“القوات” ترد على قناة “التيار”: عن أي خيارات يُحدّثنا؟

رأت الدائرة الاعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، انّ أحد الأسباب الرئيسية للسقوط الدائم للتيار الوطني الحر، هو أنّه ومنذ عقدَين، لا يستخدم وقته للاهتمام بالشأن العام، لا بل يُركّز معظم مجهوده السّلبي لمحاولة تفشيل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عبر انتقاده والتّصويب عليه والبحث عن الثّغرات في خطاباته وحركته، بواسطة كلّ الوسائل المباحة وغير المباحة.

واشارت في بيان الى “ان آخر تجلّيات هذا المرض، هو مقدّمة نشرة قناة “التيار” الرسمية “او تي في” مساء الجمعة الفائت، والتي جاء فيها: “أمّا أصحاب الرهانات الفاشلة بدليل التصريحات التي تملأ مواقع التواصل تذكيرًا بكلّ هفوة، فحبل نجاتهم الوحيد صار اليوم تواصلا رفضوه لأشهر، مع من حاولوا شطبهم من المعادلة وإلغاء وجودهم، قبل أن يتحوّلوا بفعل الثبات والتطورات، إلى محور المشهد ومدخل الحلّ. “وقد استُتبعت هذه المقدمة الهزلية بتقرير إخباري، لم يخلُ من عرض المواقف المحرّفة بعد تناولها في غير سياقها، ممهورًا بعبارة أخيرة: “رهانات وخيارات وهفوات محلية وإقليمية فاشلة، وشعارات شعبوية، دفعت بالكثيرين للقول الحكيم لم يعد حكيمًا”.

ولفتت الى “انّ موقف الدكتور جعجع الذي سبق الانتخابات النيابية حول تحسّن العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي في حال حقّقت “القوّات” التقدّم المطلوب في الاستحقاق النيابي، هو طرح سياسي طبيعي لأيّ فريق يخوض الشأن العام، ويعد ناخبيه بتحقيق خطوات متقدّمة على أكثر من صعيد ومن بينها الصّعد المالية والاقتصادية، في حال بلوغه السلطة التنفيذية، وهذا الأمر الذي لم يتحقّق حتّى اللحظة، كون “القوّات” ما زالت تخوض المواجهة السياسية من صفوف المعارضة”.

واضافت: “أمّا التذكير بمواقف جعجع عن حتميّة سقوط الأسد، ومن ثمّ التّصويب على عدم صحّتها، يدعونا للاستغراب، فأين نظام الأسد؟ هل مازال موجودًا ، أين شعبه؟، أين حكمه؟، أين دولته؟”.

واعتبرت “انّ كلّ ما نراه، ليس سوى قشرة لنظام تهالك، وقد أجمعت كلّ الدول في السنوات الأولى لبدء الحرب السورية على سقوط النّظام، ولولا تدخّل إيران بكلّ قواها المسلّحة، ومن ثمّ طلب النّجدة الروسية، لما بقي لا نظامًا ولا مَن يحزنون، حيث باتت دمشق صورة تتقاسمها القوى الخارجية في كلّ الاتّجاهات، وتتناتش أراضيها عساكر الدول في انتظار الحلول؛ وقد جاء بيان مجموعة السبع في الأمس، ليؤكّد “رفض التطبيع مع سوريا، قبل تحقيق تقدّم حقيقي نحو حلّ سياسي فيها”.

ورأت “ان مجاهرة “الوطني الحر” وإعلامه البرتقالي عن الرّهانات والتوقّعات والخيارات، يدفعنا للتساؤل عن صوابيّة الخيارات التي أسقطت “التيار” من تمثيل 70% من المسيحيين عام 2005 وصولا إلى 20% عام 2022، توازيًا مع خيارات “القوات” الوطنية والسيادية الثابتة التي رفعت تمثيلها من 8% عام 2005 إلى ما يفوق نسبة 30% عام 2022″.

وتساءلت “عن أيّ خيارات يُحدّثنا “التيار”؟، هل عن “الفخّار المكسّر” من حروب الالغاء وتدمير المناطق المحرّرة تحت ذريعة توحيد البندقية ونزع السلاح غير الشرعي والذي تُوّج بالعودة إلى التّسليم بسلاح الميليشيات عام 2006 بتفاهم إذعان؟ عن خيارات مواجهة الأسد وتكسير رأسه وصولًا إلى استجداء زيارة ذمّيّة توّجت بمطالبة اللبنانيين بالاعتذار منه، على وقع نكران المعتقلين والتضحيات؟”.

واضافت: “عن أيّ خيارات يُحدّثنا “التيار”؟، هل عن رفض دخول النازحين السوريين والذي بقي شعارًا على المنابر، بينما كانت كلّ السلطات تحت إمرته، حيث امتلك مع حلفائه الأكثرية الساحقة في الحكومة ما بين عاميّ 2011 و2014، وواصل حضوره الوزاري الوازن ما بين 2014 و2016، ثمّ تسلّم رئاسة الجمهورية ومن بعدها الأكثريات الحكومية والنيابية والأجهزة والسلطات بدءًا من العام 2016، حيث لم يأخذ في كلّ هذه المرحلة وعلى مدى 11 عامًا أيّ قرار تنفيذي أو خطوة ملموسة لمعالجة ومواجهة أزمة النزوح، فكان خياره “كلامًا بكلامٍ” يُستتبع بعادته الصبيانية السيئة في رمي المسؤوليات على الآخرين، عن أيّ خيارات يُحدّثنا “الوطني الحر”؟ هل عن خيار التمسّك بمشروع بناء الدولة واستعادة السيادة وقرار السّلم والحرب لصالح الشرعيّة والذي انتهى بتسليم قرار رئاسة الجمهورية والجمهورية إلى حارة حريك؟”.