الانتخابات التركية

الانتخابات التركية على ركام الزلزال!

/ زينب سلهب /

تخوض تركيا، اليوم، انتخاباتها الرئاسية والبرلمانية، على وقع ترددات 5 زلازل:

زلزال الدخول المباشر في الحرب السورية، واجتياح مساحة كبيرة من شمال سوريا.

زلزال النزوح السوري الذي أصبح ضاغطاً بشكل كبير على الواقع الديموغرافي والاجتماعي في تركيا، نظراً لحجم هذا النزوح ومدى اندماجه وتأثيره في يوميات تركيا.

زلزال سياسي بمحاولة الانقلاب التي حصلت في العام 2016.

زلزال الحرب الروسية ـ الأوكرانية التي تحاول تركيا السير على خط تماسها، من دون أن تصيبها شظاياها.

زلزال جيولوجي وقع في 6 شباط 2023، وما تزال آثار الكارثة وركامها وتداعياتها الاجتماعية والإنسانية تفرض نفسها كقضية أساسية في التحديات التي تواجه تركيا.

ويخوض الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، السباق الرئاسي بمواجهة تبدو قاسية مع مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، بالإضافة إلى المرشح سنان أوغان.

من هو رجب طيب أردوغان؟

رجب طيب أردوغان البالغ من العمر 69 عامًا، دخل السياسة منذ 20 عامًا عندما تسلم رئاسة بلدية اسطنبول العام 1994، ثم منصب رئيس الوزراء عام 2003 حتى عام 2014.

وبعد تنحي أردوغان عن رئاسة حزب العدالة والتنمية عام 2014، وفي فترة خروج تركيا من تضخم كبير، أصبح رئيسًا للجمهورية التركية.

وقد نجا أردوغان عام 2016 من محاولة انقلاب، واستمر بتولي منصبه الرئاسي حتى العام الحالي، ليسجل بذلك أطول فترة رئاسة، وهي 12 عامًا.

وقد عاش الشعب التركي أزمة غلاء للمعيشة في السنوات الأخيرة الماضية، في عهد أردوغان، على الرغم من الازدهار الاقتصادي في السنوات الأولى من عهده.

كما واعتبر المعارضون، أن الرئيس التركي يتحمل كامل المسؤولية وراء وقوع الزلزال، لتأخر رد فعله وعدم متابعة قوانين البناء.

 

من هو منافس أردوغان الأكبر كمال كليجدار أوغلو؟

ينتمي مرشح المعارضة إلى الطائفة العلوية، حائز على شهادة في الاقتصاد، وكان أول عمل له في خزانة الوزارة والمالية التركية.

بدأت مسيرة أوغلو السياسية بتقرير عن الفساد، أعدّه لحزب الشعب الجمهوري، وقد لقي التقرير استحسانًا من قبل زعيم الحزب آنذاك دنيز بايكال، ولفت ذلك الأنظار إلى أوغلو، ما دفعه للانتقال إلى السياسة، ليفوز بمقعد في البرلمان التركي في انتخابات عام 2002.

وفي البرلمان، عززت بعض الخلافات مع نواب حزب العدالة والتنمية شهرة أوغلو. وفي عام 2009، ترشح لمنصب رئيس بلدية اسطنبول، لكنه خسر أمام مرشح حزب العدالة والتنمية.

وتولى أوغلو رئاسة حزب الشعب الجمهوري في عام 2010، بعد إطاحة زعيم الحزب بايكال بسبب فضيحة جنسية.

وعلى الرغم من أنّ الغالبية العظمى من أنصار الحزب أيدت ترشيحه في ذلك الوقت، فإن شعبيته تضاءلت منذ ذلك الحين.

لماذا يعتبر “أوغلو” المنافس الأكبر لأردوغان؟

اختارت الطاولة السداسية المعارِضة في تركيا رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو مرشحًا توافقيًا لها لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ورغم أنه من المتوقع أن تقدم بعض الأحزاب الأخرى مرشحين للرئاسة، فإنه بات من المحسوم أن المنافسة الحقيقية في الانتخابات ستكون بين كليجدار أوغلو والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

ورأى أوغلو أن انتخابات هذا العام، هي الوقت الأنسب لمنافسة أردوغان على الرئاسة، وذلك بعد أن تراجعت شعبية الأخير، خصوصًا بعد تحميله مسؤولية تداعيات الزلزال وغلاء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي في تركيا.

واعتبر المحللون السياسيون أن أوغلو يمتلك فرصة عالية للفوز، خصوصًا بعد انسحاب محرم إنجه من السباق، بفعل تهديدات وصلته من الخارج بنشر مقاطع وتسجيلات مسيئة له.

كما رأى البعض أن انسحاب إنجه قد يكون اتفاقًا سياسيًا بينه وبين أوغلو، ليزيد من فرصة ربحه، باعتبار أن الناخبين سيتوجهون إلى أوغلو بعد انسحاب إنجه.

وبالرغم من انسحاب إنجه، فإن ورقة المرشحين قد طبعت وبالتالي تم إدراج اسم إنجه معهم، ويحق لأي كان انتخابه، إلا أنه من المحتمل أن لا يتم احتساب هذه الأصوات.

وفي حال لم يحصل أحد المرشحين على نسبة تتخطى الـ50% في الجولة الأولى، سيتم إجراء جولة ثانية لتحديد الفائز. فمن سيكون رئيس تركيا الجديد؟