مقدمات نشرات الأخبار المسائية 19/5/2023

على الرغم أن العنوان في جدة اليوم هو “القمة العربية العادية الثانية والثلاثون” وهي-مع القمم الطارئة- القمة العربية الخمسون منذ انعقاد أول قمة في أنشاص-مصر عام 1946 إلا أن كل الظروف والتطورات الحاصلة في المنطقة العربية والخليجية وحتى في العالم أعطت قمة جدة طابع القمة التاريخية الاستثنائية.

أبرز عناصر الصفة الاستثنائية التي أحاطت بانعقاد القمة هي: عودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد اثني عشر عاما” من توقيف عضويتها.

مرور شهرين ونيف على الاتفاق السعودي-الايراني في بكين برعاية الصين وانعكاساته الايجابية على تطورات اليمن وأوضاع العراق والعلاقات العربية-السورية.

اشتعال القتال بين جنرالي السودان على الأراضي السودانية.
وجود ملايين اللاجئين والنازحين العرب بحسب تعبير الأمين العام لجامعة الدول العربية في افتتاح القمة بمن فيهم النازحون السوريون في لبنان.

ارتفاع منسوب القتل والتدمير والعدوان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.
الوضع المؤجج في ليبيا.
الوضع في جنوب شرق اوروبا على الاراضي الاكرانية وحضور الرئيس الأكراني زيلينسكي في جدة حيث ألقى كلمة باللغة الانكليزية في القمة.

والأهم من كل ذلك رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 20- 30 ومضيه نحو تحقيقها.
لبنان الذي مر عليه ستة أشهر وعشرون يوما من دون رئيس للجمهورية مثله في قمة جدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مؤكدا أن الأزمة اللبنانية ازدادت تعقيدا بتعذر انتخاب رئيس جديد ومشيرا الى ان حل مشكلة النازحين السوريين الضاغطة تتطلب تضافر الجهور العربية ومؤازرة المجتمع الدولي والتواصل والحوار مع الشقيقة سوريا ومحض القمة تسمية هي : قمة تضميد الجراح.

في الغضون في الداخل اللبناني في ملف الرئاسة الاتصالات بين الاقطاب المسيحيين الثلاثة النائب جبران باسيل والدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل حول المرشح المطلوب وبرنامجه الرئاسي لم تنته بعد إلى أي اتفاق على اسم تجمع عليه قوى المعارضة وعدد من التغييريين وعدد من المستقلين.

وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل الذي يعتبر نفسه اليوم بيضة القبان يشير الى ان الامور تحتاج الى وقت ولا يمكن سلقها حتى ان عضو تكتل لبنان القوي النائب اسعد درغام  يقول ان التيار الوطني الحر يريد أن يصل رئيس للجمهورية لا يكون لا رئيس مواجهة ولا رئيس ممانعة شارحا ان التيار يسعى الى اكبر توافق مسيحي تحت غطاء بكركي للوصول الى مرشح مقبول من المسيحيين وغير مرفوض من المسلمين خصوصا الثنائي الشيعي.

حكوميا الرئيس نجيب ميقاتي قبل انتقاله امس الى جدة دعا الوزراء لحضور لقاء تشاوري يعقد في الرابعة من يوم الاثنين المقبل في السراي الكبير للبحث في الامور الملحة والضرورية.
اوساط حكومية معنية أشارت الى ان الكلام عن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في السادس والعشرين من الجاري غير دقيق لان البحث  في المسألة لا يزال قيد النقاش.

وهذا المساء صدر إعلان جدة وفيه إثنتا عشرة مادة:
الإعراب عن التضامن مع لبنان وحض جميع الأفرقاء اللبنانيين على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته. كما تم التأكيد على “تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا”. والترحيب بقرار عودة عضوية سوريا في جامعة الدول العربية والتزام قرارات الحل.
عن السودان شدد اعلان جدة على وجوب التهدئة وتغليب الحوار وتوحيد الصف.
في الملف اليمني تأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن.

وقد شدد الاعلان على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية ورفض تام لدعم تشكيل الجماعات والمليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة.

منذ النصف الثاني من القرن العشرين والعرب يتغنون بالمصير الواحد والقدر الواحد… نجحوا أحيانا وتشتتوا فذهب ريحهم احيانا أخرى..

ومن جدة اليوم بدأ العرب من جديد يقرأون في كتاب واحد عنوانه اللحمة العربية فيما بدا أن القمة واحدة من أنجح القمم لكونها تستند الى وجود إرادة سياسية حقيقية يمكن البناء عليها لحل الأزمات
في المملكة العربية السعودية إلتأمت العروبة بعد تغريبة سورية ثم عودة عربية الى دمشق، حضور قوي للرئيس السوري بشار الاسد في قمة جدة للمرة الاولى منذ 12 عاما دشن خلاله عودة بلاده إلى موقعها الطبيعي في جامعة الدول العربية.

محور الاهتمام في هذه القمة إنصب على اللقاءات العربية  العربية التي شهدتها وتحديدا اللقاءات السورية  السعودية ربطا بتطور العلاقات المتنامي بين الرياض ودمشق.
وحضرت أيضا القضايا الساخنة بدءا من القضية الام فلسطين والاعتداءات المتكررة على شعبها من قبل الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين والعدوان الاخير على قطاع غزة الى ملفات السودان واليمن وسوريا ولاسيما ملف عوده النازحين الامنة واعادة الاعمار.

وفي مسودة البيان الختامي للقمة حث للبنان على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة حرصا على انتظام عمل المؤسسات الدستورية واجراء اصلاحات اقتصادية هيكلية للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة.
على المستوى المالي-القضائي أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي تلقي لبنان مذكرة من الإنتربول لتوقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كاشفا أنه سيكون للحكومة موقف من بقاء سلامة في منصبه خلال جلستها المقررة الإثنين المقبل.

حاكم المصرف المركزي رد على المذكرة الصادرة بحقه معتبرا أن هذه الإشارة جاءت بناءا على طلب القاضية الفرنسية التي استندت على قرارها بتغيبه عن جلسة الإستجواب معللا سبب عدم حضوره الجلسة لعدم إخطاره تبعا لأصول القواعد والقوانين المرعية الإجراء.

تسميات كثيرة يمكن ان تطلق على القمة العربية الثانية والثلاثين في جدة ، لكن التسمية الاكثر تعبيرا عنها انها قمة محمد بن سلمان . فحضور ولي العهد السعودي كان طاغيا.
الكلمات في معظمها ظلت تحت سقف التهدئة وسياسة تصفير المشاكل التي تنتهجها المملكة العربية السعودية  في هذه المرحلة ، وتحديدا منذ الاعلان عن اتفاق بيجينغ ، الذي ارسى اسس التفاهم بينها وبين ايران .
ثلاث شخصيات استقطبت الاضواء في قمة جدة . الشخصية الاولى الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ، فهو كان نجم الجلسة الافتتاحية بلا منازع سارقا الاضواء من الرئيس السوري بشار الاسد .
زيلينسكي تحدث بوضوح عن معاناة شعبه ، وظهر وجهة  نظر بلاده  من الحرب الاوكرانية – الروسية في حضور حلفاء روسيا الطبيعيين وفي طليعتهم الجزائر وسوريا. وفيما سرت معلومات قبل الجلسة ان الرئيس السوري قد ينسحب من الجلسة عند القاء زيلينسكي كلمته ، فان الاسد بقي جالسا ، ما يؤشر الى ان الاخير اتى الى القمة وهو يعرف مسبقا ان العودة الى الجامعة العربية لها شروطها ومتطلباتها وقواعد لعبتها.
بشار الاسد كان الشخصية الثانية التي استأثرت بالاهتمام خلال الجلسة.  كلمته  تضمنت الكثير من الرسائل الواضحة والمشفرة ابرزها وضعه جرائم الكيان الصهيوني بالمستوى نفسه  تقريبا مع خطر الفكر العثماني التوسعي ، كما قال.
وقد شدد الاسد ايضا على ضرورة ان تتولى الشعوب العربية ادارة شؤونها بنفسها عبر منع التدخلات الخارجية. فهل الحليفان الاستراتيجيان لنظام الاسد، اي ايران وحزب الله، على استعداد لتطبيق هذا المبدأ ؟ اليس هما من باشرا التدخل في شؤون الدول العربية   ما خربط المنطقة واشعل عصبيات لا تنتهي؟  الشخصية الثالثة في جلسة الافتتاح: امير قطر ، فهو انسحب والوفد المرافق قبل ان يبدأ الرئيس السوري بالقاء كلمته، ما يعني ان امير قطر تقصد ان يعرب علنا عن معارضته عودة الاسد الى الجامعة العربية، او انه لا يريد ان يسمع “نظريات” الرئيس السوري في العروبة.
وفي عمل الجامعة العربية. هذا بالنسبة الى جلسة الافتتاح. فماذا عن البيان الختامي، الذي سيعرف باعلان جدة؟
الاعلان يشير الى انه يتضمن عبارة  اساسية ، تنص على الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة. فهل يطبق الاعلان في لبنان لنعود الى زمن الدولة القادرة والقوة المسلحة الشرعية الواحدة؟

التراجع عن عقد من الخطأ فضيلة، والافضل العودة الى ثوابت الامة ولاءاتها المشهودة..

كادت سوريا ان تختصر قمة العرب الثانية والثلاثين رغم زحمة الملفات وتشظي الامة الغارقة بالحروب والاحداث، حضر رئيسها بشار الاسد  بثوابت الشام القومية وبوصلتها الفلسطينية وعنوانها المحوري في العلاقات العربية والاقليمية..

حضر بسوريا المنتصرة على الارهاب والمؤامرات، والمقاومة بشرف للقيصر الاميركي والارهاب الاقتصادي، صافحا بعنفوان القوي عمن اساؤوا واخطأوا، ومادا اليد لمن غرقوا بدماء الشعب السوري..

وفيما العرب مجتمعون، كان السودانيون غارقين ببحر الدم بين الاخوة الاعداء، بعد ان أغرقوا في بحر التطبيع لاءات الخرطوم المشهورة ذات قمة عربية بانه لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف مع العدو الصهيوني.

وفيما العرب مجتمعون كان اليمنيون يكافحون عند شواطئ بلادهم حصارا لا يزال يخنق الشعب الذي دافع عن نفسه بشرف، ويمد اليد لمن يتراجع عن خطأه بشرف..

اما شرف القدس التي تأبى ان تتحرر الا على ايدي المؤمنين الشرفاء فها هي الحاضرة بشبابها ومجاهديها فارضة على القمة كما ستفرض على الامة السير على طريق التحرير الذي يعبده المقاومون بسيف القدس المسلول والمنتفضون بالثبات على العهود..

وكعهده في سنوات الازمات حضر لبنان بمآسيه المتشعبة ورئاسته الضائعة بين الخلافات الداخلية والحسابات الخارجية، على امل ان يخرج ما تقرر في القمة من توصيات الى ارض الواقع..

الى الاراضي اللبنانية وصلت النشرة الحمراء للانتربول الدولي بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بهدف توقيفه وتسليمه الى القضاء الفرنسي. فهل يتحرك القضاء لتنفيذ المذكرة، وهل ينجو الاخير من تدخل السياسة؟ وزير الداخلية بسام مولوي يؤكد أن طلب الانتربول موضوع نقاش جدي من قبل السلطات، وان لبنان سينفذه اذا قرر القضاء اللبناني الالتزام به.

عاد الرئيس السوري إلى موقعه الطبيعي بين قادة الدول العربية، ملقيا كلمة بلاده في مؤتمر القمة، وسط ترحيب المشاركين، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي.
أما عودة المنطقة الى مسارها الطبيعي نحو الاستقرار والازدهار، فمتوقفة على المرحلة المقبلة، التي يفترض أن تشهد فكفكة لما تبقى من عقد، واطفاء لكل الحرائق، لأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات، كما اعلن الامير محمد بن سلمان، ولأننا امام فرصة تبدل الوضع الدولي وإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الخارجي، كما شدد الرئيس بشار الاسد.
اما لبنان المتفرج حتى اللحظة على كل التحولات المحيطة، فيتطلع الى لحظة وعي لدى المسؤولين عن تعطيل مساره، حتى يعود قطار الدولة الى السكة الصحيحة، ويعاود البناء.
فهل المطلوب ان يبقى لبنان خارج الجو الاقليمي الجديد، والثورة التي اطلقها بن سلمان، وتحدث عنها جبران باسيل اليوم من قلب البرلمان الايطالي، ولو من دون التخلي عن عناصر القوة المعروفة؟
وهل المفترض بشعب ينجح في العالم، ان يبقى فاشلا في وطنه، بفعل فشل مسؤوليه؟
وما الذي يمنع المعنيين من انتخاب رئيس ورسم خارطة طريق للنهوض وتطبيقها؟
لعلها الذهنية نفسها التي دفعت بالمنقلبين اليوم على رياض سلامة، الى الدفاع عنه حتى امس القريب. والمنقلبون شخصيات سياسية وروحية… وزراء ونواب ورؤساء احزاب من كل الطوائف والمذاهب، قللوا من اهمية التحقيقات الاوروبية، وسخروا من غادة عون، وهاجموا الرئيس ميشال عون وهشموا صورة التيار الوطني الحر، ليثبت مجددا اليوم انهم كانوا على حق: في ملف رياض سلامة ومحاربة الفساد، تماما كملف صمود سوريا وعودتها الى الجامعة.
اما اصحاب الرهانات الفاشلة بديل التصريحات التي تملأ مواقع التواصل تذكيرا بكل هفوة، فحبل نجاتهم الوحيد صار اليوم تواصل رفضوه لأشهر، مع من حاولوا شطبهم من المعادلة والغاء وجودهم، قبل ان يتحولوا بفعل الثبات والتطورات، الى محور المشهد ومدخل الحل.

غاب لبنان عن كلمات القادة والرؤساء العرب، ومن انتظر ان يسمع كلمة عن هذا الوطن الموجود على الخارطة العربية، اصيب بالخيبة.

كلمة الرئيس بشار الأسد التي انتظرها كثيرون ، ساوت بين ” جرائم الكيان الصهيوني، وخطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”.

الأسد، وفي غمز من قناة المتحدثين عن عودة سوريا إلى الحضن العربي، تحدث عن”عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان،  فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس، ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن”.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رحب بالرئيس الأسد، فقال: “يسرنا اليوم حضور الرئيس بشار الأسد هذه القمة، وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية”.
وأضاف “نأمل في أن يسهم ذلك في دعم استقرار سوريا، وعودة الأمور إلى طبيعتها”.

ويمكن تسجيل الوقائع التالية: أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، غادر جدة بعد الجلسة الافتتاحية.
وكالة سانا السورية كتبت أن مراسليها في جدة تحدثوا عن مصافحة تمت بين الرئيس الأسد وأمير قطر قبل دخول قاعة انعقاد القمة، وتلا ذلك حديث جانبي بينهما.
في المقابل أوردت وكالة رويترز أن “زيارة أمير قطر لم تتضمن أي مقابلات ثنائية، ولم يلق كلمة”.

لم يحضر رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد بل تمثلت الإمارات بنائب الرئيس منصور بن زايد.

كلمة لبنان، التي القاها الرئيس ميقاتي، ربطت عودة النازحين بالإعمار في سوريا، فتحدثت عن مشاريع بناء وانعاش للمناطق المهدمة لوضع خارطة طريق لعودة الاخوة السوريين الى ديارهم.

مع تركيز كلمة لبنان على أن أمد الأزمة وتعثر معالجتها وتزايد اعداد النازحين بشكل كبير جدا، يجعل من ازمة النزوح أكبر من طاقة لبنان على التحمل، من حيث بناه التحتية، والتأثيرات الاجتماعية والارتدادات السياسية في الداخل.

من خلال معظم الكلمات، فإن لبنان ليس أولوية، لا بل يمكن الجزم انه متروك.

لبنان في البيان الختامي ورد في الفقرة الخامسة التي جاءت مقتضبة جدا وفيها التضامن مع لبنان وحث كل الاطراف على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الاصلاحات المطلوبة.

إشارة إلى أن الرئيس الأوكراني حل ضيف شرف على قمة جدة ووصل إلى المملكة عبر طائرة فرنسية أقلته من بولندا.

لبنانيا ، مكتب الانتربول في لبنان تلقى مساء الخميس نسخة من المذكرة الفرنسية التي عممت عبر الانتربول الدولي بواسطة النشرة الحمراء، والتي تطلب توقيف سلامة وتسليمه إلى السلطات القضائية الفرنسية.

لا تبيح القوانين اللبنانية تسليم المواطنين إلى دولة أجنبية لمحاكمتهم.
ويرجح أن يستدعي النائب العام التمييزي غسان عويدات، الذي تسلم المذكرة، سلامة، إلى جلسة تحقيق الأسبوع المقبل على أن يطلب بعدها من القضاء الفرنسي إيداعه ملفه القضائي ويقرر إذا كانت الأدلة المتوافرة فيه كافية لاتهام سلامة ومحاكمته.

وتعليقا على تطور الأنتربول ، قال الحاكم ان هذه الإشارة استندت لتغيبه عن جلسة الاستجواب, وأضاف انه لم يحضر الجلسة لعدم إخطاره تبعا لأصول القواعد والقوانين المرعية الإجراء، وخلفية هذه الإشارة بحسب قوله، “إجرائية”، مضيفا أنه سيتقدم باستئناف لإلغاء هذه الإشارة.

 

هرم العرب من أجل هذه اللحظة, والتي رصت صفوفهم في ظلال جدة هي قمة تغيير المناخ العربي وتبديل لهجته الى اللغة المشتركة وتبني اعلان جدة من دون تحفظ.

وبخلاف قمم  كانت تعادي بيانها الختامي فقد جاء بيان التاسع عشر من أيار بصفر اعتراض وباجماع عربي وبصياغات تدخل الى المدن..

فلا تتدخل بها, بل ترتب البيت العربي ليكون مؤهلا للاستقرار وتحديات العصر وتحقيق تنمية مستدامة>

ولأنها قمة مختلفة فقد جاء شكلها ايضا مختلفا وسط قدرة عربية وسعودية تحديدا تمكنت من التعريب والتغريب معا..

فكانت  حفاوة استقبال الرئيس بشار الاسد.. وتطعيم الحضور بفولودمير زيلينسكي الاسم الذي يتشكل من قمة الى قمة ويطوف بين الحجيج العربي والغربي واستضافته سعوديا وعربيا كان عن طريق تفعيل الوساطة التي تقوم بها المملكة لحل سياسي في اوكرانيا وبالتواصل مع الجانب الروسي…

وظل فلاديمير بوتن كان حاضرا ببرقية الى المشاركين.

ولكن وعلى الرغم من ظرف رئيس أوكرانيا وألوانه العسكرية الدائمة فإن الرئيس السوري بشار الاسد بلغ القمة وتمكن من ضبط إيقاع الرسائل السياسية التي علمت على الجامعة العربية من جهة وضربت تركيا العثمانية من جهة ثانية…

فالاسد الذي عاقبته الجامعة لاثنتي عشلا منصة له. وقد لاقى حضور الاسد ترحيبا عربيا ما خلا دولة قطر التي غادر اميرها القمة قبل القاء الرئيس السوري كلمته.

وبعد القمة اجتمع الاسد بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي كان رحب بحضوره في كلمة الافتتاح كرئيس للدورة الحالية.

واعلن بن سلمان اننا  ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات،

وفي سنة أعطى جامعة الدول درسا في ضرورة تطوير منظومة عملها عبر مراجعة ميثاقها ونظامها الداخلي وتطوير آلياتها كي تتماشى مع العصر، وتكون متنفسا في حالة الحصار لا شريكا به، ملجأ من العدوان يكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية..

وامل بن سلمان  بدعم استقرار سوريا، وعودة الأمور إلى طبيعتها, واعطى قضية فلسطين الاولوية معلنا ان المملكة لن تتوان او تتأخر في دعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع أراضيه، واستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتبنى المجتمعون ” اعلان جدة” الذي جال على الدول العربية  باثني عشر بندا  نال لبنان منها الدعوة الى تحاور الاطراف اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستويرية واقرار الاصلاحات المطلوبة
وبخلاف الحوار وازمة الرئاسة شددت كلمة الرئيس نجيب ميقاتي على ” المعونات ” العربية تحت الآية القرائية الكريمة : سنشد عضدك بأخيك
لكن الآخاء اللبنانيين ..مختلفون على كل تفصيل , من الرئاسة , الى مصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة  بعد تبلغ لبنان مذكرة التوقيف الدولية في حقه .
وهذه الاشكالية ستكون محور  نقاش داخلي بدءا من يوم الاثنين المقبل لكن من دون ان يكون هناك اية توقعات باقالته او تعيين حاكم جديد لكون الملف ما يزال في مرحلة الادعاء الفرنسي وصدور مذكرة الانتربول ولم يصدر في شأنه اي حكم للان .