“وحدة الرضوان” في “حزب الله” تخيف “إسرائيل”

اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لا تزال تمثل الخطر الأكبر على الدولة العبرية، لاسيما الخطر المتعلق بتسلل مقاتلين من “حزب الله” اللبناني، مشيرة بشكل خاص إلى وحدة خاصة تابعة للحزب تدعى “وحدة الرضوان”، معتبرة أنها تمثل التهديد الأكبر في هذا السياق.

وأشارت الصحيفة أن “لعبة القط والفأر على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة يجب أن تنتهي”، لافتة إلى أن “عدم إنهاء بناء الجدار (تم تشييد 14 كيلومترا فقط) على طول الحدود الشمالية “بسبب القيود المالية والفوضى السياسية، سمح لاستمرار عمليات التسلل عبر الحدود، وكان آخرها تسلل عاملين اثنين مع بداية العام الجديد”.

وكانت تلك الحادثة الأخيرة في سلسلة طويلة من الأحداث المشابهة على طول الحدود المليئة بالثغرات، وقد أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالفعل بأن المنطقة معرضة “لتسلل الأعداء وتهريب المخدرات والأسلحة”.
وتشير تقديرات جيش الإحتلال إلى أنه أحبط 9 محاولات تسلل من لبنان وسوريا وصادر 120 كيلوغراما من المخدرات و75 قطعة سلاح خلال العام الماضي.

ويقول تقرير الصحيفة الإسرائيلية إن “التهديد الحقيقي” للحدود الشمالية يأتي من وحدة النخبة في “حزب الله” التي تسمى وحدة “الرضوان” نسبة إلى القائد العسكري السابق في حزب الله، عماد مغنية (الملقب بالحاج رضوان)، الذي قُتل في دمشق عام 2008 في عملية منسوبة إلى إسرائيل.

ويذكر تقرير سابق لـ”معهد واشنطن” إن هذه الوحدة لفتت الانتباه أكثر من غيرها في سوريا، مشيرا إلى أن عناصرها يتمتعون بمهارات خاصة في تنفيذ الغارات، وتوقع تكليف الوحدة بالتسلل إلى الأراضي المحتلة في حال اندلاع حرب جديدة بين الطرفين.

وقال تقرير “جيروزاليم بوست” إن عناصر “الرضوان” سيكونون في طليعة أي هجوم لـ”حزب الله” ضد “إسرائيل”، ووضع تصورا لتسللهم إلى البلدات الإسرائيلية المستعمرات على طول الحدود، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والعسكريين مع إطلاق وابل من الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات.

ويقول التقرير إن عناصر الوحدة قاتلوا في سوريا لعدة سنوات، مما أكسبهم خبرة عملية واسعة، وقد عاد معظمهم إلى جنوب لبنان، ويدرك “الجيش الإسرائيلي” أن عناصر المجموعة على صلة بجميع محاولات التسلل وتهريب المخدرات عبر الحدود.
وكان “حزب الله” قد نشر، قبل أشهر، شريط فيديو يظهر أفرادا في الوحدة يستعرضون مهاراتهم القتالية ويطلقون نيران الأسلحة على أهداف إسرائيلية هيكلية.

وتشير “جيروزاليم بوست” إلى أن عمليات التسلل تتيح لهم معرفة المزيد عن انتشار قوات الإحتلال، والوقت المستغرق للرد على أي أحداث.

وفي حين أن التهديد الأساسي الذي يشكله “حزب الله” لا يزال ترسانته الصاروخية، ويعتقد “الجيش الإسرائيلي” أن الحرب المقبلة ستشهد محاولة إعادة القتال إلى الجبهة الداخلية، من خلال التسلل إلى المجتمعات “الإسرائيلية” لإلحاق إصابات كبيرة بصفوف المدنيين والعسكريين، وفق الصحيفة.

وتعمل “إسرائيل” منذ سنوات على محاكاة اندلاع حرب شاملة مع “حزب الله” بقيادة عناصر “الرضوان”، وقد سلطت صحيفة “هآرتس” الضوء على تدريب البلدات الشمالية على كيفية التعامل مع هذا السنياريو.

وتقول “جيروزاليم بوست” إنه في ظل هذه التهديدات يعمل الجيش على بناء سياج خرساني وفوذلاي ذكي جديد على طول الحدود، بارتفاع ستة أمتار وبامتداد عدة كيلومترات.

وسيكون السياج مزودا بأجهزة استشعار ومراكز لجمع معلومات وأنظمة إنذار، ومن المتوقع أن يكتمل في غضون عامين.
وبالإضافة إلى هذا السياج، وسعت وزارة الحرب الإسرائيلية أيضا برنامج “درع الشمال” لتحصين المنازل في 21 مجتمعا على الحدود.

ويقول تقرير “جيروزاليم بوست” إنها “مثل لعبة القط والفأر على طول الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة”، وتضيف أنه “بينما قال كبار الضباط العسكريين إنهم يفضلون التصرف كقط، فإنه يمكن للفأر أن يفلت في نهاية اليوم”.