على الرغم من استمرار أزمة الاستحقاق الرئاسي في شهرها السابع فان الحدث اليوم كان في القاهرة، فبعد تعليق عضويتها منذ اثني عشر عاما على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت سوريا ضد الرئيس السوري عادت سوريا الى الحضن العربي بقرار من وزراء الخارجية العرب حمل الرقم 8914 في دورة غير عادية وفي اجتماع مغلق غابت عنه قطر وبرز تشكيل لجنة اتصال وزارية مؤلفة من لبنان والأردن والسعودية والعراق و مصر والأمين العام للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ بيان عمان والحوار المباشر مع سوريا. وقد أكد وزير الخارجية المصرية سامح شكري على ضرورة عودة سوريا الى السوريين فيما اشار الامين العام احمد ابو الغيط ان تلك العودة لا تعني نهاية الأزمة السورية.
وسارعت الخارجية السورية الى التأكدي بانها تلقت باهتمام القرار العربي. وكانت الجامعة العربية عقدت اجتماعا طارئا ثانيا لبحث الوضع في السودان المشتعل شدد على الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته.
اما في الداخل اللبناني فالتحركات الديبلوماسية والسياسية على خلفية الدفع نحو احداث تبديل او اختراق في الانسداد الذي يحكم الازمة الرئاسية لم تفض حتى الساعة الى تبديل حقيقي في صورة الازمة مع استمرار الدوران في حلقة الستياتيكو القائم منذ سبعة اشهر. ومع استمرار التفسيرات المتناقضة حول جولات السفير السعودي بدت السعودية ثابتة على موقفها بأنها لا تضع فيتو على احد وأن الحلول تأتي من داخل لبنان والرياض ليس لديها اي مرشح. غير ان الثنائي الوطني بدا بدوره مستمرا في دعمه وتاييده رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للوصول الى قصر بعبدا ورهان البعض على تخلي حزب الله عن فرنجية هو رهان خاطئ كما تفيد الاوساط المطلعة.
في المواقف اليوم رفع البطريرك الماروني الصلاة لكي يعمل ذوو الإرادة الحسنة على انتخاب رئيس يكسب الثقة الداخلية والدولية، ويكون قادرا بشخصيته وتمرسه على التعاون مع المؤسسات الدستورية لتوطيد دولة القانون والعدالة. بدوره سأل المطران الياس عودة النواب ألا تخجلون من تقاعسكم وترددكم وضياعكم؟
وبرزت مساء اليوم الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنيلاط الى عين التينة ولقائه الرئيس نبيه بري وكان نقاش في مسألة النزوح السوري الذي دعا جنبلاط الى معالجتها بطريقة هادئة. وقال جنبلاط: السفير السعودي اكد للجميع ان المملكة على مسافة واحدة من الجميع وليس لديها أي فيتو على اي اسم ولا استطيع اتخاذ موقف من دون التشاور مع رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط فالمستقبل له وليس لي.
من تركيا إلى سوريا هزات متفرعة عن زلزال السادس من شباط لا تتوقف وارتداداتها بلغت اليوم مرة أخرى بعض المناطق اللبنانية. هذه الإرتدادات لم تهز الملف الرئاسي في لبنان فبقي ثابتا في دائرة المراوحة رغم الحراك الذي يجري على نيته.
وفي هذا السياق استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في عين التينة بعد لقاء الأخير السفير السعودي وليد البخاري بالأمس في كليمنصو وتأكيد متجدد ألا مرشحين رئاسيين للمملكة كما ليس لها فيتو على أي مرشح.
هذا الموقف يقود إلى إستنتاج واضح مؤداه أن الكرة في الملعب اللبناني أولا.
وفي الملعب اللبناني برز اليوم تشكيك واضح من البطريرك الماروني بشارة الراعي بنوايا المجتمع الدولي ومفوضية شؤون اللاجئين تجاه مسألة النزوح السوري وسأل عما إذا كان وراء الموقف الدولي نية لتوطين النازحين في لبنان.
وفي شأن سوري آخر استعادت دمشق مقعدها في الجامعة العربية في قرار اقر في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة. اللافت في هذا القرار أنه اتخذ بالإجماع ما يعني تخلي بعض الدول العربية عن تحفظاتها السابقة في شأن هذه العودة. على أن هذه الخطوة تأتي تتويجا للانفتاح بين سوريا والدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات. كما تأتي قبل نحو أسبوعين فقط من موعد القمة العربية المقرر انعقادها في السعودية. ومن شأن هذه الخطوة أن تعبد الطريق أمام دعم الدول العربية لسوريا في رحلتها الشاقة لإعادة الإعمار واستعادة التعافي.
وفي هذا السياق ترحيب من الرئيس نبيه بري وتأكيد على أنه بعودة سوريا للعرب وعودة العرب اليها بارقة أمل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك.
وعاد العربُ الى سوريا بعدما ألقوها لسنين في بئرِ حرب كونية شُنت عليها بمختلف أنواع الاسلحة الفتاكة والالسنة الخبيثة. عاد الاخوةُ الى سوريا التي خرجت منتصرة بعدما انتشلتها قوافلُ الشهداء من الجيش والحلفاء من غياهب جبهم ، لم تغيرْ في عقيدتها قيد اُنملة لتتوجَ مجددا على كرسيها في الجامعة العربية ، وتستعيدَ مكانتها في المنطقة ، عادت عزيزةً من على منبر الجامعة العربية في مصر لتدوسَ على صغار المتآمرين وكبارهم .
وبرغم بيانِ العودة الذي حاولَ التقليل من خسائر المهزومين ، ونصرِ دمشق المبين، الا أنه أقرَّ بما لا يدعُ مجالا للشك أنَّ سوريا عادت عضوا كامل الفعالية الى الجامعة. وبلغةِ الاخت الغيورة والمتسامحة، علقت الخارجيةُ السورية على قرار الجامعة العربية بالتأكيد على أهمية العمل المشترك لمواجهةِ التحديات التي تواجهها الدول العربية ، وشددت على أن المرحلةَ القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي يستند على قاعدةِ الحوار والاحترام المتبادل.
وعلى القاعدةِ نفسها يؤكدُ حزبُ الله كسبيلٍ للخروج من الفراغ الرئاسي وانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية في لبنان، فهل ينسحبُ الايقاعُ التوافقي في المنطقة على لبنان؟ حراكٌ دبلوماسي وغيرُ دبلوماسي على الخط الرئاسي لم تتبلور نتائجُه حتى اللحظة ، وان كان سقوط ما بقي من هيكل الدولة يزدادُ لحظةً بعد لحظة مع وضعٌ معيشي خطيرٌ تثقله أزمةُ نزوح كارثية.
ووسط زحمة كل هذه التطورات والملفات حطَّ رئيسُ الحزب التقدي الاشتركي وليد جنبلاط في عين التينة. جنبلاط رفض التعليق فيما خص الملف الرئاسي، وقال انه قد يكون له طلةٌ اعلامية الاسبوع المقبل للحديثِ عن هذا الموضوع.
يوم طالب جبران باسيل، منذ اليوم الاول للحرب السورية، بضبط النزوح السوري المتدفق عشوائيا الى لبنان، كانت العنصرية تُهمة جاهزة منذ عام 2011، وصولا الى شعار “اللاجئين جوا جوا… باسيل برا برا عام 2019. اما الرهان على داعش والنصرة وحكم الاخوان تحت شعار الثورة والربيع، فكان في الذروة، ومقولة “حلق الشوارب” اذا لم يسقط الحكم السوري عام 2012 من ابرز الادلة.
اما اليوم، فصار النزوح السوري عنوان اجتماعات اقليمية، وتجارة سياسية خاسرة لدى افرقاء لبنانيين حضروا الى السوق بتأخير اثني عشر عاما، ليبقى الثابت ان رئيس التيار الوطني الحر كان منذ اليوم الاول على حق.
ويوم نادى جبران باسيل قبل سنوات، بوصفه وزيرا للخارجية، بضرورة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، علت اصوات التخوين، واستمرت المزايدات، من كل حدَب وصوب، حتى امس القريب.
وامس القريب، تبيّن للجميع ان رئيس التيار الوطني الحر كان على حق، مع انطلاق التقارب العربي-السوري، الذي تُّوِجَ اليوم بقرار وزراء الخارجية العرب، بعودة سوريا الى الجامعة، وبدعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى المشاركة في القمة العربية المقبلة اذا رغب.
وفي الملف الرئاسي ايضا، ستُثبت الايام ان جبران باسيل على حق.
فلا رئيس بلا ميثاق، ولا ميثاق بلا تمثيل مسيحي ووطني.
ولا رئيس بلا انقاذ، ولا انقاذ بلا مشروع، ولا مشروع بلا اصلاح.
وكذلك، لا رئيس بلا جو خارجي مؤات، لا يختزل السيادة، بل يواكب الخروج من الازمة وولوج باب الحل.
اما التقارب والتفاهم بين المسيحيين اولا، واللبنانيين ثانيا، فهو الطريق الوحيد، مهما تهرب البعض.
غير ان البداية مجددا مع القاضية القضية. تحرك داعم للقاضية غادة عون امام منزل رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود في بلونة.
قرار العودة، قرار كبير واستراتيجي، جاء إثر اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، وحمل القرار الرقم 8914 الذي تحدَّث عن “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 أيار 2023”.
كما تحدث القرار عن “تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر والأمين العام، لمتابعة تنفيذ بيان عمان”.
الملاحظ أن البيان والقرار لم يتطرقا إلى مسالة النازحين من سوريا إلى دول الجوار ولاسيما لبنان، كما لا إشارة إلى كيفية عودتهم.
سوريا رحبت بالقرار فقالت عبر خارجيتها: “تجدد سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك، أن المرحلة المقبلة تتطلب نهجاً عربيًا فاعلًا وبناءً يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية”.
هكذا، ملف النازحين محط عدم تركيز، إلى حد التجاهل، سواء في بيان الجامعة العربية أو في بيان الخارجية السورية، فهل هذا يأتي من ضمن إبقاء لبنان بعيدًا عن دائرة الاهتمام؟ وما هي مسؤولية المسؤولين اللبنانيين في هذا الإطار؟
هذا الهاجس ركَّز عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي سأل: “هل وراء الموقف الدولي نية توطينهم في لبنان؟ وهل أنهم لا يحبذون عودتهم إلى سوريا خوفا من الهجرة إلى بلدانهم؟ فكيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين وثمانين ألف نازح سوري وثلاثمئة ألف لاجئ فلسطيني؟ فنقول للمجتمع الدولي قدموا مساعداتكم للنازحين السوريين على أرض سوريا وطنهم لكي يواصلوا تاريخهم ويعززوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصل أيها المجتمع الدولي بين الوجه السياسي والوجه الإنساني – الوطني بعودة النازحين إلى بلادهم”.
يأتي قرار الجامعة العربية بعد أيام على زيارة الرئيس الايراني لسوريا وتوقيع الاتفاقات معها. وبين إيران والجامعة العربية، كيف ستتمكن دمشق من التوفيق بين الحضن العربي والحضن الايراني؟ هل تعوِّل على التقارب السعودي الايراني؟
وسط كل هذا الحِراك، أين لبنان وملفاته الساخنة؟ من الرئاسة إلى عبء النازحين؟ هل يكون مجددا في اسفل سلم الأولويات إلى حين البت باستحقاقات المنطقة؟ هل تتحمل الدولة مسؤوليتها قبل أن تطلب من الآخرين أن يتحملوا مسؤوليتهم؟
رئاسيًا، موقف لافت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من ملف الاستحقاق الرئاسي، بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، قال فيه: “لا أستطيع أن اتخذ موقفًا دون استشارة تيمور جنبلاط لأنه رئيس اللقاء الديمقراطي”.
البداية من قرار الجامعة العربية.
في تشرين الثاني من عام الفين واحد عشر وفي يوم سبت عربي إقصائي , قررت الجامعة العربية وعلى مستوى وزراء الخارجية, تعليق عضوية سوريا وسحب السفراء لحين التزام دمشق بتنفيذ بنود المبادرة العربية.وأرفق القرار في حينه بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة السورية , وعلى اعقابها تمت دعوة المعارضة السورية الى القاهرة للبحث في المرحلة المقبلة وبدائلها اثنا عشر عاما على هذا القرار الذي جاء متسرعا عربيا وتلاه الامين العام للجامعة نبيل العربي , ليقف اليوم الامين العام الحالي احمد ابو الغيط ويتلو البيان المعاكس ويعلن موافقة الجامعة على عودة المقعد السوري الى حيث كان وقال ابو الغيط إن سوريا ابتداء من مساء اليوم هي عضو كامل العضوية في الجامعة العربية، ومن صباح الغد لهم الحق في شغل أي مقعد يشاركون فيه. وعن مشاركة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية اوضح ابو الغيط انه: عندما توجه الدعوة من قبل السعودية، وإذا رغب أن يشارك فسوف يشارك.
هي دزينة اعوام بدلت المسارات وغيرت البوصلة العربية ودفعت الى بيان باربعة ارقام يحفظ سيادة سوريا ووحدة اراضيها واستقرارها وسلامتها الاقليمية ويدعو الى مساعدتها على الخروج من ازمتها ومعالجة انعكاسات هذه الازمة على دول الجوار والمنطقة خصوصا عب اللجوء وخطر الارهاب وتهريب المخدرات والمقعد العائد الى دمشق ترجم محليا مقاعد رئاسية ووزعت الحلوى السياسية بين مؤيد ومرحب وآخر متأهب او في حالة ارباك وانتشرت مقاطع لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يتوقع فيها نهاية الاسد واعتباره جثة سياسية والجزم بعدم عودته الى جامعة الدول او حضوره القمة العربية.
وعلى جبهة المهنئين كان الرئيس نبيه بري يتوقع بارقة امل لقيامة جديدة , فيما تدفقت الآمال الاوسع لتعزيز خيار سليمان فرنجية في سياق التسويات العربية, ولفت كلام للنائب طوني فرنجية يعتبر فيه ان اعادة توحيد العرب هو انتصار لكل مؤمن بالانفتاح والاعتدال والعروبة والمؤمن هنا هو والده على وجه التحديد. اما ” ابو تيمور ” فهو سيتشير ابنه في المعطى الرئاسي , وهو اعلن بعد لقائه الرئيس نبيه بري ان النائب تيمور جنبلاط هو رئيس اللقاء الديمقراطي وسوف أتشاور معه والمستقبل له. واكد جنبلاط ان السفير السعودي وليد البخاري اعطى الكلام نفسه حول ان المملكة على مسافة واحدة من الجميع وليس لديها اي فيتو على اي اسم وعلق جنبلاط على عودة سوريا الى الحضن العربي مبديا استياءه من ” الانشا العربي ” وعبارة الحضن ووعد جنبلاط بموقف خلال الاسبوع المقبل وعبره ستتضح صورة الاصطفاف الرئاسي الجنبلاطي بعد ان تركت السعودية الخيار للبنانيين انفسهم اما دولة قطر والتي عارضت عودة سوريا الى حضن الجامعة فإن احضانها الرئاسية توسعت اليوم في لبنان وجال موفدها على كل من فرنجية في بنعشي والنائب فيصل كرامي في طرابلس.