/ محمد جابر /
الفنان الفلاني تزوج، والفنانة الفلانية “مش مرتاحة مع زوجها “، يبدو أنهم “طلقوا بعض”، “مبينين مش منسجمين مع بعض”، هذا غيض من فيض المصطلحات التي يتداولها الجمهور في الحديث عن نجوم الفن.
لقد غاب الكلام عن أعمالهم الفنية، أغانيهم ومسلسلاتهم، وتحولت الحياة الشخصية للنجوم إلى المادة الأساسية للجدل، إن في الصالونات أو على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت حياة الفنان الخاصة هي فنه، والكل ينتظر بفارغ الصبر فيديو أو صورة ليكشف ما هو مستور من الحياة الخاصة لـ”حبيب الجماهير”.
البعض يرى في هذا السلوك أمراً عادياً، لأن في معظم الأحيان يبقى الفنان ملاحقا من معجبيه ومقيدا خلال مسيرته.
فيما البعض الآخر يرى أن هناك مبالغة في مقاربة تفاصيل الحياة الخاصة للفنان، الأمر الذي جعل أعماله الفنية تكاد تكون على هامش اهتمام جمهوره، فمن النادر أن نسمع نقاشاً عن أغنية أو مسلسل فيما طلاقه أو زواجه، أو “شو لبس وشو لبست ” مادة دائمة للحديث والاهتمام .
البعض يحمل الصحافة المسؤولية لأن اندفاعها وراء “السكوب” جعلها تخترق الحياة الخاصة للفنان، والتي تعتبر الخاصرة الرخوة لأي إنسان، فكيف اذا كان فناناً، فتسلط الضوء في أخبارها ومقالاتها على ما يثير فضول القارئ.
ولكن ما يدعو للأسف أنه في كثير من الأحيان، يتم الاستناد لمعلومات خاطئة في مقاربة الحياة الخاصة، إضافة إلى أن البعض يعشقون هواية “رش البهار”، فيتم تضخيم حدث ما من خلال تحليل خاطئ يبتعد عن الحقيقة في معظم الأحيان، أو وضع عناوين لا تتناسب في كثير من الأحيان مع مضمون الخبر، إضافة إلى أن البعض يستغل العلاقة مع الفنان اما سلباً أو إيجاباً على حساب الموضوعية.
لقد تحولت الحياة الخاصة للفنان إلى الحدث المبهر الذي ينتظره الجمهور، فبات الفن مباراة “قيل وقال”، ومهرجان مفتوح تتقلب صفحات كتابه وفي معظم الأحيان تكون كل صفحة زوبعة في فنجان.
هناك مسؤولية على الفنان الذي أمن أرضية للجمهور ليدخلهم في حياته الخاصة، من خلال الحديث عنها وكشفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أزالت الحواجز بين الفنانين والمتابعين، وأصبحت معظم القرارات المصيرية التي تخص الحياة الشخصية تعلن عبر صفحات الفنانين وتحديداً خاصية “الستوري”…