بعد قضية انتحار فتاة إثر الضغط النفسي بسبب صورة مخلة مفبركة لها، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا حذر فيه من ابتزاز الناس بالاتهامات المنتحلة.
وعلى حسابه الرسمي في “فيسبوك”، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في بيان: “اتهام الناس بالباطل، والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان جريمة لاإنسانية خبيثة، قرنها الله تعالى -في النهي عنها- بعبادة الأصنام، والزور هو فحش الكذب، والفجور فيه”.
وأضاف البيان: “ابتزاز الناس بالاتهامات المُنتحَلة من خلال الصور المزيفة باستخدام البرامج الحديثة أو غيرها من الطرق التي يمكن بها الطعن في أعراض الناس وشرفهم؛ إنما هو إفك بغيض وإيذاء بالغ وبهتان محرم، حذَّر منه المولى سبحانه، ومن مغبة ارتكابه، والخوض فيه”، مشيرا إلى أنه “لآثار هذه الجريمة النكراء على الأفراد والمجتمعات، في الواقع الحقيقي والافتراضي، ولتحقيق غايات الإسلام العليا في حفظ النظام العام، ومنظومة القيم والأخلاق، توعد الله تعالى فاعل هذه الجريمة بالعذاب في الدنيا والآخرة، وحَرَمَه من رحمته سبحانه”.
وشدد مركز الأزهر على أنه “ينبغي أن لا يكون الإنسان متجاوزا لحدود الله، خائضا في أعراض الناس، إذ هو بذلك يهون في عيون الخلق، ويسوء مآله عند الخالق سبحانه، بل عليه أن ينشغل بمعالي الأمور مما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنَّفع في الدين والدنيا والآخرة، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به”.
هذا وقال “الأزهر الشريف” على صفحته في “فيسبوك” أيضا: “مراعاة مشاعر الناس، وحفظ سمعتهم في مجتمعاتهم من حقوقهم التي كفلها الإسلام لهم، وتوعد من انتهكها بسوء العاقبة وعظيم الجزاء..وصنف اتهام الناس بالباطل والكذب ضمن المعاصي الكبرى، والجرائم الدنيئة، التي لا تنحصر أضرارها على مستوى الأفراد والمجتمعات، والتي تدل على خبث من اتصفوا بها”.
ويذكر أن أنهت فتاة مصرية حياتها بعد تناولها عقاراً ساماً، بعد انتشار صور مفبركة لها بين أبناء قريتها بمحافظة الغربية، شمالي مصر.
وكانت أسرة الفتاة بسنت قد تقدمت ببلاغ إلى مركز الشرطة بقرية كفر يعقوب تطالب فيه بالتحقيق في انتشار صور مفبركة لابنتهم على موقع «فيسبوك»، ويتهمون فيها شابان بأنهما وراء الحادث، مطالبين بسرعة إلقاء القبض عليهما والتحفظ على هاتفهما المحمول للتأكد من تسببهما بالواقعة.
وفوجئت بسنت، البالغة من العمر 16 عاماً بانتشار مجموعة صور خادشة للحياء لها على موقع «فيسبوك»، وتناقلها أهالي القرية، وحاولت الفتاة تبرئة نفسها أمام أسرتها وأبلغتهم بأن شاباً حاول إقناعها بإقامة علاقة غير شرعية معه وعندما رفضت هددها بنشر صور مفبركة لها على «الإنترنت».
ونفذ الشاب المتهم تهديده ونشر الصور، ولكن لم تصدق الأسرة الشائعات المتداولة حول ابنتهم، وتأكدوا من براءتها، وحاولوا دعم بسنت، إلا أن نظرات أهل القرية زادت الوضع سوءاً، وأصابت الفتاة باكتئاب حاد.
وبعد فترة من انتشار الصور، قررت بسنت إنهاء حياتها بواسطة عقار سام، وعقب أدائها لصلاة الجمعة اليوم، كتبت رسالة وداع إلى والدتها، ونفذت خطتها ورحلت عن العالم، وكتبت فيها: «ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد».
وألقت الشرطة المصرية القبض على المتهم والتحفظ على هاتفه المحمول، لفصحه والتأكد من ارتكابه للواقعة بالتعاون مع شاب آخر ساعده في فبركة الصور، وينتظر الشابان إحالتهما إلى جهات التحقيق الخاصة.