جهاد أزعور

ماذا بعد “التقاطع” على أزعور في لعبة الـ”بينغ بونغ”؟

/ غاصب المختار /

أدى كلٌّ من “التيار الوطني الحر” وقوى المعارضة والنواب المستقلين والتغييريين “قسطه إلى العلى”، وأصدر موقفاً بالتوافق على “تقاطع” هذه الأطراف على اسم الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، من دون أن يعني ذلك تبنيه أو إعلان ترشيحه رسمياً، أو قطع الطريق نهائياً أمام خيار آخر، إذا لم تتوافر ظروف حصول أزعور على 65 صوتاً في جلسة الانتخاب متى عقدت.

وحسب معلومات موقع “الجريدة” فإن أزعور قد لا يكون مرشح “التيار الحر” النهائي، وكذلك الامر بالنسبة لـ”القوات اللبنانية” و”الكتائب”، فهو ليس المرشح المفضل لديهم ولكل طرف خيار آخر يعتبره أفضل، ولكن جرى تقاطع بين القوى الثلاث على إسمه ليس إلّا، بسبب تعقيدات وظروف المعركة الانتخابية الرئاسية. ولكن الذي فرض هذا الخيار على “التيار” هو عدم “تقاطعه” مع ثنائي “أمل” و”حزب الله” على ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. ومع ذلك فإن “التيار” لم يحسم نهائياً تسمية أزعور، وترك الباب مفتوحاً أمام تقاطعات مع قوى أخرى على مرشحين آخرين غير فرنجية.

وحسب المعلومات ايضاً، فإن حزب “الطاشناق” قد يكون له موقف مختلف عن حليفه “التيار”، وهو سيقرر خياره في اجتماع حزبي في الوقت المناسب. وكذلك الأمر بالنسبة لعضوي “التكتل” محمد يحيى وفريد البستاني. لكن نواب التيار الحزبيين سيلتزمون القرار أياً كان المرشح، لا سيما أن “أبو التيار” الرئيس ميشال عون كان حاضراً اجتماع “التكتل” وحسم الكثير من الامور.

لكن بقي أمام هذه القوى المؤتلفة تحت عنوان المعارضة عدة خطوات ثانية وثالثة وربما رابعة، قبل الوصول إلى الإعلان الرسمي عن مرشحها. الخطوة الثانية، بعد المواقف التي صدرت الثلاثاء، عن “التيار” وأطراف المعارضة، انتظار موقف الطرف الآخر وكيف سيتعامل مع ما صدر. هل تتم الدعوة إلى جلسة انتخابية أم لا؟

يقول عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون لموقع “الجريدة”: “إن تكتيكات المعركة الانتخابية تفرض عدم حرق المراحل، وإذا أعلنا رسمياً عن مرشحنا، هل يدعو الرئيس نبيه بري إلى جلسة انتخابية؟ ليقولوا ويؤكدوا لنا حتى نعلن اسمه، سواء أزعور أو سواه. وهل إعلان اسم المرشح الآن يؤدي إلى إيصاله للرئاسة؟ انها كلعبة البينغ بونغ بلاعبين، ترمي طابتك وتنتظر اللاعب الآخر أن يردها إليك… وهكذا. لكن المهم في الموضوع بالنسبة لنا أن لا يظهر أن مرشحنا هو مرشح تحدٍ كما يقول الآخرون. فنحن في البيان الذي صدر عن التكتل كنا واضحين جداً عبر استخدام عبارة: التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية، يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له، على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذّر ذلك التوجه إلى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته أن انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.

وماذا بعد؟ يجيب عون: “هناك خطوات مقبلة، منها انتظار موقف الآخرين، ومنها استكمال الاتصالات مع قوى المعارضة، ودرس الاحتمالات الممكن أن تحصل، هل يمكن تأمين نصاب الجلسة واحتساب الأصوات لهذا المرشح أو ذاك، وغيرها من أمور”.

من الواضح إذاً أن أزعور ليس خياراً ناجحاً، فهو بحسب مصادر التيار “لا يمثل قناعاتنا ولا أهدافنا”، لكنه أفضل الممكن أمام الخارج المتابع والضاغط يومياً على المعارضة للإتفاق على مرشح. ولهذا تؤكد مصادر “التيار” والقوى الاخرى أنه تم إبلاغ البطريرك الماروني بشارة الراعي بموقف “التقاطع على اسم ازعور” ليحمله معه إلى الفاتيكان وباريس، وهذا ما حصل فعلاً أمس وأمس الأول. ولكن لا بد من انتظار أياماً قليلة لمعرفة موقف قوى الداخل والخارج!