القمة العربية

ما بعد القمة.. ترقّب حركة وزراء وسفراء العرب والغرب

/ غاصب المختار /

سيُقال كلام كثير قبل أن تتّضح تفاصيل تحويل مقررات القمة العربية حول لبنان، من الحبر إلى الواقع.

وحسب المعلومات، الأمر متروك للمتابعات اليومية، سواء من الوزراء أو السفراء العرب المعنية بلادهم بالوضع اللبناني، مصر والسعودية وقطر والعراق بشكل خاص، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بهدف تمكين لبنان من الصمود أكثر أمام الانهيار الكبير، حتى يقدر الله أمراً حول انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، والبدء بتنفيذ المطلوب من لبنان على صعيد الإصلاحات، واستعادة دينامية مؤسسات الدولة الرسمية الدستورية، والنهوض بالقطاع العام.

موقف القمة من لبنان كان دبلوماسياً عاماً، وتقليدياً إلى حد كبير، وبعضهم اعتبره حمّال أوجه، سواء لجهة اختصار الفقرة المتعلقة بلبنان إلى الحدود الدنيا، أو لجهة اعتباره من قبيل تسجيل موقف مبدئي يُرضي كل الأطراف ولا يستفز احداً، وفي الحالتين هو موقف يعبر عن انتظار عربي لما ستقرره القوى السياسية اللبنانية، وربما يطول أَجَل الانتظار أو يقصر، حسب مدة الانتهاء من الملفات العربية الأخرى المفتوحة، وأولها ملف سوريا السياسي والاقتصادي والأمني، ليُصار إلى التفرغ للبنان، من دون أن يعني ذلك ترك الحبل على غاربه للبنانيين، بحيث ستبقى العين العربية على لبنان لمراقبة كل حركة وموقف، وما تنتجه من أفكار أو مقترحات أو حلول.

أما في لبنان، فما زالت القوى السياسية في وادٍ آخر، كل طرف يبحث عن مكسب أو مخرج له يمكّنه من نزول الشجرة العالية التي تسلّقها عبر مواقفه وشروطه عالية السقف، أو ينتظر استكمال الملفات الإقليمية العالقة ومنها إلى أين ستصل العلاقات السعودية ـ الإيرانية، والعربية ـ السورية، وكيف ستنعكس على لبنان؟

ويبدو واضحاً فشل قوى المعارضة في التوصل إلى توافق على إسم مرشح معين للرئاسة، برغم قول مصادرها “إن هناك دينامية تواصل، لكن لا قرارات ولا توافقات”.

لكن في بعض التفاصيل تبين، بحسب معلومات موقع “الجريدة”، أن شيئاً لم يتحقق، وأن كل النقاشات تركزت على محاولة فهم طبيعة التحرك السعودي عبر السفير وليد بخاري، والقطري عبر الموفدين الذين زاروا بيروت، والفرنسي طبعاً، ومنهم من يحاول تفسير حقيقة الموقف الأميركي، بعد انتقال النائب المستقل الدكتور غسان سكاف إلى واشنطن حيث عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية يُفترض أن تتضح طبيعتها خلال اليومين المقبلين بعد عودته الى بيروت، بحسب تصريحه لموقع “الجريدة”.

هي مرحلة ضبابية إذن تنتظر لبنان، لكن متى ينقشع الضباب وتتضح الصورة؟

الأمر مرهون بثلاثة عوامل: حراك الداخل اللبناني، وحراك الخارج العربي والاقليمي، والحراك الفرنسي والأميركي بعد القمة العربية. فهل تتقدم فرنسا بمقترح جديد؟ وهل تدفع أميركا نحو حلحلة ما؟ وهل تعزز السعودية مسعاها أم تكتفي بما نقله السفير بخاري خلال جولته على القوى السياسية، ومنه تلويح بـ”فرض عقوبات على معرقلي الاستحقاق الرئاسي ما لم يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم الوطنية”، كما سمع منه نواب “تكتل الاعتدال الوطني”؟

بعض النواب المستقلين خلص إلى قناعة مؤخراً مفادها أنه إذا توصل أركان المعارضة والمستقلين والتغييريين إلى توافق على اسم مرشح معين، نذهب إلى اللعبة الانتخابية الديموقراطية وليفز من يفز، أو لا يعود أمامنا سوى خيار انتخاب سليمان فرنجية كونه المرشح الرسمي الوحيد. وذلك على أمل أن تتوافر ظروف انعقاد جلسة انتخابية كاملة النصاب الدستوري.