كيف نصنع السعادة في 3 دقائق؟

لا شك أن البحث عن طرق لتعزيز الشعور بالرضا والسعادة في حياتنا من الأمور التي تستحوذ على تفكيرنا، وتأخذ من طاقتنا لرغبتنا المستمرة في تحسين أوضاعنا وتعزيز صحتنا.

ولعل واحدة من أحدث وأسرع الطرق التي يمكنها تحقيق تلك المعادلة، التي يبحث عنها كثيرون من ناحية تعزيز الشعور بالسعادة وتحسين الحالة الصحية عموما، هي تلك الممارسة الذاتية الجديدة التي يمكن تطبيقها في 3 دقائق وتعرف باسم “تمرين الامتنان”.

ولو أنك ممن يمتلكون الشغف لتطوير أنفسهن، فربما تعلمين أن للامتنان بعض الفوائد التي تعود عليك بالنفع، وهو ما أكدت عليه نازانين ماندي، مدربة الحياة التحويلية المتخصصة في تطوير الذات، بقولها إنه يمكن ل 3 دقائق من ممارسة الامتنان يوميا، أن تزيد من شعور الفرد بالسعادة وأن تعمل أيضا على إطالة عمره وتحسين حالته الصحية.

ما فكرة تمرين الامتنان ذي الـ 3 دقائق؟

ينطوي هذا التمرين على 3 أشياء، يجب فعلها في خلال 3 دقائق، هي:

الدقيقة الأولى

إدراك المساحة المحيطة والجلوس بأريحية في بيئة تشعرين فيها بالهدوء والاسترخاء، ويمكنك الاستعانة بأدوات منها الإضاءة، الشموع، الصور والأشياء التي تبعث على استرجاع الذكريات والاشتياق للماضي، كونها تساعد على خلق أجواء تأملية.

الدقيقة الثانية

بعد بدء الشعور بالهدوء، يمكنك البدء في تدوين قائمة بالأشياء التي تشعرين بامتنان بشأنها، ولك أن تكتبي كل شيء، سواء كان صغيرا أو كبيرا، ومن المهم أيضا أن تحاولي استشعار العواطف المرتبطة بهذه الأشياء بدلا من مجرد تدوينها والاكتفاء بذلك.

الدقيقة الثالثة

يمكنك بعد ذلك أخذ نفس عميق ثم الانغماس بشكل أكبر في تلك المشاعر والأفكار المرتبطة بحالة الامتنان، فيمكن لتلك الخطوة أن تساعدك على غلق عينيك وترك يديك على قلبك، للمساعدة في تعزيز وجودك والتناغم مع جسمك والبقاء هكذا أطول مدة ممكنة.

كيف يمكن لشعور الامتنان أن يجعلك أكثر سعادة؟

أوضحت ماندي ان السر وراء حالة البهجة التي نشعر بها بسبب بعض الأشياء أو المواقف هو ما يُعرَف بـ “التقدير الواعي”، أو شعورنا بالتقدير تجاه بعض الأمور العالقة بذاكرتنا، ما يساعدنا ويحفزنا على المواصلة والاستمرارية والتهيئة لتحقيق النجاح.

وبالاضافة إلى ذلك، خلصت دراسات سابقة إلى وجود علاقة قوية بين الشعور بالامتنان والسعادة.

واستشهدت كلية طب جامعة هارفارد بهذا الخصوص ببحث أجراه عالم النفس بجامعة بنسلفانيا، دكتور مارتن سيليجمان، أظهر أن المشاركين الذين كتبوا خطابات عرفان وامتنان لأناس يحبونهم لكن لم تسمح الظرف بأن يعبروا لهم عن ذلك كما ينبغي، ثم سلموا لهم تلك الخطابات، سرعان ما بدأ يتزايد شعورهم بالسعادة.

ووجدت دراسة أخرى نشرت نتائجها بمجلة Personality and Individual Differences أن الأشخاص الذين يجاهرون بمشاعر الامتنان، يقل شعورهم بالألم ويتحدثون عن بدء تحسن أوضاعهم الصحية مقارنة بغيرهم ممن لم يفعلوا نفس الشيء.

وختمت ماندي “حين تكونين حقيقية في شعورك بالامتنان، فإنك تجذبين الناس، الأشياء والفرص التي تناسبك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لأنه لا يحدث بين عشية وضحاها، ولهذا فالنصيحة هي عدم استعجال النتائج أو الندم على شيء، لأن الشعور بالامتنان يؤتي بثماره مهما طال الوقت، وتتحقق نتائجه الايجابية عادة في الوقت المناسب”.