كشف التقرير السنوي الأحدث لبرنامج الغذاء العالمي، تمحور خطّتة الإستراتيجيّة المعدَّة للبنان للفترة الممتدّة بين 2023 و2025 حول مقتضيات المحافظة على الاستجابة للأزمة القائمة وسبل تأمين المساعدات اللازمة عبر شبكات الأمان الإجتماعي، بعدما رُصدت زياداتٌ مضاعَفة خلال العام الماضي في أرقام عدد الأُسَر اللبنانيّة المحتاجة والتي تتلقّى مساعدات من خلال الشبكات الإجتماعيّة المحليّة.
من الناحية العددية، بيّنتْ النتائجُ المستقاةُ من التقرير أنّه خلال الفترة الممتدّة بين شهريْ وكانون الأول 2022 سُجِّل وجود نحو 37 في المئة من إجمالي السكّان المقيمين في لبنان يعانون إنعداماً في أمنهم الغذائي. وفي التوزيع فإن 33 في المئة من اللبنانيين المقيمين، أي نحو 1.29 مليون فرد يواجهون مصاعب في أمنهم الغذائي، في موازاة نحو 46 في المئة اللاجئين السوريّين أي ما يوازي نحو 700 ألف فرد (وفق أعدادهم المعلَنة حين إعداد التقرير).
وبالأرقام، برز التنويه بتراكُم زيادات أسعار المواد الغذائيّة وبنسبة تخطّت 2000 في المئة خلال الفترة الممتدّة بين شهر تشرين الاول 2019 وشهر كانون الأول 2022 بسبب تراجع سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار بنسبة 94 في المئة من جهة، ورفع الدعم عن أسعار المواد الغذائيّة خلال العام الماضي من جهة أخرى، فضلاً عن إرتفاع أسعار المواد الغذائيّة وأسعار الطاقة عالميّاً نتيجة الحرب في أوكرانيا.
وفي المعطيات الإحصائية، تلقّى أكثر من مليونيْ مقيم موزَّعين بين 1.2 مليون لاجىء ونحو 820 ألف مواطن مساعدات عينيةً وماليةً من برنامج الغذاء العالمي العام الماضي، من أصلِ تخطيطٍ مسبَق لاستهداف تقديم مساعدات لنحو 2.38 مليون نسمة. فيما بلغ وزن الطرود الغذائية الموزَّعة نحو 46 ألف طن متري لصالح نحو 467 ألف فرد. وبالتوازي تلقى نحو 1.63 مليون فرد تحاويل نقدية بقيمة إجمالية تعدّت 286 مليون دولار. مع التنويه بأن فئات أعمار الأفراد الذين تلقّوا النِسَب الأكبر من المساعدات راوحت بين 18 و59 سنة.
أمّا بالنسبة للتحاويل النقديّة، فقد نوّه التقرير أنّه وبالرغم من أنّ البرنامج قد زاد قيمة هذه التحاويل في ربيع العام الماضي، فإنّ قيمتها الإجماليّة تظل غير كافية للتعويض عن الإرتفاع الكبير في الأسعار وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي من أجل توفير الحدّ الأدنى لمستوى المعيشة.
من منظارٍ آخر، قدّم برنامج الغذاء العالمي حصصاً من المواد الغذائيّة إلى اللبنانيّين الذين يعانون إنعداماً في أمنهم الغذائي نتيجة الأزمة الإقتصاديّة. وبالأرقام، فقد إستفاد نحو 400 الف فرد (51 في المئة إناث و49 في المئة ذكور) من تقديمات البرنامج خلال العام 2022 عبر خطّة البرنامج للإستجابة للأزمة الإقتصاديّة، ما مكّن البرنامج من تحقيق هدفه بمساعدة مئة ألف أسرة.