الجريدة ـ لبنان
يدخل دوري أبطال اوروبا مراحله الحاسمة، عندما تبدأ مساء الثلاثاء مباريات ربع نهائي المسابقة القارية. فيلتقي مانشستر سيتي مع بايرن ميونخ، وبنفيكا مع الانتر، وريال مدريد مع تشلسي، ونابولي مع ميلان.
الملايين تواجه بعضها، هو ليس عنوان عادي بل هي الحقيقة الساطعة، التي يمكن استكشافها في مباريات ربع نهائي دوري أبطال اوروبا. ولعل اللقاء الابرز سيكون دون ادنى شك ذلك الذي يجمع مانشستر سيتي مع ضيفه بايرن ميونخ. وهو اللقاء الذي يبلغ سعره اكثر من مليار يورو، بدليل ان اسعار لاعبي الفريقين تتخطى هذا الرقم بكل تاكيد.
فالبايرن يملك في صفوفه ترسانة نووية باسعار خيالية. ففي الدفاع يملك الفونسو ديفيز، وجواو كانسيلو، وبافارد، ودي ليخت واوباميكانو، وفي الوسط يملك الدبابة غوريتزكا والملهم كيميش، وفي الخط الامامي يملك كل من ساني وماني، وغنابري وكومان، وموسيالا ومولر، دون نسيان شوبو موتينغ. وفي حسبة بسيطة نرى ان اسعار لاعبي البافاري، تتخطى المليار يورو ويكفي ان نقول ان سعر كل من الفونسو ديفيز وجمال موسيالا لوحدهما يفوق ال 350 مليون يورو. على الجبهة الاخرى يملك السيتي كل من ستونز ودياز، وولكر واكي دفاعياً ورودري وغوندوغان، ودي برويني وبرناردو سيلفا في خط الوسط. اما هجومياً فيملك رياض محرز، وفودين، وغريليتش، وهالاند والفاريز باسعار فلكية هي الاخرى. فنياً يبدو اللقاء متكافئ فالبايرن ورغم خروجه من كأس المانيا، الا انه يقدم موسم كبير في دوري الابطال، بدليل فوزه في جميع اللقاءات وعدم تلقيه سوى هدفين فقط. اما السيتي فهو الآخر يقدم موسم جيد وينافس بشراسة على لقب الدوري. مباراة ستكون قوية وستلعب التفاصيل الصغيرة دوراً في حسم الامور على ارض الملعب.
وتبدو مباراة ريال مدريد وتشلسي متكافئة. فكلا الطرفين يمران بظروف مشابهة، لكن تبقى ظروف الريال أفضل علماً ان تشلسي قام بسلسلة تعاقدات فاقت المليار يورو خلال الميركاتو الشتوي، فيما الريال يملك فينيسيوس وفالفيردي، وتشواميني وكمافينغا واسعارهم قاربت المليار يورو (بما فيها فسخ العقود). وبالتالي سيكون عنوان المباراة ايضاً تحت المسار المادي أي “الملايين تواجه بعضها”.
وتبرز مباراة ميلان ونابلولي، فالاول سحق الثاني في الدوري قبل ايام. لكن الفريق الازرق اقترب من حسم لقب الكالتشيو بعد تقديمه اداء رائع طوال الموسم، معتمداً على نخبة من لاعبيه، ابرزهم المهاجم اوسيميان، ولاعب الوسط المبدع كفارتسخيليا. بينما سيعتمد الميلان على خبرة بعض لاعبيه، وتألق البعض الآخر وفي مقدمتهم رفاييل لياو، واوليفييه جيروو.
المباراة الاخيرة في هذا الدور ستجمع الانتر وبنفيكا. وهي متكافئة بدورها فالفريق البرتغالي يقدم موسما رائعاً، فهو يتصدر دوري بلاده وخطف صدارة مجموعته من باريس سان جيرمان، واجبره على خوض مباراة صعبة امام بايرن ميونخ ليخرج بخفي حنين. ويعتمد على افكار مدربه روجر شميدت وتألق عدد من لاعبيه، ابرزهم المهاجم غونكالو راموس، وجواو ماريو واندريه سيلفا. اما الانتر فقد ابتعد عن المنافسة محلياً، ولم يبق له سوى مسابقة الكأس المحلية ودوري ابطال اوروبا. ويعتمد بشكل اساسي على مهاجميه لاوتارو مارتينيز، وروميلو لوكاكو الذي استعاد بعضاً من مستواه.
مباريات طاحنة ينتظرها عشاق الكرة. فلمن ستميل الكفة بين الفرق الثمانية؟ وهل سيفرض المنطق نفسه ام نشهد مفاجأت؟ الاكيد اننا سنشهد اثارة كبيرة في جميع اللقاءات.
