/ مرسال الترس /
الذين يعرفون رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية تمام المعرفة”، ويتابعون هواياته العديدة: في الصيد البري من خلال رؤوس “الأيل” على جدران منزله الخشبي في بنشعي. أو في التصوير الفوتوغرافي الاحترافي إن على الأرض أو من الجو، عبر الصور التي تملأ العديد من الجدران المميزة في بعض المقرات الروحية أو المنازل الخاصة في زغرتا، أو في منازل محبيه على طول الخريطة اللبنانية. أو في صيانة الأسلحة القديمة النادرة، التي يتصدر بعضها بحرفية مميزة زوايا أو بعض منصات هذا المكتب أو غرفة الجلوس التي يرتاح في اللجوء الى إحدى أريكاتها… وقفوا مؤخراً مستغربين أن الرجل بدأ يتصرف وكأنه تسلّم مهامه رسمياً في القصر الرئاسي، ويعقد الاجتماعات المكثفة البعيدة عن الأضواء الاعلامية وفلاشات المصورين، والتي بدأت تسرق منه تلك الهوايات وتحصره في “بروتوكول” يجب أن يعتاد عليه في السنوات الست المقبلة.
فمنذ أن عاد “أبو طوني” من العاصمة الفرنسية، حيث التقى المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل ـ وربما أعلى منه رتبة ومقاماً ـ وهو يدرس جيداً كل الخطوات والإطلالات، إن عبر منصة بكركي التي شكلت صعقات كهربائية متتالية في أوساط المعارضة التي صدرت عن بعض أركانها ومكوناتها سلسلة من المواقف التي تعكس بلبلة واضحة في الصفوف، والإكثار من تسريب أنباء عن اتجاه لفرقاء المعارضة أنهم بصدد الاتفاق على إسم مرشح واحد يكون قاسماً مشتركاً في ما بينهم، ويستطيع تسجيل الأرقام التي ترضي طموحاتهم في إيجاد “كلاي” الرئاسة القادر على مواجهة فرنجية الذي يؤكد أنه لم يلمس حتى الآن أي فيتو عليه من العواصم الإقليمية أو حتى الدولية.
في المقابل، يحاول بعض المعارضين لوصول فرنجية، عبر الإعلام، تركيب فلاشات إخبارية وتوزيعها، تارة عبر هذه المنصة الخليجية أو تلك المنصة الأوروبية، لاعتقاده أنه بهذه الطريقة يستطيع تبديل آراء كبار المسؤولين العرب والغرب الذين عادة ما يرسمون خرائط طرق مستقبل الشعوب.
الذي يزيد من ارتياح فرنجية، وعزمه على بدء حياة حديدة في محيط العاصمة وقصرها الرئاسي في بعبدا، أن الأصداء التي تبعته من باريس، والتي التقت وجوهاً في الصف المسيحي اللبناني المتشبث بالمعارضة ومنهم رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل، نقلت تأكيدات أن “الأم الحنون” قد أسدت نصائح واضحة بوجوب التقرّب من الزعيم الشمالي، لأن ما تحمله الأسابيع المقبلة سيكون حاسماً بأن الاسم الذي سطع في 17 آب عام 1970، سيتكرر في قصر بعبدا عام 2023!