سجل العام المنصرم قفزة كبيرة وقياسية في أعداد الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم في جميع أنحاء العالم، وفقا لما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وبحسب الأرقام التي نشرها مركز مراقبة النزوح الداخلي التابع لمجلس اللاجئين النرويجي (IDMC)، فقد بلغ عدد النازحين داخل بلادهم بنهاية العام 2022 71 مليونًا، وذلك بعد أن الرقم 59.1 مليون في سنة 2021.
كما أن عدد الانتقالات التي قام بها النازحون، مرارًا وتكرارًا ، أثناء توجههم بحثًا عن الأمان والمأوى كان أيضًا غير مسبوق، حيث بلغ الرقم 60.9 مليونًا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 60٪ عن العام السابق.
وشهدت أوكرانيا التي شنت عليها روسيا حربا شعواء نسبة كبيرة من حركة النزوح والانتقالات، إذ قدر عدد النازحين بنحو 17 مليون نسمة.
ويُعتقد أن ما يقدر بنحو 5.9 مليون أوكراني قد فروا من منازلهم، واضطر العديد منهم إلى الانتقال مرارًا وتكرارًا في محاولة للعثور على موارد أو مكان للإقامة أو مجرد ملجأ مؤقت بعيدا عن أماكن القصف والقتال.
وأكد التقرير أنه “نظرًا لصعوبة الحصول على بيانات موثوقة من المناطق التي تحتلها القوات الغازية، فإن الأرقام ورغم جسامتها ينبغي اعتبارها محافظة”.
وكانت الكوارث الطبيعية التي ضربت باكستان الصيف الماضي أيضًا دافعًا رئيسيًا للنزوح، حيث تسببت الفيضانات التي دمرت جزءًا كبيرًا من مناطق البلاد في تحركات أكثر من ثمانية ملايين.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جان إيغلاند: “لقد اجتمعت النزاعات والكوارث العام الماضي لتفاقم نقاط الضعف وعدم المساواة الموجودة مسبقًا لدى الناس، مما أدى إلى نزوح على نطاق لم يسبق له مثيل من قبل”.
وأضاف تقرير المنظمة: “كما غذت الحرب في أوكرانيا أزمة الأمن الغذائي العالمية التي أصابت النازحين داخليًا أكثر من غيرها، إذ قوض ذلك غزو قوات الكرملين للجارة الغربية سنوات من التقدم الواضح في الحد من الجوع وسوء التغذية في العالم”.
3 أسابيع قاسية في السودان
التقرير، الذي صدر يوم الخميس، لا يشمل الأشهر الأولى من عام 2023، لكنه يشير إلى زيادة كبيرة في النزوح بعد اندلاع القتال الأخير في السودان.
ولفت إلى أن الأسابيع الثلاثة من “الحرب الأهلية” بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني قد تسببت بالفعل في حدوث ضعف عدد النزوح الداخلي مقارنة بالعام الماضي بأكمله.
ويواجه العديد من النازحين نزوحًا مطولًا بسبب النزاعات التي تستمر لسنوات دون أن يتم حلها أبدًا.
ويعيش ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان النازحين داخليًا في العالم في 10 دول فقط،
وكلها تعاني من مستوى معين من الصراع، سواء كانت حروبا مستعرة كما السودان أو أوكرانيا ، أو عبر اضطرابات أمنية متقطعة في نيجيريا والصومال ودول أخرى.
كما يواجه العديد من هذه البلدان مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، وهي مشكلة تفاقمت بسبب الصراع في أوكرانيا، وهي مصدر رئيسي للحبوب.
وقالت مديرة مركز رصد النزوح، ألكسندرا بيلاك: “تتزايد أزمات النزوح اليوم من حيث الحجم والتعقيد والنطاق، وتضيف عوامل مثل انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ والصراعات المتصاعدة والممتدة طبقات جديدة إلى هذه الظاهرة”.
وزادت: “النازحون بحاجة إلى موارد أكبر والمزيد من المساعدات لتحقيق الاستجابة لأزماتهم بشكل أفضل”.