نواب التغيير

من هو “الورقة المستورة” للمعارضة؟

/ مرسال الترس /

إنقضى الثلث الأول من الشهر السابع على الفراغ الرئاسي، من دون أن يلوح في أفق هذا الاستحقاق البالغ الأهمية، أي مؤشر جدي على موعد ثابت لإنجاز الانتخابات، على الرغم من أن العديد من العواصم العالمية تبدي اهتماماً لافتاً بالوضع اللبناني، ولاسيما واشنطن وباريس وموسكو، وكذلك الأمر بالنسبة للعديد من العواصم العربية والإقليمية.

والشأن الداخلي ليس أقل اهتماماً من عواصم الخارج بهذا الاستحقاق، ولكنه يقع فريسة التجاذبات بين أفرقاء ينقسمون عمودياً حول استراتيجيات متباعدة، وأفقياً إلى مجموعات منها يدّعي حمل لواء المعارضة، وآخرين بين سياديين وتغييريين ومستقلين، وفريق ثالث يقف متفرجاً لم يقوَ بعد على حسم خياراته.

وفي خضم هذه المعمعة، يجزم مراقبون غير بعيدين عن أجواء العاصمة الأميركية أن فريقين في الداخل هما حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، يتمسكان بموقفهما الرافض لقبول ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، على الرغم من علمهما أنه ما زال الأول في السباق، ويماطلان لعل “العم سام” يحسم موقفه ويسحب فعلياً وعلناً “التوكيل” الذي يتحدث عنه الفريق الفرنسي الذي يرتبط بترشيح فرنجية باعتباره الأكثر واقعية وبراغماتية مع فسيفساء التجاذبات في لبنان. ويعوّل “القوات” و”التيار البرتقالي”، بشكل غير مباشر، على حركة الموفدين الأميركيين باتجاه بعض العواصم الفاعلة الخليجية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة جيك سوليفان، لعله ينجح بإعادة النظر في بعض بنود الاتفاق الإيراني ـ السعودي الذي جرى برعاية صينية.

ومن هذه الزاوية يصدر أكثر من صوت في الفريقين، وأحدها نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني، أن “المعارضة” اقتربت من الوصول إلى الاتفاق على اسم يجمع شتاتها، من دون أن يفصح عنه حتى لا يتم إحراقه، كما حصل مع رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض.

ويتردّد أن الاسم المضمر هو نائب كسروان نعمة افرام الذي استطاع تخطي العديد من الاعتراضات، وينال رضى بكركي، والذي له أكثر من نشاط تجاري وصناعي في الدول العربية المعنية، ولا تُدخله الولايات المتحدة الاميركية تحت مقصل قانون “قيصر” أو سواه من فرمانات العقوبات المتعددة والمتنوعة.

وباعتقاد القوى المعارضة أن افرام هو أحد الأسماء القادرة على منافسة فرنجية في معركة الانتخابات الرئاسية، والتي يلزمها العديد من المقومات القادرة على تغيير المعادلات، كما جرت العادة في انتخابات رئاسية سابقة والتي يملك افرام الكثير منها.