واضحاً وجلياً بين مرشحين، أحدهما للثنائي والثاني للمسيحيين بينما لا يزال الفريق الدرزي متقلب المزاج بين أزعور كمرشح توافقي مقبول، وبين تجنب استفزاز “الثنائي”.
ورغم تسارع الخطوات المتعلقة بترشيح أزعور وزخم اندفاعته، فإن “التيار الوطني الحر” بقي متمسكاً بموقفه وهو الحوار مع حليفه حول مرشح ثان غير فرنجية وأنّ أزعور ذاته لن يكون مرشحاً مقبولاً إذا لم يحظ بموافقة الثنائي، تاركاً في ذلك خطاً للعودة إلى الحوار حول مرشح ثالث بدليل ان اجتماعاً جديداً للمعارضة و”التغييريين” عقد أمس في بيت الكتائب ولم يحضره أي موفد من “التيار” الذي لم يشارك أيضاً بالإجتماعات التي سبقت.رئيس “التيار” كان أرسل إلى “القوات” عبر موفدين لائحة لمرشحَيْن للرئاسة هما زياد بارود وجهاد أزعور فكان أن تبنى رئيس “القوات” الإسم الثاني في محاولة لإحراج باسيل أمام حليفه الشيعي.لم يستنفد الثنائي الشيعي أوراقه بعد، عنصر المفاجآت حاضر لخطوة محتملة من قبله خاصة في ضوء إعلان رئيس مجلس النواب
نبيه بري أن “أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة امام جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية، بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع لا سيما مع رئيس المجلس”.
كل التطورات لم تخرج الرئاسة من حيز المراوحة. المستجد الوحيد هو أن أزعور دخل الحلبة من بابها الواسع ويتم العمل عليه بصمت من قبل جهات عربية وأجنبية وربما يكون مرشح الفرنسيين قريباً.