أكدت مصادر متعددة تواصلت معها «الشرق الأوسط» في باريس أن الموقف الفرنسي حيال انتخابات الرئاسة في لبنان لم يتغير، وهي ماضية في دعم وصول الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مقابل وصول القاضي والدبلوماسي السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة.
ورغم الاعتراضات على هذا الخيار، التي نقلت إلى الخلية الدبلوماسية في قصر الإليزيه مباشرة أو عبر السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، وآخرها من النائب سامي الجميل، رئيس حزب الكتائب، وقبله من أركان المعارضة اللبنانية ومن نواب مستقلين، فإن المصادر تؤكد أن الجانب الفرنسي «ماضٍ في خياره»، وأن الأسماء البديلة التي نقلت إليه قوبلت بحجج متنوعة، أبرزها أن «حزب الله» لا يقبل بها، أو أنها «غير معروفة»، وذهب أحد المصادر إلى تأكيد أن الجانب الفرنسي «لا يريد سماع أي اسم آخر» غير فرنجية، مرشح «الثنائي الشيعي».
والحجة الرئيسية لدى باريس أن «حزب الله» هو الجهة القادرة على إطالة الفراغ إلى أي أمد يرتئيه، كما فعل عام 2016، ومن وجهة نظر باريس، فإن أي مرشح لا يقبله «حزب الله» سيكون وصوله إلى قصر بعبدا «مستحيلاً»، كما يرى المصدر المذكور سبباً آخر لـ«التعنت» الفرنسي، وهو أن باريس «لا تستطيع بين عشية وضحاها الانقلاب على السياسة التي انتهجتها منذ شهور».
وبينما تتخوف باريس من استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان، هناك خيبة من المسار الذي تسلكه، ليس بسبب دفعها فرنجية، بل لأنها لا تتفهم، كما يقول المعارضون، المخاوف والاعتراضات والفاتورة المرتفعة التي سيدفعها لبنان إذا كان «العهد الجديد» مستنسخاً عن «العهد السابق»، بحيث تكون الطريق إلى «جهنم» سالكة على الخطوط كافة.