يلوح في الأفق الاثنين إضراب آلاف كتاّب السينما والتلفزيونيين الأميركيين الذين يطالبون بزيادة أجورهم، بعد فشل الاتفاق مع الفاعلين في القطاع في هوليوود، ومع اقتراب انتهاء المهلة التي منحوها لهم.
وتتحادث الاستوديوهات والمنصات الرقمية البارزة في هوليوود مع نقابة الكتاب الأميركية التي تهدد بالإضراب بعد منتصف الليل، إذا لم يتوصلا إلى أي اتفاق.
ومن شأن الخطوة أن توقف بث برامج ناجحة تُعرض مساءً، وتؤخّر بصورة كبيرة عرض مسلسلات تلفزيونية وأفلام من المقرر طرحها هذا العام.
ويعود آخر تحرّك اجتماعي كبير في هوليوود إلى 2007-2008 حين نفذ كتاب السيناريو إضراباً شلّ المجال السمعي والبصري في الولايات المتحدة، استمر مئة يوم، وكبّد القطاع خسائر بملياري دولار.
ويطالب كتاب السيناريو برفع أجورهم وبحصة أكبر من الأرباح، بينما تؤكد شركات الإنتاج أنها مضطرة لخفض تكاليفها بسبب الأوضاع الاقتصادية.
ويقول كاتب تلفزيوني مقيم في لوس أنجلوس: “الجميع في أجواء أن إضراباً سيبدأ”، مشيراً إلى احتمال التوصل إلى اتفاق “من شأنه تحديد كيف ستدفع الشركات أجورنا راهناً ومستقبلاً”.
ويؤكد كتاب السيناريو أنهم يواجهون صعوبات في العيش من مهنتهم، في ظل ركود رواتبهم أو انخفاضها بسبب التضخم، في وقت تحقق فيه الشركات أرباحاً وترفع رواتب المديرين التنفيذيين فيها.
وتمثل الخلاف الرئيسي في طريقة احتساب رواتب كتاب السيناريو، عن المسلسلات المعروضة عبر منصات البث التدفقي والتي غالباً ما تبقى مُتاحة لسنوات بعد كتابتها عبر المنصات.
ويتلقى كتاب السيناريو منذ عقود مبالغ عن إعادة استخدام أعمالهم، مثل إعادة عرض عمل تلفزيوني أو بيع أقراص “دي في دي”.
لكن مع منصات البث التدفقي، بات الكتاب يتلقون سنوياً مبالغ ثابتة، حتى لو حقق العمل نجاحاً عالمياً على غرار مسلسلي “بريدجرتن” و”سترينجر ثينغز” اللذين حصدا مئات ملايين المشاهدات حول العالم.
وتدعو نقابة الكتاب الأميركية إلى إعادة النظر في المبالغ التي تُعد “منخفضة جداً لإعادة استخدام الأعمال عالمياً”. والتطرق إلى تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي على مهنة كتابة السيناريو.
أما الاستوديوهات التي يمثلها تحالف منتجي السينما والتلفزيون، فتشير إلى أن المبالغ التي دُفعت لكتاب السيناريو عن إعادة استخدام الأعمال وصلت في 2021 إلى مستوى قياسي بلغ 494 مليون دولار، مقابل 333 مليون دولار، قبل عشر سنوات. بسبب الزيادة الكبيرة في وظائف كتابة السيناريو بعد ارتفاع الطلب على منصات البث التدفقي.
وبعد إنفاق هذه المنصات مبالغ كبيرة سعياً لرفع أعداد المشتركين فيها، يؤكد مديروها أنهم يواجهون راهناً ضغوطات كبيرة من المستثمرين لخفض الإنفاق وتحقيق أرباح.
وينفون التذرّع بالصعوبات الاقتصادية لتعزيز موقفهم في المفاوضات مع كتاب السيناريو.