جبران وباسيل

“معراب الثاني”… ساقط حتماً!

/ مرسال الترس /

كَثُرت التحليلات والاستنتاجات التي تتحدّث عن اتصالات جارية سراً، تحت مسمى “مفاوضات”، بين أكبر تكتلين نيابين مسيحيين، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وأنهما باتا قاب قوسين أو أدنى من تجديد التوافق بينهما، على غرار “اتفاق معراب” الذي أُعلن في العام 2016 بين الطرفين وأدى إلى وصول رئيس “التيار البرتقالي” آنذاك العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا.

سيُطلق على الاتفاق الجديد، في حال التوصّل إليه، تسمية “معراب 2″، على خلفية أن رئيس “التيار” الحالي النائب جبران باسيل على استعداد للتوجه إلى مقر رئيس “القوات” سمير جعجع في معراب، للحؤول دون وصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، للتوقيع على مثل هذا الاتفاق الذي سيكون “عرّاباه” على الأرجح النائبان ابراهيم كنعان وملحم رياشي، وهما اللذان صاغا النسخة الأولى منه.

ولكن مراجع “خبيرة” بتاريخ التواصل بين الزعماء المسيحيين لم تقتنع بإمكانية حصول هذا الاتفاق الجديد، مستندة الى المعطيات التالية:

*من الصعب التصديق أن الرجلين سيعاودان فتح صفحات جديدة بينهما، ولاسيما أن عامل الثقة قد فُقد بين الطرفين إلى ما دون الصفر على 6 سنوات!
*إن جعجع صرّح أكد علناً، مراراً وتكراراً، أنه ليس في وارد التواصل مجدداً مع باسيل، وقال “مقولة الاتفاق لا أساس لها، إلاّ إذا فك باسيل تحالفه مع حزب الله ربما”. وأي عودة عن مثل هكذا قرار ستكون لها تداعيات سلبية عليه، إلاّ إذا اعتمد قاعدة “لا عداوة أو صداقة دائمة في السياسة، وإنما مصالح دائمة”!
* ما زالت بعض الأوساط تراهن على أن جعجع قد يوافق على غض الطرف عن ترشيح فرنجية، وتأمين نصاب جلسة الانتخاب، إذا جرى التوافق على تعيين حاكم لمصرف لبنان من “القوات!”

هل هي “لعنة المارونية السياسية”، أم أنها سوء طالع، تلازم باسيل وجعجع اللذين ينتقلان من انتكاسة إلى أخرى، منذ ادعيا أنهما يمثلان 98 بالمئة من الساحة المسيحية؟ وهما لم يتمكّنا، حتى اليوم، تثبيت أي اسم منهما كمرشح أولوية عند مختلف الأفرقاء اللبنانيين المؤثرين في الانتخابات الرئاسية.

الثابت، أن المسافة بين “التيار” و”القوات” بعيدة جداً، وإذا ما التقيا، فسيكون لقاءهما محدداً بفترة عابرة، لأنهما لا يستطيعان تحمّل بعضهما تحت سقف واحد.

صحيح أن مصالحهما تتقاطع ضد وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، ولكن خلافهما أكبر بكثير من أن ينضويا تحت مظلة واحدة مهما كانت كبيرة، لأن صراعهما لا تستوعبه أية مسافة مهما كَبُرت!