قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية» انّ «الوقائع المتسارعة في الاقليم تؤشّر الى تحوّل حقيقي دَخلته المنطقة مع الاتفاق بين السعودية وايران، والملاحَظ في هذا السياق استعجال الجانبين السعودي والايراني على وضع هذا الاتفاق قيد التنفيذ الفوري، وهذا ما يؤكده الجانبان على كل المستويات».
ولفتت المصادر الى انه في ما يعنينا نحن في لبنان، فمفاعيل هذا الاتفاق ستصل إلينا حتماً، والأهم ان يقرأ اللبنانيون هذا التحول، من السعودية وايران الى سائر المنطقة وصولاً الى اليمن وسوريا، فالصورة على وشك ان تشهد تبدلا جذريا، وبدأ التحوّل يسير وفق ما هو مرسوم له من «الارادة الكبرى» التي ترعاه وتحرّكه، وننصح اللبنانيين بأن يتحضّروا لأن يلاقوا هذا التحوّلات المتسارعة في المنطقة بما يخدم حسم الملف الرئاسي والتعجيل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وتوقفت المصادر عند ما سمّتها ملاحظة شديدة الدلالة سجلت في المشهد الداخلي، تجَلّت في انّ زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف الى بيروت اقتصر فيها برنامج لقاءاتهاعلى مسؤولين لبنانيين محدودين، من دون ان تلتقي اي شخصية سياسية ممّن يصنّفون سياديين او تغييريين. اضافة الى تأكيدها على حاجة لبنان الى التعجيل بتوقيع برنامج تعاون مع صندوق النقد الدولي، والتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، نائية بنفسها عن تسمية او تزكية اي مرشح سيادي كما يريده حلفاؤها في لبنان، او غير سيادي».
الى ذلك، ووسط الجمود الداخلي في مربّع السلبية حيال الملف الرئاسي، برز تحرّك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اليومين الاخيرين، حيث كان قد زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وحذّر من مغبّة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، لافتًا إلى أنّ الاتفاق السعودي – الإيراني تضمّن الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الدبلوماسية، وقال إن موقف السعودية ثابت تجاه لبنان ولن يتغيّر، وبالتالي لن يشهد البلد انعكاساً سلبياً للاتفاق السعودي – الإيراني بل سيتأثر بشكل ايجابي. أمّا لجهة دور السعودية في اللجنة الخماسية، فهو معروف انّه يصبُّ في مصلحة لبنان وسيادته