في الوقت المحتسب بدلاً عن شاغر رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري بطاقة الوحدة في وجه أيّة قوة تحاول النيل من لبنان بالإنقسام أو الشرذمة داعياً اللبنانيين إلى إعتماد خطة الفريق الوطني الواحد في الأداء والسلوك من أجل إنجاز الإستحقاقات الوطنية.
ولأن الروح الرياضية هي درب النجاح في المجالات كافة سياسية وغير سياسية كان الحثّ للقوى السياسية على مقاربة القضايا والعناوين المتصلة بحياة الدولة ومؤسساتها وفق هذه الروح.
وبالحديث عن الخطط يؤكد الرئيس بري على دعمه الثابت لترشيح سليمان فرنجية وفق خطة لا يعترف بسواها هي الخطة “ألف” أما باقي حروف الأبجدية فليست موجودة في قاموسه السياسي.
واليوم حضر الملف الرئاسي خلال لقاء رئيس المجلس مع السفير السعودي وليد البخاري الذي نقلت أوساط إعلامية عنه قوله إن بلاده لا ترتضي الفراغ الرئاسي المستمر والموقف السعودي يشدد على ضرورة الإسراع بإنتخاب رئيس قادر على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني.
في المنطقة لقاء قمة تاريخي يجمع بين الرئيسين السوري والإيراني بشار الأسد وإبراهيم رئيسي في تكامل بين العودة العربية إلى دمشق والعلاقة الإستراتيجية مع طهران لاسيما في ضوء ما تشهده المنطقة من ترتيب أوراق بعد الإتفاق الإيراني – السعودي.
الرئيسان الأسد ورئيسي وقعا مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الايرانية/ ووقعا عدة اتفاقيات تعاون في عدة مجالات.
أبعد من المنطقة كان الحدث روسياً وتحديداً في قلب الكرملن الذي أعلن عن إحباط هجوم أوكراني على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر إطلاق مسيرات فوق مقر إقامته وهو ما رأت فيه موسكو عملاً إرهابياً مخططاً ومحاولة لإغتيال بوتين معلنةً الإحتفاظ بحقها في إتخاذ إجراءات إنتقامية أينما وكيفما تراه مناسباً.
زيارةُ السفير السعودي التي كان يترقبها نبيه بري، حصلت اليوم.
وقد استبقها رئيسُ المجلس بمقابلة صحُفية صباحية، واصل فيها التعبيرَ عن التفاؤل بحظوظ سليمان فرنجية، كمرشحٍ وحيدٍ لرئاسة الجمهورية بالنسبة اليه، فهو لا يعترف سوى بالخطة “أ”، كما قال، وباقي حروفِ الأبجدية ليست موجودةً في قاموسه السياسي.
غير ان الردَّ المباشر على تمسّكِ رئيسِ أمل برئيس المردة، جاء سريعاً ببيانٍ جديدٍ للقوات، جاء فيه: إذا كان كلامُ بري بهذه الدّقّة، فلماذا لم يصل بعد البريدُ الأميركيُّ والفرنسيُّ والسعودي، أم أنّ هذا البريد ما زال بنسخةِ القرن الثامن عشر؟ سألت القوات، لتضيف: إذا كان كلامُ بري صحيحًا فلماذا لم تُتَرجم تمنياتُه بعد في صناديق الاقتراع؟ وتابع البيان قائلاً: في الوقائع والحقائق، إنّ تمسُّكَ الممانعة بمعادلة “مرشحُنا أو الطوفان” لم ولن تبدِّل في المعطياتِ الخارجيةِ ولا الداخلية قيدَ أنملة، والشغورُ على حاله بسبب هذه المعادلة، والقادمُ من الأيام سيثبت أكثرَ فأكثر صحةَ ما نقول وخطأَ ما يقوله بري.
وتابع بيان القوات بالتشديد على ان عدمَ الدعوة إلى جلساتٍ رئاسيةٍ جديدة مردُّه إلى حقيقةٍ ساطعة وهي أنّ مرشّحَ بري ليس لديه أيُّ فرصة. وتوجه بيانُ القوات الى رئيس المجلس بالمباشر بالقول: إن أكثرَ ما ينطبق على موقفكم الرئاسي، هو المثلُ القائل “عنزة ولو طارت”، وعلّكم تدركون أنّ العنزةَ لا تطير، وأن تطييرَ الانتخاباتِ الرئاسيةِ لن يؤدي لا حاضرًا ولا مستقبلاً إلى انتخابِ مرشّحٍ ممانعٍ لرئاسة الجمهورية، ختم بيانُ القوات، الذي يرى فيه كثيرون مؤشراً واضحاً الى موقف الرياض.
فهل ابلغ البخاري بري بهذا الجواب؟
الجوابُ على هذا السؤال لن يتأخر. اما اجراءُ الاستحقاق، فهو الذي سيتأخر، في انتظارِ التراجعِ عن مرشحِ الفرض، في مقابل التخلّي عن مرشحِ التحدي، والتفاهمِ على رئيسٍ للإنقاذ، ينبثق من الميثاق، ويتوِّجُ مشروعاً واضحاً مُتَفقاً عليه للخروج من الأزمة، يكون وحدَه الخطة “أ” التي لا بديلَ عنها، والتي توحّد الجهودَ لتحقيق النهوض.
أكثرُ من زيارةٍ وابعدُ من اتفاقاتٍ هي رحلةُ الرئيسِ الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى سوريا ..
على اجنحةٍ نمت في ظلِّ عقودٍ من العلاقاتِ الاستراتيجيةِ وصلَ الرئيسُ السيد ابراهيم رئيسي الى دمشق، وعلى طريقٍ تعمّدت بالتضحياتِ المشتركةِ بينَ البلدينِ مشى الرئيسانِ في مسارِ ترسيخِ الاتفاقاتِ الاستراتيجية ..
وكما اَنتجت تلكَ الاتفاقاتُ حفاظاً على سلامةِ ووحدةِ الترابِ والنسيجِ السوريينِ، فانَ تجديدَها يؤمَّلُ ان يحافظَ على ثباتِ البلدينِ في الحربِ الاميركيةِ الاقتصاديةِ المفروضةِ عليهما ..
فسوريا حكومةً وشعباً اجتازت مصاعبَ كبيرة، وحققت الانتصارَ رغمَ التهديداتِ والعقوبات، كما قالَ السيد رئيسي، وكلُّ التغيراتِ الإقليميةِ والخارجيةِ لم تكن قادرةً على التأثيرِ على العلاقاتِ الأخويةِ بينَ البلدينِ التي تعمّدت بالدم ..
وبناءً على تجربةِ العلاقاتِ هذه، يجبُ أن يكونَ لإيرانَ حضورٌ فاعلٌ في إرساءِ السلامِ المستقرِّ والدائمِ وإعادةِ بناءِ سوريا، كما أكدَ الرئيسُ بشار الاسد لضيفِه الايراني ..
وعلى طريقِ اعادةِ البناءِ كانَ توقيعُ اتفاقاتٍ هامةٍ وعديدةٍ منها نفطيةٌ وكهربائيةٌ واخرى لتعزيزِ شبكةِ السككِ الحديديةِ والصناعاتِ الصُلبةِ بينَ البلدين ..
اما اصلبُ المواقفِ واوضحُها فكانَ من مقامِ السيدةِ زينبَ عليها السلامُ في ريفِ دمشق، حيثُ كانَ عبقُ الشهادةِ والتضحياتِ التي حمَت سوريا واهلَها بالتكاتفِ والتظافرِ بينَ الجيشِ السوري واهلِ الوفاء.. هناك كانَ الجرحى وعوائلُ الشهداءِ وحشودٌ شعبيةٌ باستقبالِ الزائرِ الكبير .. وهناكَ تجسدَ العنوانُ السوريُ الايرانيُ الثابتُ والعميق: قاوَمْنا معاً ونبني معاً..
من سوريا المنتصرةِ الى فلسطينَ المقاوِمةِ على طريقِ الانتصار، حيثُ كانَ مجاهدوها يَبنُونَ بدماءِ شهدائِها اصلبَ المعادلات.. فبعزيمةِ الشهيدِ القائدِ الشيخ خضر عدنان، دكت صواريخُ المقاومةِ مستوطناتِ الاحتلال، وأكدت للصهاينةِ انَ لكلِّ جريمةٍ يقترفونَها عِقابا..
في لبنانَ حيثُ الجريمةُ بحقِ اهلِه مستمرةٌ معَ تعمدِ بعضِ القوى اطالةَ الازمةِ بالفراغِ الرئاسي، كانت دعوةُ الرئيس نبيه بري الجميعَ للعملِ كفريقٍ وطنيٍ واحدٍ لحمايةِ لبنانَ من المخاطرِ الوجودية..
مخاطرُ قالَ السفيرُ السعوديُ من عينِ التينة اِنَ بلادَه لن ترضى باستمرارِ الفراغِ الرئاسيِّ المؤسسِ لهذهِ المخاطر …
في مرحلة التقارب العربي – السوري، جاءت زيارة الرئيس الإيراني لسوريا… الزيارة تتضمَّن محادثات عسكرية وسياسية واقتصادية، ففي عداد الوفد الإيراني، بالإضافة إلى وزير الخارجية، وزير الطرق وبناء المدن مهرداد بذر باش، ووزير الدفاع محمد رضا آشتياني، ووزير النفط جواد أوجي. فهل تشكل هذه الزيارة نوعاً من فرملة الإندفاعة السورية في اتجاه دول الخليج؟ أم أن دمشق تحاول الإفادة من التقارب السعودي – الايراني؟
الرئيس الإيراني كالَ المديح للرئيس السوري، فأعلن أن “سوريا حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فُرضت ضدكم”.
في لبنان، برز تحرك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي زار دار الفتوى وعين التينة. دار الفتوى أكدت مصادرُها للـLBCI أن ما سمعته من السفير السعودي هو الكلام عن مواصفات الرئيس من دون الدخول في تفاصيل الأسماء. ومن عين التينة، قال البخاري: الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق.
وهذا المساء زار السفير البخاري معراب والتقى الدكتور جعجع.
في الشأن البلدي، قفز إلى الواجهة اليوم، قرار المجلس الدستوري تعليق نفاذ التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، إلى حين البت بالطعون، فهل في هذا التطور اتجاه معيَّن إلى ما سيكون عليه القرار؟
تخصبت المنطقة بزيارات بدأت برئيسي في دمشق وزيارات البحث عن رئيسنا في لبنان والتي بدأت معالمها بانقشاع الرؤيا تدريجيا من خلال جولة السفير السعودي وليد البخاري على المرجعيات السياسية والدينية /./ ففي اول جولة ايرانية من نوعها على سوريا كان ابراهيم رئيسي يفتتح من الشام مرحلة اعادة الاعمار ويترأس وفدا اقتصاديا سياسيا رفيعا ويوقع مع الرئيس بشار الاسد اتفاقيات تعاون استراتجية / واتخذت زيارة رئيسي بعدها الديني الاوسع من خلال الحج الى مقام السيدة زينب التي تختصر كل المقدسات بالنسبة الى ايران / ولهذا التعاون السوري الايراني ان تنعكس مفاعليه على مجريات عودة سوريا تدريجيا الى الساحات العربية وما سيتم تقريره في قمة الرياض /./ اما لبنان فهو على هامش القمم او ادنى بقليل /
لكن هذا لا يعني عدم مشاركته في فعاليات القمة / اذ سيتمثل عبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بوكالته عن رئيس الجمهورية المغيب بقرار لبناني /./ ولما كان لبنان ينتظر عودة السفير البخاري لاستيفاء ملامحه الرئاسية / فإن هذه الملامح ظهرت بشكل مبطن وهي تحتاج الى القراءة بين الكلمات / ففي الشكل عاد البخاري ملتحيا وفي المضمون يلتحف موقفا مرنا / فقد ارتأى البخاري افتتاح جولاته من دار الفتوى ولقاء المفتي دريان قبل ان تعلو البسمات على وجهه في لقاء الرئيس نبيه بري وهو قال للجديد بعد الزيارة : لا نرتضي الفراغ الرئاسي المستمر الذي يهدد استقرار الشعب اللبناني ووحدته
فهل تفسير ذلك ان ملأ الفراغ وبشكل فوري وعاجل سيكون عبر عدم الممانعة السعودية في انتخاب فرنجية ؟
لم يعرف ماذا اذا كان هذا التوجه على وجه التجديد لكنه البخاري زار بعد ذك رئيس حزب القوات سمير جعجع وكان الطريق الى معراب اطول من مدة الجلسة مع طاقم القوات برئاسة جعجع.
وبعد الزيارة قال البخاري ان الانتخابات الرئاسية شأن سيادي لبناني ويعود للبنانين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل وتقف المملكة خلف خياراتهم .
هنا جاء الموقف اكثر وضوحا اذ بدأ السفير السعودي
بالهبوط التدريجي على سلم فرنجية وذلك عبر عدم تمسكه بمواصفات سابقة ترسم للرئيس مزايا قد تشدد بها .. لكنه ترك هذا الخيار للبنانيين انفسهم .
وربطا برياح الشمال الرئاسية كان كلام الرئيس نبيه بري
يدور في فلك امتلاكه كلمة سر سعودية فرنسية تطابق مواصفات رئيس تيار المردة .
وعلامة هذا التطابق ان معراب تمردت على استنتاجات بري واصفة سرده الرئاسي بانه عنزة ولو طارت
لكن بالنسبة الى نبيه بري فهو طير الفيل سابقا.. والعنزة تفصيل .