سقط رئيس بلدية الجديدة – البوشرية – السدّ أنطوان جبارة باستقالة 11 عضواً من مجلسه البلدي من أصل 21 عضواً. حلّ البلدية ليس بالأمر السهل أو المتوقع خصوصاً أن أمثال رئيس البلدية أنطوان جبارة، ممن التصقوا بكرسي الرئاسة منذ أكثر من 20 عاماً، باتوا كالقضاء والقدر، ويتقنون أصول اللعبة البلدية وأدواتها، فيمسكون بموظفيها وأعضائها وكل مفاصلها بواسطة المال والخدمات. هكذا، عزّز جبارة زعامته على مرّ السنوات في أكبر بلدات المتن الشمالي، وبنى “إمبراطورية” مستفيداً من موازنة بلغت أيام عزّ الدولار 20 مليون دولار سنوياً.
البارز في استقالات أعضاء المجلس البلدي هو اتفاق الأعضاء الذين ينتمون إلى أحزاب متناحرة على وضع خلافاتهم جانباً والعمل بالنقاط المتوافق عليها بينهم. الأعضاء المستقيلون هم: نائب الرئيس منصور فاضل وهو نائب رئيس التيار الوطني الحر لشؤون الشباب، وجوزيف الخويري (تيار) وإبراهيم الصقر وأندريه نجم (محسوبان على النائب العوني إبراهيم كنعان)، صوفي جلوان أبو جودة (جبارة – تيار)، أنطوان شهوان وعادل إيليا (كتائب)، جوزيف نعمة وجوزيف ميرو (قوات لبنانية)، إيلي تنوري ونزيه يزبك (المر). بدأ هؤلاء اجتماعاتهم منذ مدة بقيادة فاضل وكان عددهم نحو 4، قبل أن تتوسع دائرة المتململين من حكم رئيس البلدية وابنه الذي بات “الآمر الناهي”، فتمكنوا من الإيقاع بجبارة لا سيما مع تعاون الياس المر وتجاوبه.
الملفت أن الأعضاء الحزبيين مشوا في القرار قبل استشارة أحزابهم وانتظروا اكتمال عدد النصف زائداً واحداً للبدء بجولة على القيادات المتنية وإبلاغها بقرارهم. رئيس حزب الكتائب السابق أمين الجميل طلب من العضوين المحسوبين عليه التروي، لكنه خضع لإصرارهما لاحقاً. علماً أن بين الأعضاء الذين لم يقدموا استقالاتهم اثنين كتائبيين (كميل واكيم وغازي أبو خليل) وقواتياً (طوني صقر) وموالياً لحزب الطاشناق (جاك ترتاشيان)، إضافة إلى أعضاء محسوبين على رئيس البلدية (عفاف عطية وعبدو شختورة وغابي سلامة وربيع قاصوف وطوني باخوس). وقد حاول “الريّس” التأثير على أحد الأعضاء المستقيلين لإبطال أكثرية النصف زائداً واحداً، إلا أنه لم ينجح.