هل سجّل رياض سلامة اعترافاته؟

/ رندلى جبور /

هذه المرّة يمكن القول إنّ الموس وصل فعلياً إلى رقبة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو يعلم ذلك.

وهو يعلم أيضاً أنه إذا صمت يدفع الثمن لوحده، وإذا تكلّم يدفع معه المتورطون من المنظومة الثمن، ولكنّ حياته قد تكون في خطر، لأنه يحشى أن يلجأ البعض الفاسد لحماية نفسه من خلال التخلّص مِن أول مَن يتم القبض عليه كي لا تكرّ السبحة.

ووفق المعلومات، فقد قام سلامة بتسجيل اعترافات مسبقة عن حقائق متعلقة بالجرائم المالية التي أوصلت لبنان إلى الانهيار، وأفرغ فيها الكثير مما في جعبته، ولكن حتماً ليس كل شيء، من باب الخوف من أن يدفع الأثمان وحيداً، أياً تكن هذه الأثمان.

وتشير المعلومات أيضاً إلى أن سلامة أرسل هذه التسجيلات بواسطة نواقل تسلسلية (USB) إلى من يعنيهم الأمر من المتورطين في الداخل ليقول لهم بوضوح: إذا لم تستمروا بحمايتي، ستكونون أنتم أيضاً في خطر.

فهل ينجح بحماية نفسه بهذا التهديد؟ وهل تكون اعترافاته بداية لعقاب جماعي يفكّك هذه المنظومة العميقة؟ وهل يسير على خطى مروان خير الدين الذي أبدى كل استعداد لقول الحقيقة المتعلقة بلعبة “الموارد” مع الأخوين سلامة أمام القضاء الفرنسي، مقابل تخفيف العقوبة عنه والحفاظ على حريته، فيكون عندها مساعداً للعدالة بدلاً من أن يكون مجرماً مالياً؟

الأكيد أن الحقيقة موجودة والاعترافات جاهزة، ولكن يبقى الانتظار متى ستخرج إلى العلن، وأين، وكيف، وما هي مفاعيلها؟