ليل الأربعاء الفائت، تلقّت عائلة اللبناني غازي عز الدين (55 سنة- من بلدة باريش الجنوبية)، الموقوف في دولة الإمارات منذ منتصف آذار الماضي، اتصالاً من مركز التحقيق الأمني في إمارة أبو ظبي لإبلاغها بوفاته. وطُلب من نجله الحضور إلى أحد المواقع في إمارة دبي للتعرف إلى الجثة. إلا أن عناصر الأمن، بحسب ما قال شقيقه شوقي عز الدين لـ”الأخبار”، لم يسمحوا لابن الضحية برؤية أي جزء من الجثة باستثناء الوجه للتأكد من أنها تعود لوالده.
هذه الإجراءات ودفن الجثة عند العاشرة ليلاً، ورفض الكشف عليها أو تسليمها إلى ذويه لنقلها إلى لبنان ترجّح فرضيّة تعرّض عز الدين للتعذيب أثناء التحقيق ما أدى إلى وفاته.
وبالتزامن، تم الإفراج عن شقيقي غازي، عباس وبسام عز الدين، فيما تردد أنهما أُبقيا قيد الإقامة الجبرية. وكان الثلاثة أوقفوا في التاريخ نفسه، مع آخرين معظمهم من بلدة باريش، عندما دهم جهاز الأمن القومي التابع لإمارة دبي منازلهم واقتادهم إلى التحقيق بذريعة الاشتباه بتورطهم في عمل أمني. علماً أن الأخوة الثلاثة يديرون مكتباً لتخليص المعاملات وليس لأي منهم سجل جرمي في الإمارات التي يقيمون فيها مع عائلاتهم منذ نحو ثلاثين عاماً.
ولم تعرف عائلات المعتقلين أي خبر عنهم سوى أنهم نقلوا إلى إمارة أبو ظبي لاستكمال التحقيق معهم. وأُجبرت العائلات على التزام الصمت، بسبب الترهيب الذي تعرّضت له طوال الفترة الماضية، والتهديد المبطّن بأن إبلاغ الإعلام أو تناقل الخبر قد يعرّض المعتقلين للخطر، وسط سبات دولي ومحلّي، وصمت الجمعيات الحقوقيّة.
وقال شوقي عز الدين إن عائلة الضحية تواصلت أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للمطالبة بتدخله لدى سلطات الإمارات لاستعادة الجثمان، وقد “استمهل بعض الوقت لإجراء الاتصالات اللازمة”.