اتهم بعض المشايخ والقضاة والموظفين في دار الفتوى، المفتي عبد اللطيف دريان بـ”التواري” و”التهرّب” من مسؤوليّة إيجاد حل لتآكل رواتبهم، جراء الأزمة الاقتصاديّة. ويسأل هؤلاء عما إذا كانت المتاعب الصحية لا تشمل رحلات “استجمام” إلى تركيا التي يزورها دريان باستمرار والتي تملّك فيها منزلاً لتقاعده.
وبحسب صحيفة “الأخبار”، كان اعتماد ديران على تبرّعات الرئيس سعد الحريري وبعض رجال الأعمال الذين خفّض معظمهم مساهماتهم. وطرق دريان أبواب السعوديّة مراراً من دون أن ينجح في إعادة فتح “حنفيّتها”، وآخرها أثناء أدائه مناسك العمرة في شهر رمضان الماضي، لكنه عاد خالي الوفاض “لأنّ السعوديين عاتبون عليه لعدم تلبيتهم بمواقف متقدّمة ولاستمرار تدثّره بعباءة الحريري”. وفي ظلّ إقفال الأبواب الخليجيّة في وجهه، اضطرت أوقاف بيروت التي لطالما نعمت ببحبوحة مالية، إلى الاستدانة من أوقاف صيدا لتسيير شؤونها، لا بل يتردد أن المبلغ “دوبَل” أخيراً.
وينقل المشايخ وأئمّة المساجد وموظفون في الجهاز الديني عن المفتي قوله لهم: “هذه رواتبنا. استقيلوا في حال لم تعجبكم، ولستُ أنا الذي أرفع الدولار”. كما يحمّلونه مسؤوليّة توقّف “المكرمة” الإماراتيّة، إذ كان “بإمكانه استخدام علاقاته مع الإماراتيين لعدم توقيفها”، وهو أيضاً ما يعتبرونه سارياً على المساعدة القطريّة التي كان يفترض أن تُعطى لأئمّة المساجد والمُساعدين بمعدل 150 دولاراً لكلّ منهم. وأسوأ “الروايات” تلك التي يردّدها عدد من المشايخ حول سوء إدارة توزيع المساعدة القطرية، ما ساهم في توقيفها، وأنّ “داتا” التوزيع “تبخّرت” بفعل حريق شب في دار الفتوى السنة الماضية.