/ مرسال الترس /
فاجأت الكثيرين، مشاركة كتلة نواب “الحزب التقدمي الاشتراكي” عبر ممثل عنها هو النائب الدكتور بلال عبد الله بتكليف رسمي من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، في اللقاء الذي نظمته السفارة الإيرانية في بيروت لوزير خارجية الجمهورية الاسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان مع نواب يمثلون بعض الكتل النيابية المحسوبة على ما يُطلق عليه توصيف “الممانعة”. رفض حزب “الكتائب اللبنانية” المشاركة في اللقاء” الذي حاولت وسائل الاعلام التي تدور في فلك قوى 14 آذار إلباسه أكثر من ثوب فضفاض يرتبط بالاستحقاق الرئاسي في لبنان، وبالسعي لدعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي أعلن “الثنائي الشيعي” تأييده لترشيحه.
المفاجأة تكونت من مسلمتين:
الأولى أن اللقاء مع رأس الديبلوماسية الإيرانية لم يتطرق إلى الأسماء المطروحة في التداول الاعلامي كمرشحين للاستحقاق الرئاسي في لبنان.
والثانية إلى سلسلة من المواقف والتصريحات التي أدلى بها جنبلاط الأب، منذ الأشهر الستة التي أعقبت الفراغ في قصر بعبدا.
ففي بداية الطريق، كان جنبلاط، إلى جانب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وآخرين، من أكثر المتحمسين لترشيح رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض. ولكن خلال العدد الأخير من جلسات الانتخاب الإحدى عشرة التي عقدها مجلس النواب، بدأت الرياح الجنبلاطية تهب بعيداً عن هذا الاختيار، لتكون مركزة بشكل أكبر نحو اسم صلاح حنين، وبشكل أقل حماسة نحو الوزير السابق جهاد أزعور وربما إسم آخر…
ولكن، على هامش فشل مساعي بكركي في تكوين لائحة مرشحين بين مختلف الأفرقاء، ولاسيما المعارضين منهم، عبّر “أبو تيمور” عن سخطه من آليات التركيبات التي يجري البناء عليها، ليظهر في إحدى إطلالاته المتلفزة ويعلن أنه “أوقف الترشيح”، وترك الأمر لـ”الكبار” مسمياً “حزب الله” و “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”التغييريين”.
وبين هذه وتلك، كانت الاتصالات والمواقف بين “بيك المختارة” و”حارة حريك” قد تناغمت على أكثر من مفصل سياسي ووطني، ولكنها لم تصل إلى حد الاتفاق أو عدم الاختلاف، كما هو ظاهر وحاصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري!
الواضح أن مشاركة ممثل عن جنبلاط في لقاء السفارة الإيرانية، ترك للمراقبين حرية رسم أكثر من علامة استفهام حول تموضعه الجديد الذي على ما يبدو أنه لن يكون تحت مظلة من يصنفون أنفسهم “معارضة”، والذين لم يتوقفوا عند أي اسم اقترحه جنبلاط، بل يريدونه أن “يبصم” على من يختارونه هم.
هل يسير “سيد المختارة” بخيارات “المعارضة؟ أم أن السرعة التي يتقنها في مقود حركته، ستساعده ـ كما العادة ـ في الانتقال من موقع الى آخر من دون تكليف؟