كشف معهد أبحاث حكومي ألماني أن أوروبا تشهد حالياً أسوأ موجة تفش لوباء إنفلونزا الطيور على الإطلاق، ولفت إلى أنه يتم اكتشاف حالات إصابة جديدة يوميا. يأتي ذلك فيما اتخذت دول عدة داخل وخارج أوروبا إجراءات لمحاصرة الوباء.
وقال “المعهد الاتحادي لأبحاث صحة الحيوان” الألماني :”إننا نشهد حالياً أسوأ موجة تفش لوباء إنفلونزا الطيور على الإطلاق في ألمانيا وأوروبا”. ولفت إلى أنه يتم اكتشاف حالات إصابة جديدة يوميا، ولم تعد الإصابات تقتصر على الطيور البرية.
ووفقا للباحثين “لا تلوح نهاية في الأفق- وتتراوح الدول التي تواجه تفشياً لانفلونزا الطيور ما بين فنلندا وجزر فارو وأيرلندا، وما بين روسيا والبرتغال”. كما تم رصد حالات في كندا والهند، وشرق آسيا.
وفي ألمانيا وحدها، تم تسجيل 394 إصابة في طيور برية من بينها بط وإوز وبجع وطيور نورس منذ مطلع أكتوبر وحتى أمس 29 ديسمبر. وتم اكتشاف الحالات بشكل أساسي في مناطق ساحلية.
وأشار المعهد ان أنه تم تسجيل 46 إصابة في مزارع دواجن بألمانيا. وذكر المعهد أنه في خلال نفس الفترة تم في أنحاء أوروبا اكتشاف 675 إصابة في الطيور البرية و 534 إصابة في الدواجن.
وفي سياق متصل، قررت السلطات الصحية في جمهورية التشيك ذبح نحو 80 ألف دجاجة بسبب اصابتها بإنفلونزا الطيور، فيما تم رصد أول بؤرة في سلوفينيا، مع تواصل تفشي الفيروس في أوروبا من طريق الطيور المهاجرة.
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، تسبب تفشي انفلونزا الطيور بنفوق أكثر من مئة ألف دجاجة في إحدى المزارغ شمالي براغ والتي كانت تضم 188 ألف دجاجة.
وقال المتحدث باسم الادارة البيطرية الوطنية بيتر ماجر إن “ذبح الدجاج” المصاب بانفلونزا الطيور “جار”، وأضاف أن “الارقام تظهر أن هذه السلالة، إتش 5 إن 8 الشديدة العدوى، عنيفة وتفتك بسرعة وعلى نطاق واسع وخصوصا الدواجن”.
وفي سلوفينيا، قالت السلطات إن مزرعة صغيرة في شمال شرق البلاد خضعت للحجر الصحي الثلاثاء بعد اكتشاف أول إصابة بأنفلونزا الطيور، مؤكدة أنها الأولى بفيروس إتش 5 إن 8 هذا العام.
واعلنت فرنسا مؤخراً رصد بؤرة لأنفلونزا الطيور في جنوب غرب البلاد، فيما ذبحت السلطات البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر نحو نصف مليون طائر على خلفية أكبر موجة أنفلونزا طيور شهدتها على الإطلاق. كما فرضت بلجيكا وهولندا تدابير لعزل الدواجن في الأشهر الأخيرة بعد اكتشاف بؤر للمرض، فيما تستعد وزارة الزراعة في الاحتلال الإسرائيلي لإعدام عشرات الآلاف من طيور الديك الرومي، في ظل تفشي الفيروس شمال فلسطين المحتلة.
ويوحي هذا الانتشار الواسع أن الوباء قد يكون انتقل إلى العديد من الدول العربية، وربما قد أصاب لبنان، بسبب تسجيل الإصابات في شمال فلسطين المحتلة.