/ مرسال الترس /
بات من المسلم به أن مختلف الأفرقاء على الساحة اللبنانية يراهنون على تأمين 86 نائباً لانطلاق جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن مشكلة كل الأفرقاء هي تأمين 65 صوتاً لأي من المرشحين.
فريق “الممانعة”، ينام على أن الأصوات باتت مؤمنة، لأن جميع العناصر المنضوية في إطاره تشد أزر بعضها البعض، ولا خوف أن ينزلق أي منها إلى خارج النطاق المرسوم والمتآلف على أن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو المرشح القادر على تحقيق طموحاته، وأنه ما تزال لدى بعض عناصره آمال بأن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وتكتل “لبنان القوي”، سيعيدان النظر بموقفهما الرافض لفرنجية، نظراً للتناقضات التي تسيطر على الفريق المواجه. في وقت سيحاول فيه “حزب الله” إقناع فرنجية بتلبية الحد الأقصى من مطالب باسيل!
كما أن هذا الفريق يعلّق آمالاً كبار على تطور العلاقات السعودية ـ السورية، والتي ستكون لها انعكاسات طبيعية على الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، ومنها بالتأكيد الاستحقاق الرئاسي.
وبات من المهم اقتناع الافرقاء الآخرين بحضور الجلسة وتأمين النصاب، وذلك على خلفية أن كل ما كان يروجه الفرقاء الذين كانوا منضوين تحت مسمى “قوى 14 آذار” وباتوا يستسيغون تسمية “المعارضة”، والذين يختلفون على “جنس ملائكة” المرشحين، لم يستطيعوا حتى اليوم إيجاد شخصية يتفقون على دعمها في وجه فرنجية. ومحور ذلك الخلاف أن الثقة مفقودة، وتحديداً بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، فما يقبله الأول يشكك به الثاني، وبالعكس. في وقت ما زالت بعض عناصر هذا الفريق يراهن على أن الإدارة الأميركية لن تترك أمر لبنان للفرنسيين، وهي ترى في الساحة اللبنانية “عناصر فركشة متيسرة باستمرار”.
وبناء على هذه المعطيات ترى مصادر متناغمة مع الإدارة الأميركية، أن كل ما يتم تداوله عن أن شهري أيار وحزيران قد يشهدان الاخراج الملائم للملف الرئاسي، هي أضغاث أحلام، وتصر على الاقتناع بأن الصيف المقبل سيكون مرحلة التقاط أنفاس قبل إنهاء هذا الملف في الخريف المقبل.
لكن ما تسرّب عن لسان السفير السعودي وليد البخاري، من خلال اللقاءات المكثفة التي أجراها إثر عودته الأخيرة الى بيروت، تؤكد أنه طلب ممن التقاهم أن يحزموا أمرهم من الآن وحتى مطلع شهر حزيران المقبل، لأن الملف ا لرئاسي لم يعد يحمل مماطلات ويجب أن يتم طيّه.