بعد حدوث خلل في دائرة المراسم وسكرتارية حكومة العدو، توجهت سفارة الاتحاد الأوروبي، التي تحتفل بـ”يوم أوروبا” في تل أبيب في 9 أيار الحالي، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تطلب منه أن يستبدل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ويرسل مكانه وزيراً آخر لائقاً بالحدث وأصحابه.
وقالت السفارة ان “خلافات جوهرية قائمة بين بن غفير والاتحاد الأوروبي، ولذلك فإنه ليس الشخصية المناسبة لتمثيل الحكومة الإسرائيلية في يوم أوروبا”، الذي ينظم فيه الاحتفال الوطني الرسمي في تل أبيب.
ولكن بن غفير أصر على الوصول إلى الاحتفال وإلقاء خطاب باسم حكومة العدو. وعمم على الصحافة تصريحاً يتحدث فيه عن “أهمية الحرب المشتركة على الإرهاب”. وقال انه سيهنئ الدول الأوروبية، وسيدعو إلى “تعزيز التعاون”، ويؤكد على ضرورة “توحيد الصفوف حول محاربة الجهاد والإرهابيين”، وسيدعو الدول الأوروبية إلى ا”لامتناع عن تمويل أي مشاريع ضد جنود الجيش الإسرائيلي وسكان إسرائيل”.
وكان من المفترض أن يمثل “إسرائيل” في الحفل وزير الخارجية إيلي كوهين، لكن تبين أنه مرتبط بزيارة إلى الهند في اليوم نفسه. ولذلك، قررت سكرتارية حكومة العدو إرسال وزير آخر، واختارت الوزير بن غفير، بشكل عشوائي، مغفلة أنه غير مرغوب فيه لدى الأوروبيين.
وقال مصدر في وزارة الخارجية “الإسرائيلية” ان المسؤولين في مكتب نتنياهو “تصرفوا بلا تفكير عندما اختاروا بن غفير”. وأضاف أنه “رغم أن الأوروبيين لم يعلنوا الحرمان على بن غفير، فإن وزراءهم الذين يزورون إسرائيل وممثلي بلدانهم في تل أبيب، يمتنعون طيلة الـ4 أشهر الماضية عن إجراء أي اتصالات مع بن غفير ورفاقه في الحزب، ويفضلون عدم التعامل معهم”.
وقال الناطق باسم سفارة الاتحاد الأوروبي ان “مواقف بن غفير ورفاقه تتناقض كلياً مع القيم السياسية للاتحاد الأوروبي، وهو بسبب مواقفه المتطرفة يكثر من مهاجمة الاتحاد، ويستخدم لغة فظة بعيدة من التقاليد الدبلوماسية”. ولفت الناطق إلى أنه يتوقع من نتنياهو “التدخل وعدم إحراج الاتحاد الأوروبي، واستبدال وزير آخر بالوزير بن غفير”.
بيد أن بن غفير رأى في هذه البلبلة مناسبة لإبراز الخلافات مع الأوروبيين، وكسب التأييد الجماهيري في صفوف ناخبيه. وقال: “أعرف أنهم لا يرغبون في وجودي. ولكنني أريد أن أعلمهم درساً في الديمقراطية الإسرائيلية، فنحن نمثل قسماً كبيراً من الجمهور، وعليهم أن يحترموا إرادة جمهورنا”.
وحذّرت أوساط في وزارة خارجية العدو من “أزمة دبلوماسية” إذا ما أصر بن غفير على الحضور و”عجز” نتنياهو عن استبداله. وقالت انه “من غير المستبعد أن يلقى بن غفير تصرفاً غير دبلوماسي من الأوروبيين”.